في حكاياتنا ...مايو محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] وهاهي السنون تمضي وتطوي وراءها الأحداث..بعضها ينام متوسدا النسيان.. ولو مؤقتا.. ولكن أكثرها دويا تظل اصداؤه حيه في مساحات الذاكرة تتحرك نحو بوابتها كاشعة الضؤ وهي تفرك عينيها لتري..ماذا أعقبها من فصول في مسلسلات الحياة التي تاخذ برقاب بعضها ولا تنتهي حلقاتها.. في مثل هذا اليوم ومنذ اثنين واربعين عاما ونيف ..وكنا وقتها في نهايات المرحلة الوسطي نعبر مساحة بلوغ الحلم الي خشونة بواكير الرجولة مع مواكب الفكر الثوري الناقم للرجعية والنفوس مفعمة بالأفكار الوردية الفاقعة الاحمرار و التي غرستها عبارات الرفاق النامية كدوالي العنب الغضة فينا وتسقيها نسمات الرذاذ القومي الناصري..وتغذيها أسمدة الأعجاب باممية المد الجيفاري.. يخرج علينا صوت مبحوح ينادي في بياناته اللاهبة للشعور..وهو يتقافز من علي ظهور القطارات والسيارات العسكرية وسط المسيرات الهادرة يجوب السودان طولا وعرضا..هاتفا ..ان احزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي وتوابعهما من الاخوان المسلمين انما هم أعداء الشعب... وما لبث الأمر علي ذلك النحو الا قليلا ..حتي اضاف قائد مايو الذي غني له الثوار..(انت يا مايو الخلاص يا جدارا من رصاص ..يا حبالا للقصاص ..من عدو الشعب في كل مكان ..من عدو الشعب في كل زمان.... ؟!)أن اضاف الي قائمة أعدائه رفاق البدايات فأوثقهم بحبال الأصوات التي غنت له واسندهم قتلى الي جدارات الرصاص التي بنوها لحمايته .. ..ثم طفق يتلمس علي مدىسنوات التخبط كل الحوائط التي يمكن ان تحجب عنه الرياح التي بات نظامه يترنح علي لفحات هبوبها التي تقازفته من كل حدب وصوب.. فاسلم الراية اخيرا الي من كذبوا علي الامة قبل ان يخدعوه..فجعلوا منه اماما وخليفة..يوعظ تارة ويهدد مرة..وهو يعلو بنفختهم لتكون السقطة اقوي..و لم نكن نعلم انها ستجعل السودان يستتند الي ثالثة الاثافي التي أحرقت ما تبقي في القدر علي لهيب يتمدد الان بعد تقسيم الوطن وبات الجيش الذي قال لنا أهل مايو انه حارسنا وفارسنا.. اداة في يد سلطة صار عدوها هو الاستقرار..ولم يعد حزب الامة والاتحادي الديمقراطي ومن شايعهم من أهل اليسار المنكوب فحسب ..وهاهو رئيس نظام الأخوان المسلمين الذين جعلهم قائد النظام الثائر منذ اثنين واربعين عاما ونيف في ذيل قائمة اعداء الشعب..وقد تصدروا القائمة بفعل حكمته التي جعلت منهم سكينا لتقطيع البلاد والعباد..والكل يقف علي رصيف الفرجة ..ولا يجرؤ علي تحريك ساكن.. طالما هي لله لا للسلطة ولا للجاه..وهكذا يظل مايو ورغم مرور السنين وذهاب قائده وكثير من رجاله في رحاب الله ..ماثلا في حكاياتنا العجيبة التي لم تبدأ معه بالطبع..ولن تنتهي بما كان سببا في ايجاده مسلسلا طويلا في تلك الحكايات ..وسامح الله الجميع وعافي السودان من حكاياته الجريحة..انه المستعان..وهو من وراء القصد..