نقد .. ممارسة السياسة بمزاج ! محمد لطيف حين يحدثك محمد إبراهيم نقد عن الخرطوم القديمة وهو يرتدى جلبابه الأنيق وعمامته الموضوعة على رأسه بإهمال لا تصدق أن محدثك هذا هو ذات السياسي الأسطورة الذي دوخ الأجهزة الأمنية على مدى ثلاثة أنظمة عسكرية في تاريخ السودان المعاصر ... وحين يحدثك ذات نقد عن حقيبة الفن لا تملك إلا أن تتمنى أن لو كان نقد هذا معدا ومقدما لبرنامج حقيبة الفن في إذاعة أم درمان ... وحده نقد من بين ساسة السودان الذي يملك لا أن يسخر مِن مَنْ حوله وما حوله بل من نفسه حتى ... فعبارة نقد المفضلة هذه الأيام ( يا أخي حناكل عمرنا وعمر غيرنا ؟). ونقد وحده الذي يتعاطى السياسة بمزاج .. حتى في أحلك الظروف .. هل منكم من رأى نقد يوما غاضباَ أو متشنجاَ ؟؟ كلا .. رسالة نقد الصاخبة المعاني تنزل عليك بردا وسلاما لأنه يطلقها في قارورة مثلجة ... قلت له مؤخراً ... البلد في أزمة .. رد سريعا (ما عشان كدا قلنا ليكم نلمها) أقول له .. كيف ؟ ... يمضي قائلاً ( يعنى البلد دي الآن دخلت في ورطة ومرقت .. طيب نقعد نتفرج عليها ولا نلحق الباقي نلمو ؟) فأقول له .. يا أخي أنا بسألك إنت ترد علي بسؤال ؟) يفاجئني بقوله ( أها دي مشكلتكم .. البلد دي مصيبتا في نوعين من الناس .. نوع بيفتكر إنه في ناس عندهم إجابات على كل الأسئلة ... وفى نوع تاني).. ويستدرك قائلاً (ودا النوع الأخطر بالمناسبة) ويمضي (النوع دا بيفتكر إنه الإجابات على كل الأسئلة عنده بس) ثم يقول لي ( شوف إنت من ياتو نوع في ديل) فأعيد له السؤال فيقول لي ( شوف يا أخي أنا لا مع ديل ولا مع ديل أن بؤمن إنه أي زول عنده دور وإنو ما في أي زول عنده عصا موسى ولا من حقه يفرض نفسو وصي على الناس ... البلد دي حلها الناس كلها تقعد في الواطة .. يعنى في تساوي دون وصاية أو استعلاء .. حقي قدر حقك .. وبعدين (الحشاش يملا شبكتو) ويستدرك أيضاً (دا طبعا بعد ما البلد تمرق من الحفرة الفيها دي) أقول له يعني إنت مع الحوار ولا مع الانتفاضة؟ يقول لي (أنا مع الحوار طبعاً ومن غير ما تسأل أقول ليك لأنو البلد واضح إنها هشة ما بتحتمل والجماعة ديل لو ما ركبو راسهم يكون أحسن .. وما في عاقل برفض الحوار .. وما في سياسي شاطر بيدخل حوار وهو بيفترض إنه الناس تقبل بي شروطو وبس) أقول له ( يعني تفتكر الحاصل حولنا ما حيأثر علينا ؟) يطلق نقد ضحكة مجلجلة وهو يقول لي ( يا أخي إنت حمار؟ إنت ما بتسمع الرادي؟ مش قالوا ليك السودان ليس تونس ولا مصر ؟) وينهي ضحكته بصعوبة ليقول لي (وبعدين نحن الانتفاضات دي ما جديدة علينا ما عملناها مرتين ... عشان كدا الانتفاضة التالتة دي بالنسبة لينا بتكون زى العرسة التالتة .. الزول ما بيكون مستعجل ليها .. لكن بيجيها). الاخبار
