بسم الله الرحمن الرحيم صلة الأرحام وما آل إليه حالنا في السودان هند عبد الرحمن صالح الطاهر [email protected] العيد الكبير قادم وهو المناسبة الدينيه التي ينتظرها الجميع للقاء الأهل والأحباب يلتقي فيها الأبناء بالأمهات والآباء لطلب الغفران والتبريكات لتعينهم على شظف الحياة ويجتمع الأهل والأقارب للمشاركة في الأفراح والأعراس ولكن هل بات هذا الأمر مقدوراً عليه في ظل هذه الظروف الإقتصاديه الطاحنه التي يعيشها المواطن المغلوب على أمره ؟ من يفكر في تنفيذ هذا الأمر عليه البدء في رصد ميزانيته قبل ستة أشهر على الأقل وحتماً سيكون ذلك على حساب أجندة أخرى بالرغم من مروره خلال هذه الستة أشهر الماضيه عبر بوابة إحتياجات المدارس ورسوم الجامعات وشهر رمضان وعيده المبارك ولكن ذلك أمر والعيد الكبير أمر آخر تحلو فيه المديونيه وتهون الأقساط والمحظوظ من يصادف دوره في (صرفة) الصندوق . وتمضي الأيام سريعاً وتبدأ عطلة العيد الكبير ؛ الكبير بمعناه الديني والروحي والإجتماعي وقد تمت كل الترتيبات لشد الرحال صوب الأهل ولم تتبق سوى خطوة واحده ليتجسد الحلم أجل الحلم فقد بات حلماً أن يحظى الصغار كل عام بحضن الجدة والجد خلال عطلة العيد الكبير ... ولنعد للخطوة الأخيره ألا وهي شباك التذاكر بالميناء البري وهنا تكمن المفاجأة التي لم توضع في حسبان الميزانيه فبين ليلة وضحاها يتضاعف سعر التذكره في متوالية عددية مذهله على مرأى ومشهد من السلطات بل و باتفاق مسبق بينهم وأصحاب البصات السفريه والحجة المستفزة في ذلك هي تعويض أصحاب البصات عن خسارتهم في العوده العكسيه من الولايات للعاصمه لنقل المسافرين من العاصمه بالرغم من أن سعر التذكره يظل على هذه الزياده إلى أن يعود الجميع لمواقع أعمالهم بنهاية عطلة العيد !!!!؟ ولكن من يعوض هذا المغلوب على أمره هذا المغبون على دخله المحدود اللهم لا إعتراض وفي طريق عودته المحبطه للبيت يحدث نفسه بالموازنات القاسيه أيدفع ثمن التذاكر ويلاقي أهله خالي الجيب إلا من ثمن تذاكر العوده إن وجد وبذا يكون حضوره للعيد عبئاً ثقيلاً تموت معه فرحة العيد أم يقنع بقية الأسره بالبقاء ويكتفي بالسفر وحده في ثالث أيام العيد أو بالقرعة يحسم أمر من سيسافر ليمثل البقيه وبوصوله لباب البيت يكون قد حسم الأمر وعليه أن يجد العبارات المناسبه ليقابل بها صدمة الصغار وذهول الزوجه أمام إمكانية إعادة الأوضاع في البيت لوضع يسمح باستقبال الجيران والمعارف صبيحة العيد ومن ثم ينزوي بعيداً بحثاً عن أفضل عروض شركات الإتصالات خلال أيام العيد فهي المستفيد من مصيبة عجزه عن صلة رحمه مستجيراً بك يا رسول الله يا من قلت: عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه)) رواه عبد الله بن أحمد . وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليعمّر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال بصلتهم لأرحامهم)) رواه الطبراني . والمتأمل لحالنا اليوم يجد أن الأرض قد ضاقت بما رحبت هل قطعنا أرحامنا فضاقت أرزاقنا؟ أم ضاقت أرزاقنا فقطعنا أرحامنا؟ وفي الحالين ذنوبنا معلقة برقاب من ولوا أنفسهم علينا وحسبنا الله ونعم الوكيل .