العصب السابع أبو الغيط.. عفواً لقد نفد رصيدكم..!! شمائل النور الثورة المصرية التي انتصرت إلى حد كبير ونتحفظ قليلا عن كلمة انتصار كامل، طالما أن المجلس العسكري المصري يصدر بياناته بطريقة تحفظية، لكن الثوار أعلنوا أنّهم سوف يواصلون الثورة حتى تحقيق كافة أهدافهم وزوال نظام مبارك بمن فيه. أتذكرون.. قبل أن يكتمل نصاب الثورة المصرية التي تفتق لها صبح جديد، عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية تملص بصورة مدهشة وسريعة وكأنّه كان ينتظر من يدق له جرس الثورة وأعلنها رسمياً، بل نزل الشارع وشارك المتظاهرين في ميدان التحرير، وكان أول شخصية قيادية تنزل الشارع، وأظنه الوحيد، ونزول الشارع ليس خطوة عادية والانضمام إلى صفوف المتظاهرين شجاعة وتحدي ليس بعدهما، ورغم أن عمرو موسى وجد قبولا وسط المتظاهرين وتم ترشيحه للرئاسة المصرية على موقع الفيسبوك، إلا ان الحكاية لا تخلو من مطامع شخصية حتى لو تلمعت بمطالب الثورة والشعب والنزول إلى الشارع، فأين كان أمثال هؤلاء قبل أن يثور الشعب؟ وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط في حواره على قناة العربية، قبيل التنحي، قال أغرب حديث، وكل من تابع هذا الحوار اندهش من هذه الروح التي تلبست الرجل، حيث سجل اعترافات قاتلة ضد نظام مبارك الذي كان لحظة الحوار يمثل وزير خارجيته، وعزا قيام الثورة لأسباب كثيرة منها كبر سن الرئيس وبالواضح كاد أن يقول (الرئيس أصبح منتهي الصلاحية ولا يصلح للرئاسة) والسبب الآخر هو أن الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب كانت مزوّرة، وليس هذا فحسب بل قال إن الشرطة المصرية صاحب أداءها الكثير من الإشكالات، وكل ما قاله أبو الغيط هو صلب الحقيقة، لكن السؤال.. أبو الغيط الذي لا زال على رأس خارجية النظام الحاكم وقتها كيف يجرؤ على الحديث حول كل هذه الحقائق التي لا يجرؤ غيره أن يقولها إن كان داخل النظام أو خارجه.. عفوا أبو الغيط.. لن ينفع هذا الحديث. أبو الغيط ثار على نظام مبارك بصورة دبلوماسية وخبيثة، وتقريبا إنحاز إلى الثورة، إن لم يكن قد أراد أن يقودها، لأنه أوضح الأسباب المنطقية للانتفاضة وبصورة غير مباشرة كاد أن يقول أنّ هذه الثورة كان يجب أن تشتعل، في تقديري حسابات ابو الغيط حسابات سياسية شخصية، وما يفعله ماهو إلا تلميع لنفسه واغتسال من خطايا نظام مبارك وهو داخله. على جميع المحتجين والمتظاهرين وكل شعب يريد أن يثور ألا يعيروا مثل هذه الاعترافات أدنى اهتمام حتى لو وضعوا أياديهم على المصاحف وحلفوا أنهم مبرؤون من كل عيوب وخطايا هذا النظام، وحتى لو كانوا فعلا مبرؤون فهم صمتوا عن الحق، لا تجعلوا الثورة تخطفها الأيادي الطامعة في السلطة، التي وضعت غشاءً على عينيها وعميت طويلا عن مصلحة الشعب، انتبهوا... إنهم لا يثورون معكم إنهم يثورون لمطامعهم الشخصية..لا تشتروا جهد الشعب الذي عانى سنين طويلة..لا تلطخوا الثورة.. وكل من يطمع في جهد الشعب لا يستحق قيادة الشعب، اجعلوا هذا الشعب أن يختار. التيار