أ توجها حضاريا ام مواجة صراع الحضارات... في ابيي ؟؟؟ عبد الباقي شحتو علي ازرق* الثورات ... التغير .... النضال .... و كانما توقفت شعوب السودان ..يوما من ..جهاد او نضال او انقلاب .. او حروب اهلية ...الخ و لكن؟؟ اليوم ليس في مقدور اي فرد القدرة علي تحول مجموعة ....جهوية او اثنية او دفعها .. الي فعل اي شيئ, اذا لم يتم اقناعها علي الحفاظ علي مصلحة جامعة توجبهم التحرك معا لانجاز مايريدون... و لن يتأتي ذالك الا مع توفر الشروط و المواصفات الازمة لتحقيق التحولات الحاسمة.... من قوة عقيدة و معرفة و انتخاز منهج مناسب.قبل ان يمتلئ الفراغ السياسي الان بحركات تدعوا الي العودة الي الجزور و الاصول العقدية ايا كانتو كرد فعل للهيمنة الجديدة في المنطقة. نحن في كردفان مجتمع قبلي معتمدا علي العلائق الاسرية, فهل يمكننا ان ننقل ما لدي الاخرين بدون تنقيح و اختيار ما يناسبنا و من ثم توظيفه لمصلحتنا , اظن ذلك ممكنا و افضل بكثير من الجري مع الريح بدون مقايس دقيقة و موازين محدد مناسبة مع طبيعتنا...و حتي نمررمطالبنا للتغير القادم حتما من خلال معطياتنا و ليس تبعا مغفلين..... علينا ان نتعرف جيدا الي ما نريد_ نعم هناك تونس لكنها ليس كردفان _ و ان ما يطبخ لهم ليس لنا , فنحن في حوجة لايجاد صيغة تعايش مع اهلنا الدينكا و مع اهلنا النوبة --- فكلاهم تربطنا معهم مصلحة ملحة و الا ضاعة ثرواتنا الحيوانية المتبقية , بدلا من معاول التوجه الحضاري و خبث مقولة صراع الحضارات . و لكن؟؟؟ فظروف التصحر ...و الحروب الاهلية تحتم عليهم و علينا التعاون اذا اردنا ان نعيش بسلام . علينا البحث عن علاقة الحوار و التفاهم لا علاقة القهر و السيطرة علينا ان نبحث طريق التثاقف و التصاهر لتكوين مجموعات متناثقة انسانية في مضتمينها و في تعبيرها.... و هنا اميل الي ما كتبه انجمار كارلسون في نقده لورقة هنتنجتون المثيرة للجدل , عندما ركز السيد انجمار الحرص علي التفاعل الثقافي و ليس علي الصراع وحذي حذوه بسام طبي في كتابه الشهير تحديات الاصولية. يقودني هذا الي موضوع اهلنا في كردفان خاصة جنوبها ا لمتاخمة لحدود دولة جديد ,و السؤال الذي يؤرقني هو هل نحن مستمرون في حروب الوكالة لما يسمي جزافا صارع الحضارات كما تصورها هنتنجتون – الذي يري ان الصدام بين القوي الكبري مستحيل , لكنه لم يستبعد قيام حروب بالوكالة علي تخوم هذه الثقافات -- لذي يقفذ في البال المشروع الحضاري السوداني... و هنا اتسائل هل من عودة اخري لحروب جهادية بحجة استرجاع ارض الاسلام ؟ برغم ان الدين قد استهلك كثير بواسطة الساسة في بلدي المكلوم الا ان لا احد ينكر دوره في المجتمع و اذكاء الصراعات و الحروب الا ان دوره يظل دخوله كعنصر تغبر و ليث كعنصر ثابت , انه عنصر لتغير للحضارة نفسها , و هذا ما ذهب الية ماكس فيبر الذي كان مدركا لدور الحس الديني في بروزالتحولات الاقتصادية لكن الدين في شرفنا الاوسط له وقع خاص و محرك قوي و متجدد كما اكد الباحث الفرنسي فرناند بروديل ان الصراعات التي انتجت امبرطوريات و دول كبري كانت متاثرة بالحس الديني سوي (صليبية او جهادية) اقول هذا و انا اتابع تمدد القوي الاسلامية الجهادية من مورتلنيا الي الصومال التي تحاول ان توحد المجموعات الاكثر تهميشا حول هوية و احدة الا و هي \" الاسلامواصولية\" , التي تري فيها الحل خاصة لدعواها للعدالة و نعيم الاخر..