الجوس بالكلمات خروف العيد وفتاوي المفتين - هذا المقال منع من النشر - الصحافة محمد كامل عبدالرحمن [email protected] دخلت الفتاوي الدينية في السودان سوق السياسة منذ وقت ليس بالقريب ومنذ ان اصبح الاتجار بالدين هدفاً لنيل المكاسب الدنيوية ولذلك اختلط الحابل بالنابل والدين بالدجل وما عاد الناس يفرقون بين اللص الذي يسرق اموالهم وبين الامام الذي يؤمهم للصلاة بين يدي الله حتي الحج والعمرة كان لها نصيب من التشويه والاتجار في صورة مؤسفة تبين لذوي البصيرة ان اكثر اهل الحكم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ويمكن لاي واحد منهم ان يرتكب المنكرات ثم يشد الرحال الي المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج او العمرة وكأن الله رب العالمين غير موجود بالسودان !!! نعم حينما تمس الانتهازية والسبهللية عقيدة الشعب السوداني المسلم في ما يخص الاضحية والعبرة من استرجاع قصة سيدنا ابراهيم مع ربه والرؤية التي اراها اياه وعزمه علي تقديم ابنه قرباناً لرضاء الله فإن الواجب ينادي حملة الاقلام لتبيين الحقائق . اولاً الطامة الكبري التي اصابت بلادنا هي ان كل فرد من المسؤولين اصبح لا يجد غضاضة في تمثيل المجموعة والحديث باسمها دون الرجوع الي هذه المجموعة وحينما تكتشف المجموعة ان فرداً منها اخطأ وارتكب ما يستصغرها البعض بترويج عبارة ( جليطة ) لا تقوم بمحاسبته او الاعتذار للامة عما ارتكبه صاحبهم من خطأ بل وعلي النقيض تقوم المجموعة بمحاولات التبرير المعوج لخطيئته وتستغفل الناس بان ما فعله صاحبهم يدخل في باب كذا وباب كذا ونحن هنا نعلق علي التبريرات التي روجت لها هيئة علماء السودان التي تنشط عادة في اصدار الفتاوي الداعمة للحكومة فقد نفت الهيئة كونها اصدرت بياناً حول جواز شراء الاضحية بالتقسيط من شركات البيع بالتقسيط المعروفة لمن تتبع وقالت في توضيحات ان امينها العام قال قولته التي قال و كان رأياً جاء اجابة على سؤال في محاضرة ألقاها الامين العام للهيئة في جمعية حماية المستهلك ،حول مدى جواز الاضحية بالتقسيط اواستدانة ثمنها ،واشارت الهيئة الى ان الاجابة جاءت ان الاضحية على «المستطيع الذي لا تجحف بمعيشته مثل الموظف الذي راتبه كبير ولكنه وجد فرصة للتقسيط، او مثل الذي هو من القادرين ولكنه لم يصرف ماله من البنك او غيره»، موضحة ان ما قاله الامين العام هو رأي لبعض العلماء قد يخالفه البعض الآخر ، ومن الملاحظ ان الهيئة تنفي وتثبت قول امينها العام وتقول ان رايه هو راي بعض العلماء بما يفهم صحته بيد اننا نريد ان نؤكد لهيئة علماء السودان ان العلماء انواع كما جاء في الاثر علماء ربانيون وعلماء لا ينفعهم علمهم شيئاً ويضلون به الناس ويخدمون به السلاطين وهؤلاء حذرنا منهم سيد الخلق عليه افضل الصلاة وات التسليم وهم اول من تسعر بهم النيران يوم القيامة ذلك بانهم لم يكتفوا بالضلال في انفسهم وانما اضلوا كثيراً من الناس واعانوا الحاكم الظالم ولم ينصحوه او يقولوا كلمة الحق في وجهه او يناصبوه العداء وانما اكتفوا بقبض العطاءات ولبس الطنافس ومشاركته احتفالاته واداء الحج والعمرة من الاموال التي ينتهبها من المسلمين . ان الله يدفع الناس بعضهم ببعض ولذلك وتثبيتاً للفقراء من المسلمين خرج بيان من هيئة شئون الانصار يناهض ما ذهب اليه امين عام هيئة علماء السودان ويخفف عن الفقراء في السودان الحزن الماثل امامهم وعيد لاالاضحي يقترب واسعار الخراف واللحوم تتصاعد بفعل السياسات الحكومية والاجراءات السلطانية يوماً بعد يوم بما يؤدي فعلياً الي تعطيل شريعة السماء حينما فرضت علي المسلمين تقديم الفداء في يوم الفداء احتفاءاً واحتفالاً بسيرة سيدنا ابراهيم خليل الله ، ان العلم النبوي سبق مسيرة القرون وعلم الحبيب المصطفي انه سياتي علي اقوام من امته زمان يعجزون فيه عن تقديم الاضحية ويصيبهم جراء ذلك حزن عظيم ولذلك ضحي بكبشين اقرنين املحين واحد عن آل بيته الكرام وآخر عن امته والآتون عبر القرون من امته ممن يقع عليهم بلاء الحكام الظلمة والعلماء الفجرة والأئمة المضلين ، ان امة محمد لن تعدم الحيلة قط ولن تحاصر كل الحصار وانما يصيبها ما اصاب اسلافها الصالحين والحاكم الجائر حينما يستطيل جوره ويضر بعقائد المسلمين ويؤازره علماء السوء يحصل الفرج للمسلمين ليس بسبب البلاء والغلاء فحسب ولكن اولاً بسبب افساده للعامة دينهم بما يوازي عمل الشيطان اللعين الذي توعد وازبد كما يفعل هؤلاء بالضبط لأضلنهم اجمعين . ولنا عودة