استراتيجية عاطفية..! منى أبو زيد [email protected] (1) أطباء الأسنان يُصنِّفون عمليات تبييضها وصقلها - في عياداتهم - إلى درجات، أقصاها درجة الابتسامة التلفزيونية - أو البياض الناصع شديد اللمعان – وأدناها لون الشاي بالحليب، ف (البيج) هو درجة البياض الطبيعية لأسنان الإنسان وليس الأبيض الناصع .. من ينكر أن الصورة السينمائية شيء والواقعية شيء آخر ؟! .. معظم العلاقات الرجالية النسائية تفشل لأننا نفرض على الآخر ذلك البياض – التلفزيوني - الناصع، وننسى أننا لا نملكه..! (2) \"النطَّة \" من عرض الزواج بعد تلقُّف الأنثى له جريمة يعاقب عليها القانون الأمريكي، وما تزال المرأة الأمريكية - برغم تحررها - تلجأ إلى التخمين والتحليل لمعرفة نوايا رجلها فيما يختص بجدية العلاقة .. وإن هي أخفقت، تلجأ المرأة الأمريكية إلى مستشار في شئون العلاقات العاطفية، يرسم لها خارطة طريق معتبرة - إن هي شاءت - في مقابل رزمة لا بأس بها من الدولارات .. بينما تبقى السودانية تحت أشجار الظن والترقب إلى أن يشاء الله فيقضي أمراً كان مفعولاً .. نطة مقدمة، أو خذلان مؤجل .. وبين موقف كل منهما يكمن جوهر الفرق بين التوكل والتواكل ..! (3) باحثان أمريكيان تعاونا على تأليف كتاب عن فنون وأساليب التعرُّف على جديَّة الرجل في العلاقات العاطفية من عدمها، عنوانه (إنه لا يميل إليك) .. بينما تتولى فصول الكتاب شرح فكرته من خلال وضع الافتراضات وتقديم الاستنتاجات .. فعلى سبيل المثال لا شيء يبرر عدم إجراء مكالمة هاتفية تستغرق دقائق معدودة، الأمر الذي يعني أن تقصير الرجل في أمر المكالمات الهاتفية يُبرهن على عدم جديته في العلاقة .. إلخ تلك الافتراضات ..! هل تحتاج معرفة تلك الحقائق التي لا يمكن أن تفوت على حدس الأنثى إلى مستشارين ؟! ..هل تحتاج المرأة الواعية، المستقلة، إلى تصفُّح كتاب مماثل قبل أن تركُل الرجل المراوغ خارج أسوار حياتها، وبكل سرور ؟! .. كلا بالطبع .. لكنها عنجهية الرجل/المؤلف ..! (4) أصابع الناس عالم ساحر .. ضاج وعميق .. جليل وملئ بالمتناقضات .. صادق وشفاف كالبلور تماماً، من نعم الله أنه أودع أسرار الناس ومفاتيح شخصياتهم وآثار خطواتهم في دروب الحياة - أودع كل هذا - أصابعهم .. إذا قابلت أحدهم لأول مرة وشعرت أنها لن تكون الأخيرة ألق نظرة خاطفة على أصابع يديه، تلك النظرة الخاطفة، العابرة هي التي سوف تحدد إن كنت ستنظر في أصابعه ثانية أم لا، وإن كنت سوف تنظر، كيف تفعل .. ولماذا ..! كل أسباب الشقاء الإنساني تكمن في تلك الانعطافات المتهورة التي لم نحفل فيها/عندها بحتمية نتائج قراءاتنا لأصابع لم تكن تستحق ..! عن صحيفة التيار منى أبو زيد [email protected]