حديث المدينة شرف.. للبيع..!! عثمان ميرغني فضيحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. أن تعلن جامعة الخرطوم سحب شهادة الدكتوراة الفخرية التي منحتها للعقيد القذافي.. ليس لأنها بذلك كشفت عن الأسس التي تمنح بموجبها هذه الشهادة فحسب.. بل لأنها تفتح الباب واسعاً لمراجعة كل الشهادات الأخرى.. حتى تلك التي لا تقع تحت بند (فخرية). العقيد القذافي.. لم ترتبط سيرته بالعلم ولا العلماء ولم يقدم للسودان سوى الخراب المحمول على خراب.. وكثير غيره من زعماء الدول العربية والأفريقية والإسلامية قدموا لبلادهم والسودان جمائل متراكبة.. ومع ذلك لم ترهم عين جامعة الخرطوم.. لم تر حتى من منحوها قاعة الشارقة.. ولم تر شقيقتنا قطر وأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قدم للسودان ما لا يستطيع السودان نفسه أن يقدمه لنفسه.. واختارت جامعة الخرطوم– من دون زعماء العالم– القذافي.. الذي يريق دماء شعبه على مرأى من العالم كله الآن... وقبلها أراق من دماء السودانيين بغير حساب. على أي دين تمنح جامعة الخرطوم شهاداتها؟؟ أم هل هي شهادة (زور) تمنح لمن لا يستحقها طالما العشم في أن يتبرع للجامعة ببعض دريهمات يقمن صلبها.. هل تعرف جامعة الخرطوم اسم المصطلح الذي يطلق على من تهب شرفها مقابل المال.. أقصد شرفها الأكاديمي.. هل منحت الجامعة شهادتها الشرفية لقاء المال.. ومن يملك المال يملك الشرف.. لو سكتت جامعة الخرطوم .. وابتلعت طعم الخطيئة المر ولم تسحب الدكتوراة الفخرية ربما لما سمع أحد بأنها باعت للقذافي شرفها.. لكنها بتصرفها لا تسحب الشهادة التشريفية.. بل تهتك سمعتها ووقار شهادتها والانتساب إليها. على كل حال.. ما الذي تبقى لنا.. في سوداننا المسكون بالألم.. حتى جامعة الخرطوم تبيع شهاداتها.. و(مين) يا عالم من هم الذين لم يكشف لنا ما حصلوا عليه من شهادات سراً أو علانية.. هل الرئيس كاسترو حاصل على دكتوراة (حقوق الإنسان) من جامعة الخرطوم.. هل نال زين العابدين بن على دكتوراة في (الديمقراطية).. كم يبلغ النصاب القانوني بالدولار الذي يكفي لشراء شهادة دكتوراة فخرية من أعرق جامعات السودان وأفريقيا.. كم يبلغ ثمن الشرف!! الأكاديمي. والذين منحتهم جامعة الخرطوم شهادة دكتوراة فخرية.. هل يعتزون بأنهم (زملاء) القذافي في شهادة الجامعة.. إذن لماذا لا تردوا شهاداتكم للجامعة وتقولوا لها.. عرفنا قدرنا.. ومع ذلك يبدو أن جامعة الخرطوم لم تذهب بعيداً من (الرائج) في سوق الشهادات الآن.. من يصدق الشهادات المنثورة في الشوارع هذه الأيام.. أوكازيون ألقاب علمية.. اشتر ثلاث دكتوراة.. تأخذ معها \"بروف\" مجاناً.. دكاترة ليسوا بدكاترة.. وبروفات في كل الاتجاهات.. بل ويتظلم البعض أن ليس بعد البروف شهادة.. ليخرج إليها من زحام الحاصلين على الأستاذية.. بالله عليكم.. في مواكب الحزن النبيل هذه.. ما الذي تبقى لنا لنبيعه.. التيار