[email protected] كالعاده فى حالة كل الانظمه الشموليه المتسلطه تظهر بعض الاصوات المستنكره لما يحدث من خراب وفساد وافساد فى الارض مع بعض الاعترافات بوجود تلك العلل مع الدفاع المشروع عن النفس وذلك بان يقسم باغلظ الايمان بانه لم يفسد ولم يساعد على الفساد ولم يحابى او يجامل ولم يتجاوز وكل ذلك من اجل ايجاد موطئ كرسى فى القادم من الانظمه او لتجميل صورة النظام القائم ولانه من اركانها ومؤسسيها فيكون الحديث عن الفساد مبطنا خافتا مع الكثير من محاولات تغيير الموضوع والخروج من مأزق التحدث عن تلك الامور الفاسده المفسده . وتتزامن كل هذه الاعترافات والمساحات الحره فى تناول ما كان محرما بالامس مع ظهور بعض الاصوات المطالبه بالتغيير او اقتراب بزوغ فجر جديد وحراك شعبى ولكن الحاله فى سوداننا الحبيب لم ينتظر الحراك الشعبى ولا حتى ظهور اصوات جاده فسارع المسئولون بمحاولات تبرئة النفس قبل النظام مع العمل على تجميل صورة النظام ولكن على استحياء بمجرد تفجر الثورات والانتفاضات الشعبيه ونجاحها عند الجيران . قبل ايام كان هنالك لقاء تلفزيونى مع السيد المستشار الرئاسى الدكتور مصطفى اسماعيل وكان الحوار حول مشاكل السودان وتحركات المعارضه ومحاربة الفساد واخرى . جاء اعتراف الدكتور المستشار الرئاسى بوجود تجاوزات والقليل من الفساد وفجأة قفز الى تبرئه نفسه واقسم بانه لم يحابى ولم يجامل احدا من اقاربه او اهل زوجته طيلة فترة استوزاره فى الخارجيه والغريب فى الامر موضوع اهل الزوجه ولكنه تبرع باضافتها للمزيد من الشفافيه والمثاليه . كيف يستقيم ان تكون من ضمن القياده الفاعله فى هذا النظام واحد اركان التنظيم بل ومن مؤسسيها ثم تدعى نظافة اليد وراحة الضمير . وللخروج من هذا المأزق استخدم المستشار الرئاسى بعضا من الدبلوماسيه التى تفقه فيها ايام رئاسته للدبلوماسيه السودانيه وذلك بفتح بعض الملفات الجانبيه والقاء التهم على الاحزاب بانها تسعى لتغيير الحكم واسقاط النظام وامور اخرى كانت اشبه بالهذيان والخطرفه . اما موضوع المفوضيه العليا لمحاربة الفساد التى اعلنت من قبل السيد المشير الرئيس وكيفية عملها ومن يحق لهم العمل من خلالها والياتها ومن اين ستبدأ والى اين ستصل وهل ستطال التحريات كل المفسدين ام سينحصر الامر فى صغار المفسدين وكالعاده جاء رد الدكتور المستشار بصوره مهزوزه اكثر من سابقاتها وكان واضحا بانه علم بهذه المفوضيه بعد صلاة الجمعه الشهيره ولا يعرف تفاصيلها مما يدلل على اصرار السيد الرئيس على القرارات الفرديه الارتجاليه الحماسيه على حسب مقتضيات الحال ويمكن نسيان الامر بزوال المؤثر المكانى والزمانى المهم ادى ما عليه وألهب المشاعر وابكى العيون وادمى القلوب وبس . يحكى ان احد العلماء كان يلقى محاضرة فى امور الطهارة من النجاسه وانواعها وكيفيتها فاعترضه احد الحضور بسؤال عن كيفية التطهر والتخلص من اثر تبول كلب على الجدار الخاص بمسكنه فكانت الفتوى بان يزال الجدار ثم يعاد بناؤه ومن مواد جديده تماما --كرر الرجل سؤاله عدة مرات وكانت الفتوى بوجوب ازالة الجدار بالكامل عندها صارحه الرجل بان الجدار المعنى هو ذلك الفاصل بين بيته ودار الشيخ صاحب الفتوى عندها تدارك الشيخ الامر وعدل فتواه بان قال قليل من الماء والتراب يطهره-- اى الجدار . وهكذا تحدث اركان النظام وقادته عن الفساد والمفوضيات العليا واللجان المنبسقه واخرى مسانده وعندما جاءت المطالبه بتطبيق الامر ابتداء ممن هم حول الرئيس والبقيه المتمكنه بدأت محاولات الهاء الناس بامور اخرى مثل المؤامرات الداخليه والخارجيه ومحاولات الاحزاب التى تسعى لاسقاط النظام واخرى وهكذا سوف نركز جهودنا لمحاربة المارقين والمرتزقه واصحاب المصالح من دول الاستكبار ويتم تاجيل موضوع محاربة الفساد الى حين وعندها سوف ينسى الشعب موضوع الفساد ويتم تطبيق نظرية عفا الله عنما سلف --ونبدأ من جديد وبانقلاب جديد والضرب بيد من حديد -----------! اللهم يا حنان ويا منان وحد كلمة السودانيين ----آمين