وجدت أكلة الملوخية الشعبية المصرية طريقها مؤخراً نحو العالمية ، باعتبارها نبته سحرية يعتقد اليابانيون أنها خلال السنوات القادمة ستؤدي إلى قيام ثورة تكنولوجية من نوع خاص لما لها من فوائد لا تعد ولا تحصي. وبعد أن دخلت الملوخية قلوب محبيها بالوطن العربي ، وصلت الآن إلى اليابان وكان لوصولها وقع مدوي ، هذا ما جعل شركات يابانية طبية غذائية تروج للملوخية بطريقة غير عادية باعتبارها نبته سحرية تحظي بهالة بين اليابانيين. طبق ياباني شركة SHOP CHANNEL في طوكيو من أهم مروجي المنتجات الطبية الغذائية المصنوعة من الملوخية ، و التي طورت مسحوقاً وحبوباً من الملوخية يسوق لها عن طريق قناة الشركة التليفزيونية. تقول ميتسوكو يوشيدا المسؤولة عن قسم المنتجات الصحية والتجميلية بشركة "شوب تشانيل" : تعرفنا على الملوخية لأول مرة خلال برنامج تليفزيوني وصفها بأنها نبات كامل المواصفات وفوائده الصحية لا تضاهي ، ثم زاد الاهتمام بها إلا أن تحولت إلى ظاهرة حقيقية ، وهي الآن نبته معروفة على نطاق واسع جداً فى اليابان". وبعد بث برنامج تليفزيوني خاص عن فوائد الملوخية الغنية بالمعادن والأملاح والمواد المجملة للبشرة والمانعة للسرطان ، يقوم المئات من موظفي الشركة في مركز خدمة الزبائن بتلقي آلاف الاتصالات من المشاهدين لشراء المنتجات بأنواعها. ووجدت الملوخية طريقها إلى قلب المطبخ الياباني التقليدي بمدينة "يونجويا" بوسط اليابان ،ويعتمد عليها مطعم "شيتشيفوكو" المتخصص بالشرائط العجينية اليابانية المسماة "تسوبا" التي وجدت بالملوخية ضالته ، إذا أبدع المطبخ طبقاً جديداً مميزاً خاصاً هو "تسوبا الملوخية" حيث تدخل النبتة فى تركيب العجين فيميل لونه للاخضرار . وعن هذه الأكلة التي يقبل عليها اليابانيين يقول "ناغاياتاكو" مالك مطعم "شيتشيفوكو" بطوكيو : لقد كانت الملوخية بالنسبة لنا اكتشافاً رائعاً فعلاً ، فهي لذيذة المذاق ، سهلة الهضم ، وتعطي رائحة شهية ، كما أنها مفيدة صحياً ، وهي الآن تشكل حوالي 80% من مبيعاتنا . طبق تسوبا الملوخية أصبح علامة فارقة لهذا المطعم ، ونجح فى اجتذاب الزبائن من أنحاء المدينة ، كما أصبحت المنتجات التي يمكن شرائها وطهيها في المنزل سفيراً لهذا الطبق المصري على موائد العائلات اليابانية ومصدر دخل إضافي لأصحاب مطعم "شيتشيفوكو" ويؤكد خبراء التغذية أن الملوخية من أكثر الخضروات المفيدة وسهلة الهضم ، فهي غنيّة بالأملاح المعدنية مثل الحديد والفسفور، كما أنها تحتوي على البروتينات والفيتامينات مثل فيتامين "أ" وفيتامين "ج". ويشير العلماء إلى أن الملوخية غنيّة بالألياف الغذائية التي تساعد في مكافحة الإمساك ، وتحتوي على مادّة غذائية تفيد في تلطيف الأغشية المعوية وتساعد في وقاية الأمعاء من الالتهابات. وجبة السعادة الزوجية ولا تقتصر فوائد الملوخية على ذلك ، ولكنها تعد فياجرا طبيعية ، الأمر الذي توصل له الباحثون خلال سلسلة من الدراسات التي أثبتت أن الملوخية