نظام الفساد والأستبداد يعيد الكره فى منطقة جنوب كردفان والنيل الأزرق ، فيزور الأنتخابات فى المنطقة الأولى لصالح أحد اتباعه المطلوبين للعداله الدوليه لكى بصبح واليا بدلا عن زعيم ينتمى للحركه الشعبيه يؤيده تاج السر حسين [email protected] طالبنى أحد القراء المحترمين فى المقال السابق بأن أكون أكثر وطنية .. والوطنيه كما يرى سيادته أن اوافق على (البلطجه) والسلب والنهب وفرض (اتاوه) على بترول الجنوب وأن تقرر عليهم رسوم باهظه، القصد منها محاصرتهم وتجويعهم وتريكعهم دون أدنى اعتبار للمستقبل وما تتركه هذه التصرفات الحمقاء فى النفوس من حساسيات لن تزول بالساهل، فمبلغ 36 دولارا للبرميل الذى يصرعليه (بلطجية) المؤتمر الوطنى مشاركه لا رسوم عبور، وقضية رسوم العبور قلنا فى أكثر من مره يمكن أن تحل خلال جلسه لا تزيد عن نصف ساعه، بأن يستدعى طرف ثالث يعبر بتروله أرض دولة أخرى وأن يسأل ذلك الطرف عن الرسوم التى تحصل وكلى ثقه انها لن تزيد عن 10% ، اذا لم تنقص كثيرا عن ذلك، وللأسف البعض يرى الوطنيه فى أن يدعى الأنسان شيئا غير الحقيقه أو أن يطبل لنظام فاسد وأن يقف معه فى خندق واحد كما يفعل الأعلام (المنافق) الذى يتحدث عن الأثار التى يمكن أن تحدث للجنوبيين جراء ايقاف ضخ البترول لكنه لا يرى أى اثار سلبيه على الشمال، فى وقت قرر فيها النظام قبل ايقاف ضخ البترول تقليص المبلغ الذى يمنح للمسافرين لمصر من أجل العلاج الى 500 دولار بالسعر الرسمى بدلا عن 1000 دولار، واذا كانت لا تنجم آثار سلبيه على الشمال من ايقاف ضخ بترول الجنوب كما ذكر احد الأعلاميين فى أحدى قنوات النظام الفضائيه، فلماذا لا يسمح لبترولهم أن يعبر بدون مقابل؟ وبالعوده لعنوان المقال اعلاه، فأن الشعب السودانى يشعر بالغبن الشديد تجاه الجامعه العربيه وتجاه مصر فى عصر (مبارك)، والشعب السودانى عرف بالصبر وقوة التحمل. وبعد فوز الدكتور/ سعد الكتاتنى بمنصب رئيس مجلس الشعب المصرى تكون مصر قد اصبحت فى قبضة الأخوان المسلمين والتيار الأسلامى عامة .. ونظام أزلام المؤتمر الوطنى الفاسد المستبد يشعر بأن اخوانهم اضحوا يسيطرون على الأمور فى أكبر وأهم دوله عربيه فى المنطقه وأنهم سوف يقفون معهم من منظور (انصر اخاك ظالما أو مظلوما) .. مع ان نظام (مبارك) لم يقصر معهم ودعمهم وساندهم قدر استطاعته ووقف حائلا بينهم وبين المحكمه الجنائيه التى فيها حل مشاكل السودان كلها دون اراقة نقطة دم واحده، لكنهم بعد سقوط مبارك تنكروا له ونسوا كل خير فعله من أجلهم، والآن ينتظرون الدعم والمسانده والمدد من النظام الجديد الذى يسيطر عليه الأخوان والسلفيين. ولقد خدع نظام المؤتمر الوطنى الفاسد، العرب والمصريين فى السابق وصور لهم مشكلة (الجنوب) ليست مشكلة شعب له مطالب وحقوق، بل أنها صراع بين عرب مسلمين فى الشمال يواجهون أفارقه مسيحيين فى الجنوب، وأن الجنوبيين يحظون بدعم من الغرب واسرائيل (اتكاءا) على نظرية المؤامرة، حتى أشعل النظام أزمة دارفور، فكشفت حقيقة النظام وتهميشه لكافة المواطنين السودانيين بعض النظر عن معتقداتهم الدينيه وأتجاهاتهم ولا يستثنى الا من يدينون له بالولاء أو ينافقونه ويطبلون له. وفى حقيقة الأمر فان اكبر عملاء للأمريكان فى المنطقه هم ازلام نظام الفساد والأستبداد، رغم أن أمريكا التى يخدمونها، ظلت توعدهم ولا تمنحهم مقابل تلك العماله سوى قليل من الفتات. مثل الأعتراف بنزاهة انتخابات (الخج) والتزوير التى قصد منها وصول رئيس قادرعلى فصل الجنوب. ونتيجة لتراكمات عديده ومنها أنحياز العرب وفى مقدمتهم مصر لنظام الفساد والأستبداد اختار مواطنوا الجنوب الأنفصال بنسبة زادت عن ال 98%. وهاهو مواطنوا المنطقه، ثم تآمرت على (الوالى) الثانى المنتخب فى منطقة النيل الأزرق وسعت لأغتياله وهو مثل رفيقه ينتمى للحركه الشعبيه، لأن النظام رغبته هى (القانون) لذلك لا يرغب فى حزب اسمه (الحركه الشعبيه) فى شمال السودان، متهما اياه بفصل الجنوب مع أن المتسبب الرئيس فى فصل الجنوب هو المؤتمر الوطنى. واذا مارست الجامعه العربيه الصمت الذى مارسته فى السابق وانحازت مصر للمؤتمر الوطنى، فلا نستبعد أن نرى انفصالا جديدا فى النيل الأزرق وجبال النوبه وشرق السودان. والحل الذى لا حل غيره يكمن فى تنحى هذا النظام وتخليه عن السلطه دون الحاجه لسيناريو شبيه بما حدث فى سوريا أو اليمن. وعلى الجامعه العربيه اذا كانت جاده فى الأصلاحات وهى لا تستطيع التدخل عسكريا فى الدول التى تحكمها انظمه قمعيه وديكتاتوريه وحتى لا تجر قدم أجنبيه فيتكرر المشهد الذى حدث فى العراق وليبيا، أن تتبنى بدائل وخيارات جديده أنجع، مثل أن تضع معايير وحد أدنى للممارسه الديمقراطيه وللتبادل السلمى للسلطه، وأى نظام لا يلتزم بتلك المعايير أن يقاطع وأن يمنع التعامل معه بصوره تؤثر فى الحكام لا الشعوب، وأن تنقل الجامعه العربيه تلك القرارات للأتحاد الأفريقى وللمجتمع الدولى حتى يتخذ نفس التدابير مما يؤدى الى تركيع الأنظمه الديكتاتوريه المتستبده. لكن هل نتوقع من الجامعه العربيه ذلك، وهى تستهين بالشعب السودانى وتزدريه بتعيينها للفريق (الدابى) رئيسا للجنه المراقبين العرب فى سوريا بعد أن تلطخت يداه بدم 28 ضابطا سودانيا أعدموا خلال ساعات، ولم تسلم يداه من جرائم مشينه فى دارفور؟ وهل يعقل أن تستعين الجامعه العربيه بأحد كبار ضباط البشير المطلوب للعادله الدوليه فى جرائم حرب واباده وجرائم ضد الأنسانيه؟