واحد يساوي 1384 ؟؟؟ كمال كرار تعمل ( ست البنات ) في شركة خاصة بمرتب شهري قدره 300 جنيه لم يزد " ولا جنيه واحد " طيلة خمس سنوات كاملة . إذا أرادت " ستو " أن تحصل علي 300 ألف جنيه في يوم من الأيام فإن عليها توفير مرتبها بالكامل لمدة ألف شهر أي ما يعادل 83.3 سنة قادمة . ولكن هنالك من يحصل علي هذا المبلغ الطائل خلال 48 ساعة عن طريق اللف والدوران الشائع في بلادنا هذه الأيام . لنفترض مثلاً أن مسؤولاً ولائياً حكومياً اتفق مع أصحاب العمل في ولايته علي توفير حصة من السكر لهم من المصنع مباشرة . ودفع أصحاب 1.5 مليون جديد نظير عشرة ألف جوال تأتيهم بلا عناء ولا سوق أسود أو بنفسجي وتكفل " السادن " بالاتصالات اللازمة . وبعد فترة وجيزة اكتشف أصحاب العمل " الداقسين " أن الحصة السكرية التي خصصت لهم كانت تبلغ 20 ألف جوال . ولما " طقسوا " المسألة اكتشفوا أن العشرة ألف جوال المختفية بيعت لسمسار كيما يبيعها في ولاية نائية نظير 1.8مليون جنيه " جديد " . أما الفرق بين سعري الشراء والبيع والبالغ قدره 300 ألف جنيه فقد توزع بين السدنة والتنابلة بمن فيهم السمسار وكاتم الأسرار . هذه هي واحدة من سبل الكسب الطفيلي المتنوع المصادر في المصالح والدوائر . من لم يجد " كدة " بتشديد الدال في السكر سيجدها في القطن والمزارع التعبان أو في صفقة أراضي خالية من الموانع والحيشان . وآخرون يجدونها في البترول " الذي كان " ، وسدنة ينتظرون مليار من الأمريكان . ستسكن " ست البنات " في أوضة الإيجار إلي يوم يبعثون طالما كان المرتب لا يكفي ولا يحزنون . وستحلم طوال عمرها بمبلغ 300 ألف جنيه تأتيها عبر مصباح علاء الدين السحري ، أما من لهفوا ال300 ألف في يومين فقد " دوروا " بها في أسواق المواسير وبورصة الحجير لآخر ربطة جرجير . أما السكر ذات نفسه ، فقد دخلت في سوقه شركات التعبئة وقرارات المواصفات التي منعت البيع بالرطل وصار بالألوان الطبيعية المميزة ( أبيض – رمادي – أسمر – ترابي ) . وكان سعر الرطل صبيحة 30 يونيو 1989 في السوق الأسود ( 130 قرشاً ) قديما فصار الآن ولحكمة تعلمها الطفيلية 1800 جنيه قديم أي ما يعادل 180 ألف قرش قديم . وفي رواية أخري فإن سعر رطل السكر اليوم يعادل سعر 1384 رطل سكر بسعر الديمقراطية التي لا تقاس بثمن الميدان