بالمنطق صلاح الدين عووضة [email protected] المبكى الزائف ..!!! من الثوابت والمبادئ والقيم السياسية ماهو من صنعنا نحن .. نحن صنعناها، وقدسناها، وصدقناها حتى صارت لنا سجناً حبسنا أنفسنا داخله .. أو أصناماً نطوف حولها .. أو حرمات لايجوز لنا انتهاكها .. قليلون منا الذين يدركون أن السياسة هي علم المتغيِّرات الذي يجوز فيه لعدو الأمس أن يصير صديق اليوم .. ولصديق اليوم أن يضحى عدو الغد .. لا شيء ثابت في عالم السياسة انه عالم تنطبق عليه فلسفة التغيّر التي نادى بها هرقليطس قديماً في محاولة منه لفهم الوجود .. من هذه الثوابت التي نكاد نُكفِّر غير الملتزمين بها نظرتنا الى العلاقة مع اسرائيل .. فقد وجدنا آباءنا على أمَّة في هذا الخصوص ونحن على آثارهم مهتدون .. كم من الدول العربية والاسلامية التي تتذكر فقط تتذكر ما خرجت به قمة الخرطوم في العام (67) من ثوابت متمثلة في لاءات ثلاث: لا صلح.. لا تفاوض.. لا اعتراف؟!.. أو كم من الحكومات نسيت اللاءات هذه كأنها لم تكن؟!.. أو كم من الأنظمة التي كانت توصف بأنها من سادنات معبد العداء لاسرائيل (بلّت) توصيات قمة الخرطوم بعد ذلك و(شربت مويتها)؟!.. المسألة في غاية البساطة.. اذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية (ذات نفسها) قد اعترفت باسرائيل.. واذا كان قادتها جلسوا ومازالوا مع قادة اسرائيل.. واذا كان زعيمها قد صافح من قبل مناحيم بيغن و(باس) مادلين أولبرايت.. اذا كان الفلسطينيون (أصحاب الوجعة!!) قد فعلوا ذلك.. ثم اذا كانت مصر قد سبقتها في السكة هذه.. ثم تبعتها الأردن.. ثم المغرب.. ثم قطر.. ثم تبع كل أولئك (سراً!!!) آخرون.. اذا كان ذلك قد حدث على صعيد العلاقة مع اسرائيل، فما بال أقوام منا في السودان يصرون على أن يكونوا فلسطينيين أكثر من أبي عمار وأبي مازن وأحمد قريع؟!!.. لماذا يصرون على الوقوف عند محطة اللاءات الثلاث أربعين عاماً يتيهون بين أطلالها المهجورة كما اليهودي التائه؟!!.. لماذا يبكون قضية كاد أصحابها أنفسهم يبكون الآن مع اليهود عند حائط مبكاهم؟!!.. علينا أن ننسى (حكاية اسرائيل دي خالص).. فلسنا أكثر فلسطينية من أهل فلسطين.. ولسنا كذلك أكثر عروبة من عرب وصلت علاقتهم باسرائيل حد التبادل الدبلوماسي والثقافي والتجاري.. هل يقتنع العروبيون والاسلامويون منا بكلامنا هذا ؟ فان فعلوا فليُخرجوا أنفسهم من سجن أوهام (الثوابت!!!) الذي انحشروا فيه سنين عددا.. فان لم يفعلوا ولن يفعلوا فليواصلوا بكاءهم (على بركة الله).. وليضاعفوا من دعائهم على الصهاينة (على خيرة الله).. وليلعنوا بلفور ووعده (مِنّو لله). الجريدة