تعد من أهم الوجبات الغذائية المنشطة للقوة الجنسية، لذا يطلق عليها "وجبة السعادة الزوجية" ، كما إنها تقاوم الاكتئاب وتخفف من القلق والتوتر. وأكد الدكتور أحمد عارف أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم بطب القاهرة، أن الملوخية تحتوي على كميات عالية من فيتامين "أ" ومادة الكلوروفيل الخضراء مقارنة بالخضروات الأخرى كالخس والجرجير والسبانخ. وتعمل تلك المادة وفيتامين "أ" على مقاومة التجلط بالدم وكعامل مؤكسد للشوارد الحرة الطليقة بالجسم، ومن شأن هذه السيولة التي تحدث بالدم بعد أكل الملوخية أن تزيد من معدل تدفق الدم بالأعضاء التناسلية، وهي نفس الطريقة التي تعتمد عليها التركيبات الكيماوية للأدوية المنشطة جنسياً. وفضلاً عن كل ذلك فإن الملوخية تزيد من إفراز هرمون الذكورة "تستستيرون" وهرمون الأنوثة "بروجستيرون" اللذين تفرزهما الغدد الجنسية، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء أيضاً، ولذلك تعد الملوخية منشطاً جنسياً قوياً وتغني عن الحاجة إلى اللجوء للمنشطات الجنسية لعلاج الضعف أو البرود الجنسي. تميز وانفراد وأكثر ما يميز "الملوخية" عن غيرها من النباتات الورقية أنها لا تفقد أياً من مكوناتها الغذائية وفوائدها العلاجية بالغسيل و الطهو. وبتحليل "الملوخية" وجد العلماء أن 100جرام منها إذا كانت طازجة تحتوي 4على % البروتين، وإذا كانت يابسة فإنها تحتوي على 22% البروتين و2% دهون و11% ألياف فضلاً عن احتوائها على كميات عالية من الحديد الذي يقضي على الأنيميا وفقر الدم ويحافظ على خلايا الجسم من التآكل، والفسفور الذي يحافظ على خلايا الدماغ ويجدد الذاكرة وينشط القدرات الذهنية، فيما يعتبر الكالسيوم أساسياً للحفاظ على الجسم والوقاية من هشاشة العظام. أما المنجنيز الذي يتوافر بكميات وفيرة في "الملوخية" فهو ضروري لتوليد هرمون الأنسولين الذي يضبط مقدار السكر في الدم ويكافح هشاشة العظام، ويبعد شبح العقم الذي يؤدي إلى نقص المنجنيز بالجسم في بعض الأحيان إلى الإصابة به. وتحتوي الملوخية على مادة مخاطية تسمى"ميوسولج" وكمية كبيرة من الألياف التي تحول تلك المادة الغرائية دون حدوث مضاعفات لها لمرضى القولون العصبي، ومن يعانون من اضطرابات الهضم ومشاكل بالمعدة، ولذلك فهي وجبة سهلة الهضم وملينة، حيث تساعد على التخلص من الإمساك وسهولة عملية الإخراج، وتخفف من الاضطرابات الهضمية لمرض الكبد والجهاز الهضمي المتوقفين حديثاً عن التدخين، والذين غالباً ما يصابون بالإسهال أو الإمساك وتهدئ الأعصاب وتقلل من الاضطرابات العصبية وتخفض ضغط الدم وتدر البول. كما تؤكد الأبحاث أن تناول الملوخية يساعد على تقوية البصر وتنشيط ضربات القلب، كما تساعد في علاج ضغط الدم المنخفض وهبوط الطاقة والوهن الجسدي ، واحتوائها على فيتامين (B) يحمي الجسم من الإصابة بفقر الدم "الأنيميا" ، كما أن الملوخية تمنع تكون حصي المثانة والكلي والتهابات المسالك البولية.