و امامهم قيادة تركت الملاين للعيش في كهوف طلبا للعدالة او الشهادة , اوظنها و جدت نجاح كبير جدا.. مع تضائل المد الاشتراكي و اللبرالي الغربي لازدواج معايره في ايجاد حلول لمشاكل العولمة و التغيرات المناخية و الهجرة الشرعية و لا شرعية هذا بالاضافة لفشل الغرب في دمج المجموعات المهاجرة خاصة الاسلامية و الافريقية , مما جعل الباب مشرعا لنهوض هويات اخري و مطالبتها بموقع انساني محترم. انا اتفق مع بعض الباحثين في ان حدود الدول القديمة لا يمكنها صد الثقافات و الحضارات من ان تعبرها و تتواصل مع نفسها , لذي تتحركة المجموعات القبلية عبرها دون التقيد و احيانا تتمرد علي سلطات المركز... و من هنا ياتي خطر الجريمة العابرة للغارات من تهجير و تهريب و تجارة مخدارة الي درجة ان تصبح القبيلة قوة اقتصادية تنافس الدول . ترتبط هذه القبائل بمصالحها مع بعضها البعض و تتحول لي قوة عابرة القارات لها شبكاتها المعلوماتية و الوجيستية التي تمكنها من التحالف مع التنظيمات الدينية القارية و هنا يمكن الخطر علي المنطقة . هذا اذا و ضعنا في الحسبان ان التنظيمات الدينية القارية لها مصلحة في استهداف مناطق نفوز القوي الدينية الاخري خاصة الحضارة الغربية المهيمنة علي العالم الي حد ماء لبروز حضارات حية منافسة الظاهر منها الصينية و تلازمها من علي البعد و لو بضعف الاسلامية , ولكنها قوية جدا في هذه النواحي من الاقليم . اذا افترضنا ان المنطقة غنية لما في باطن ارضها و خارجها و اذا القوي العالمية و الاقليمية لها اطماع. و اذا المجموعات السياسية المحلية متنافسة في داخلها الي حد التفلت و فقدان مركز القرار الموحد حول مشكل المنطقة , اتسائل هل منطقة جنوب كردفان كشمير اخري؟ و هل نحن نقع فعلا في \"تخوم الاسلام الدامية\"؟ كما يحلوا لكاتب صراع الحضارات.... ام نحن جزء معبر عن التوجه الحضاري و اي حضارة الغائبة ؟ غير انني لا اشجع فكرة تخوم الاسلام لانها ليست ببعيدة عن اوربا , فان اندلعت هذه الحروب سنشهد حرب مدن عنبفة في معظم دول اوربا اهمها فرتسا و بلجيكا .و هذا موضوع اخر ان العالم برغم التنظير الكثير فوجئي بثورات الشارع العربي , و بعيدا عن تفسيرات ما بعد الحرب الباردة . هل حقا اننا نعود و بقوة الي الاطر الاصغر من قبيلة الي عشيرة و خشم بيت, طلبا في الحماية و البقاء... و برغم التبجح بالعولمة و الاندماج الحضاري نحن نتقهقر الي الوراء \"هذا اذا كان هناك اصلا ما هو متقدم يتمتع فيه الجميع بما يسمي حقوق و وا جبات\". هذا يدفعني للتأمل في ما قاله ديد لاغون في رواية لميشيل دبدن ,في كتاب مترجم لعباس هلال كاظم , حين قال: \" لايمكن ان يكون ثمة اصدقاء حقيقين, من دون اعداء حقيقين, فما ننكره لغيرنا لايمكن ان نحبه لانفسنا , هاتيك الحقائق العتيفة نعود و نكتشفها الان بألم بعد قرن و اكثر من الانحراف الوجداني ......الخ\"....و ايضا اتامل مقطع اخر \"و يكتشف الناس هويات جديدة و لكن اغلبها ما تكون هب نفسها القديمة و يسيرون تحت رتيات جديدة غالبا ما تكون هي القديمة و تقود الي حروب ضد اعداء غالبا ما يكونون هم انفسهم القدماء.\" *عبد الباقي شحتو علي ازرق زيورخ......1432011 [email protected]