في موسم صيد الكيزان..أحمد هرون طريدة بعدما ما كان صيادا شريفة شرف الدين [email protected] إن للتصريح المقتضب الذي أدلى به الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية بنجاة والي جنوب كردفان أحمد هرون المتهم بجرائم حرب من قبل المحكمة الدولية يمثل داعيا كافيا لإعادة التساؤل حول من الطريدة و من الصياد في الذي يدور بالولاية و يلقي بظلال شك حول مصداقية التصريحات المتوالية من قبل القوات المسلحة بحقيقة دحر المتمردين .. السيطرة العسكرية الكاملة على الولاية .. تطهير الولاية من قوات الحركة الشعبية و ما شاكل ذلك مما يخرج علينا به الصوارمي بين الفينة و الأخرى. لم يتوقف الأمر إلى حد التصريحات و البيانات بل تصدرت الصحف مانشتات عريضة بنقل عاصمة ولاية جنوب كردفان إلى تلودي للتدليل على هيمنة القوات الحكومية على تلك المنطقة الحدودية بدولة الجنوب الوليدة. و لكن لماذا لعب المؤتمر الوطني بورقة أحمد هرون بتنصيبه واليا على جنوب كردفان و هو أول سوداني تطلبه المحكمة الدولية لجرائم تتعلق بالحرب في كل من كردفان و دارفور؟ أليس كان من الأولى سحبه بعيدا عن المسرح السياسي بإعتباره شخصية متهمة و أنه سيكون كلب براقش الذي سيجر الجناية على المؤتمر الوطني بإبعاده من المركز إلى منطقة ملتهبة الصراع؟ هل كان ذلك نكاية بالمحكمة الدولية؟ هل للتخلص منه بشكل غير مباشر على نمط الزبير و إبراهيم شمس الدين و غيرهم؟ أم لأنه رجل المرحلة القادر على حسم الحركة الشعبية التي أخذت تبلع الجنوب السوداني شيئا فشيئا؟ لتكن الإجابة كيفما تكون و لكن تصريح الصوارمي يدلل بشكل صريح إلى أن أكبر مسؤول بالولاية غير آمن و أنه يفلت من مصائد خصومه و ليس العكس .. في ظل غياب التصريحات الإعلامية من قبل الحركات المناوءة للحكومة و في ظل أرجحة التصريحات الصوارمية التي تكذبها الوقائع و في ظل الحالة الإقتصادية المنبرشة التي تضطرنا لإستلاف طائرة من قطر لتنفيذ أهداف عسكرية .. في ظل كل ذلك نستطيع أن نجزم بأن الأمر بات ينفلت من زمام الحكومة التي يجلس على رأسها جنرال يخوض حربا هي خاسرة بكل المعايير .. جنرال يدخل الحرب لكنه يجهل كيفية الخروج منه يتكئ على قائد جيش لا يكاد يرى بصرا و لا بصيرة و لن تزيد استشارية نجل المهدي إلا كما بالون يهدده النفخ بالفرقعة الوشيكة. صورة كركتيرية معبرة لن أنساها ما حييت .. في حلبة ملاكمة .. ياسر عرفات الضعيف لدرجة الهزال ينازل يهود باراك الذي بدا في لياقة بدنية كاملة و الكل يضرب ياسر عرفات .. بدء بخصمه .. مساعدوه .. الجمهور و الحكم يرفع راية مكتوب عليها عبارة beat him hard .. he does not have friends .. عندها ..هل يكون لهرون أصدقاء ينبرون لنجدته حين تدلهم الخطوب أم أن مجاري الخرطوم على ضيقها تضيق؟. تضييق الخناق على الولاية سيعجل للإطاحة بهرون الذي لن يشفع له شيئا مما قدمت يداه فسيرة الرجل حمراء اللون .. سيرة سيئة السمعة .. للدرجة التي يسعى بها لتغيير اسم جبال النوبة سعيا وراء طمس هوية الإقليم لكنه كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها و أوهى قرنه الوعل .. بسقوط هرون سينفرط العقد لأن الغاية عند (الثوار) ليست كردفان بل إزاحة الكيزان من سدة الحكم.. و لتسمعن الخبر اليقين بعد حين.