.. موسى محمد الخوجلي [email protected] المغتربون من أكثر الناس سعادةً بنجاحات بني جلدتهم .. وأصدق ذلك ما ينسكب من أحبار أقلامهم كتابةً مجيدة مُعبرةً ينتقبون فيها أحاسن القول من بحر بنت عدنان فيزيد الشوق حلاوةً ويزيد المفردة طلاوة .. لذلك تجد نفثهم عبر الحرف تنتابه لوعة الهائم وحُرقة الخائف وتوجس الآمل في الأفضل .. وشذوات عبقة يتلمظون طعم النجاح متجاوزين الإحن والمحن التي تُصادفهم بين ثنايا نضالهم الطويل ولغوب العناء المُضني فتشخب أرواحهم هياماً وعشقاً وترقص دواخلهم فرحةً لا يظعنهم لون سياسي ولا موقع جغرافي ولا تعصب أثني يتحنثون بصلواتهم بجميل العودة ومزيد رفاهية ودعوات بالتعافي .. ما دعاني لجر تلك الكلمات وركضها لتقع بين سطور هذا المكتوب هو فرحتي بدقائق معدودات أفردها المذيع الناجح كمال سويكت مع النابغة طه يعقوب ابراهيم أول الشهادة السودانية وأتفحنا الطالب ( الصُناجة) وشدنا بجميل كلامه وحلاوة لسانه وعفوية نصائحه وجدتها في آن واحد .. جلله في ذلك تواضع الكبار ممزوجاً بفصاحة واضحة فاستحق النجاح وهو أهله وأفاد فيما قال ولم يتكلف فدلَ علي أحقيته كيعفور من يعافير كسلا الجميله ينطلق بها وبالوطن الكبير أملاً واعداً ومستقبلاً أنموذج وفقه الله وشكراً جزيلاً لأساتذته ومدرسته ووالديه فقد وجد المساعدة من الجميع فشرف أهله ومدرسته .. وحق لنا أن نُكرم هذا النابغة وأن نُلبسه ( البُرد المحبرة ) وأن نُكرم فيه إنسان الشرق الذي خرج الآن من حنادس الظلام وأيام التيه والتشرد وحل ( قِرب الجهل وأوكأها للأبد ) وفتح له ( طه ) نوافذ من الأمل كانت مُغلقة .. ومبارك لك أيها الفتى القادم من الشرق فقد كنت كالحُسن يتحدر من جبال كسلا مُعانقة غيوم المطر قريباً منها عروس البحر نافذةً أخرى من نوافذ بلاد الشرق مُعانقة غُزلان كسلا البهية تمرع في محمياتها وتأكل خُضرة وتغزل ليوم آت .. فقد آن الأوان لذلك اليوم فهنيئاً النجاح والنشاط فقد أخرست يا طه ألسنة السُفهاء ممن يلصقون بكسلا قُبحهم سخرية يُلبسونها من ( كسلهم ) عمائم وكرابيس ... ابو اروى - الرياض - 2011-06-26