من مذكرات عائدة: 11/سيد الخرد كان من المفترض ان يكون محور حديثي عن سيد البلد و ما يقوم به من انجازات مشرفة للكرة السودانية و لكن وجدت ان الجميع تكلم عنه الصديق و العدو.. ففضلت أن اتحدث عن (سيد الخرد) و ذلك لعدم اهتمام الاعلام به..فرغم انه يقول وسط الشارع في قلب العاصمة يحمل سوطا فاخرا لتهديد حماره حتى لا (يحرن) و يحرن دي كلمة دايرة ليها شرح لاولاد المغتربين ..اتمنى ان يتكفل الاباء و الامهات بشرحها الا يكونوا هم نسوها و في الحالة دي الموضوع محتاج لنزع الجنسية السودانية.. سيد الخرد يبدأ عمله من الساعة 8 صباحا و يجوب الحارات و يردد (خرد...خرد...خرد) و تجد الابواب فتحت و خرجت النساء كل تحمل شيئا سواء كان خشبة او مكوة محروقة و لا كرسي مكسور أو سرير ، المهم الجميع يتعامل مع (سيد الخرد) البعض يريد تنظيف المنزل من (الكرور) و البعض الآخر في حوجة لمصاريف وهكذا... لا يخفى على احدنا دور صاحب الخرد رغم انه يربح من عمله ولكن الامر رضائي و هو لم يغضب أحدا و الكل يبحث عنه اذا غاب يوما.و في بدء عودتي للوطن كان لدي كمية من الشنط و الصناديق الفارغة و الحبال هذا بالاضافة لاشياء أخرى وجدتها في المنزل كان قد عفى عليها الزمن..فأخبرت شقيقتي ان تعيننى.بصا حب خرد.ففعلت ذلك ووصفت له المنزل و عندما أتى اخرجت له كل الأشياء التي لا أريدها وحاسبني بثمن زهيد جدا كنت اعتبره في تلك اللحظة باهظا .. وبعد ان استقر الحال اكتشفت ان ما بعته لصاحب الخرد ذلك كان يساوي ربع القيمة التي قبضتها.. اما الان فأصبحت أفاوض مثلي مثل غيري و المؤلم انني اصبت بهذا الداء فما ان ينكسر (كرسي)او تحرق (مكواة) او تحرق (حلة) الا و اعرضها عليه دون ان افكر في اصلاح العيب فقد اصبح الحل الوحيد و الامل الوحيد هو (سيد البلد) عفوا (سيد الخرد) سطور من هامش المفكرة: هنالك أشخاص كلما غابو عني صارت صورتهم اوضح.. هؤلاء هم أنتم... منال محمد الحسن من أم در