كلام مليان لعنة حروب الوطن إلى متى ؟!! جمال جادو [email protected] إعلان الرئيس البشير أمس حالة الطوارئ في ولاية النيل الأزرق وعزل حاكمها وتعيين حاكما عسكريا لها ، بعد اشتباكات بدأت اول أمس الخميس أمر رغم خطورته إلا انه كان متوقعا بحسب مجريات الاحداث المتسارعة في الولاية بما فيها من تفلتات وتجاوزات خطيرة راح ضحيتها الكثير من أبناء هذا الوطن المنكوب ! تبادلت الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال الاتهامات بشأن المسؤولية عن تلك التوترات، وكل المؤشرات كانت تسوق بشدة باتجاه وقوع الحرب لامحالة ولكن لم نر أيا من الجانبين يحاول اخماد النار قبل اشتعال اوراها بهذا الشكل المؤسف وحتى عندما حاولت الحكومة اعلاء صوت العقل ( ولو ظاهريا) باعلانها وقف اطلاق النار من جانبها رفضت الحركة متعللة بعدم ثقتها في الحكومة فكانت النتيجة تواصل القتال وانفلات زمام الأمور وتدخل الرئيس بتعيين حاكم عسكري على الولاية فماذا كسب الوطن واهله إذن من تعنت الجانبين غير الموت والخراب ؟! الاتفاق المبرم ببن نافع ومالك عقار والذى رفضه الرئيس جملةً وتفصيلاً قبل أن يجف مداده ودعا وقتها القوات المسلحة أن ( لاستمرار عملياتها وأن لا تقف ابداً إلا بعد تطهير جنوب كردفان )..كان الشرارة التى اشعلت فتيل الحرب بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال .. وبالعودة الى الوراء قليلا نجد ان هذه الروح الحماسية الداعية الى التطهر والحرب هى نفسها التصريحات التى جعلت من حرب الجنوب حرباً مقدسة راح ضحيتها مئات الالاف من شباب الوطن لترضخ الحكومة بعد ذلك للسلام وتعطي الجنوب حق تقرير المصير بعد حرب جاءت على الاخضر واليابس ..!! الأن التاريخ يعيد نفسه فها هي ذات ( الملامح والشبه والمفردات الحماسية نفسها ) تقودنا نحن والبلاد الى مهاوي الردى والموت المحتم والهلاك !! فهل هو العجز السياسي وقلة حيلة صناع القرار ببلادنا والذين كلما غضبوا أو حنقوا رفعوا عالياً الشعارات النيرانية وجلجت نبراتهم الغاضبة لتجرنا نحن والبلاد الى حرب لا تبقي ولا تذر ؟! وبينما لا زالت أزمة دارفور تشكل عبئاً ثقيلاً بكل ماتحمل الكلمة من معان وتشكل تحدياً سياسياً وأمنياً رغم مابذل من جهود لطي صفحة الصراع فيها نجد ان البلد قد دخلت الى اتون محرقة جديدة الله وحده يعلم متى وكيف ستنتهي !! يبقى الخوف من معادلات سياسية مهزوزة وتصريحات وقرارات ( مغبونة ) تجر السودان الى ويلات حرب اكبر مما نتصور ولا يعلم مداها الا الله تعالى خاصة اذا قدر لحركات الهامش ان تُدعم خارجياً من قبل قوي أجنبية تتربص بنا وتنتظرعلى أحر من الجمر هبوب رياح فتن السودان ليجزلوا العطاء والامدادت لكل من يرفع السلاح في وجه الوطن ليتيح فرصة للتدخلات الخارجية والأجندات المختلفة باختلاف المطامع والمقاصد السيئة تجاه بلادنا !! لنا ولك الله ياوطني ...!!