[email protected] حتى يفك الله اسر شعبنا العزيز الذى اذلته الأنقاذ وأهانته وشتت شمله وفرقته على الدول وحولته الى لاجئين ونازحين ومهاجرين، وحتى يهئ الله لهذا الشعب حكام عادلين وراشدين يشعرون بالآمه وأوجاعه ومعاناته،لا يشيدون قصورهم الزائله ويبنون امجادهم الزائفه من عرقه ودمه .. ومن أجل الحق الذى بذلنا عمرنا له، فلم نجامل أو نداهن أو ننافق فى يوم من الأيام فى وقت كثر فيه المصلحجيه والأرزقيه واصبح (النفاق) أكثر ما يحبه الناس هذه الأيام، كما قال الراحل (عبدالله الطيب) .. من أجل البسطاء فى الشمال والجنوب الذين لا علاقة لهم بالسياسه وألاعيبها ومكر الساسه وأجنداتهم ، ونحن نعلم أن نظام الفساد والأستبداد و(العناد) لن يصغى لها ولن يتقبلها. نقول:- بأن (عمر البشير) وأزلامه لم يأتوا لحكم السودان برغبة شعبه وأنما جاءوا مغتصبين ومنقلبين وما بنى على باطل فهو باطل، ثم واصلوا التشبث بالكراسى مستخدمين سلاح (التمكين) وتزوير الأنتخابات وفبركتها طيلة الثلاثه وعشرين سنه الماضيه، ولم يحدث أن دخلوا فى مفاوضات مع اى جهة سودانيه الا وكانت النهايه خساره للسودان أنتهت بفصل الجنوب العزيز وحرب جديده أشتعلت فى جنوب كردفان والنيل الأزرق، لذلك ليس من حق (عمر البشير) وأزلامه أن يحددوا مصير السودان وأن يتحدثوا باسمه لأنه لا يعنيهم، وهم الذين تسببوا فى فصل جزء عزيز منه ولو تركوا يواصلون هذه السياسة الغبيه لقسموا الباقى. وحتى لو كان (البشير) وأزلامه منتخبين من خلال انتخابات حره ونزيهه وديمقراطيه ليس من حقهم أن يتحدثوا ويتفاوضوا وحدهم لحل قضايا ومشاكل عالقه مع الجنوب عجزوا من حلها لأن نواياهم غير صادقه أو سليمه وما يرددونه فى خطبهم العنتريه كلام فارغ لا يسعد غير (السذج) و(الدهماء) وناس (دخلوها وصغيرها حام) الذين لا يعرفون صليحهم من عدوهم، ومن يكتم الحق شيطان أخرس .. والحق هو:- 1- قضية النزاع حول (ابيى) أحيلت الى المحكمه الدوليه فى (لاهاى) برضاء الطرفين وفصلت فيها تلك المحكمه لكن ذلك الحل لم يرض أزلام المؤتمر الوطنى فقاموا باقحام القبائل المعنيه فى تلك المنطقه فى ذلك الصراع والحق هو أن ينفذ ذلك الحكم بحزافيره وأن يحترم .. فعلى الأقل الجنوبيون قبلوا أن تفصل فى النزاع محكمه لا كما يحدث فى (حلايب) التى رفضت الأنظمه المصريه المتعاقبه أن تحيلها الى محكمه، رغم ذلك يصرع أزلام (النظام) من وقت لآخر بأنهم لن يجعلوا منها سببا لأفتعال أزمه مع (مصر)، فلماذا هذه (رجل) وتلك (كراع)؟ ولماذا تفتعل المشاكل مع الجنوبيين فى (ابيى) بينما يصمت النظام(الجبان) عما يحدث من (تمصير) فى حلائب؟ 2- بخصوص الأختلاف حول حق (الشمال) فى البترول العابر لأراضيه عبر خط الأنابيب، يجب أن يحسم هذا النزاع فورا بضغط من المجتمع الدولى وبألأستعانه بالأتفاقات الموقعه بين دول فى ظروف مشابهه وأن يحدد نصيب (الشمال) العادل والمعقول بنسبه مئوية فسعر البترول (طالع، نازل) حسب الظروف السياسيه والأقتصاديه فى مختلف دول العالم المنتجه للنفط والمستورده له. وأن تحدد تلك النسبه دون طمع أو مزائدات، أو كما يريد أن يفرض البشير وأزلامه الذين يتعاملون مع الجنوب تارة كدوله مستقله لها حريتها فى اتخاذ قراراتها وحقوقها فى مواردها، وتارة باعتباره (اقليم) لا زال تابعا للشمال، واذا كان هؤلاء (الأزلام) يرون حقا فى (بترول) الجنوب خلاف حق (العبور)، فهل يرضون بأن يكون للجنوب حق فى (الذهب) الذى يستخرج عشوائيا أو بصوره منظمه اذا كان ما يقولونه صحيحا ويحقق تلك الأرقام؟ 3- انفصال الجنوب أو استقلاله لم تعد له العده الكافيه لذلك عانى كثير من المواطنين خاصة الجنوبيين من تبعيات ذلك الأنفصال، فاذا كان السودانى الذى يحمل جنسيه مزدوجه مصريه أو اماراتيه أو بريطانيه أو كنديه أو أمريكيه لا يضيق عليه فى السودان ويحظى بكل تقدير وأحترام، فلماذا يحرم من ازدواج الجنسيه المواطن الجنوبى الأقرب لنا من تلك البلدان مهما كانت علاقتنا بها؟ 4- هذا الأنفصال تتحمل مسوؤليته الأنظمه الشماليه المتعاقبه خاصة نظام (الأنقاذ) الذى اعلن عليهم الحرب الجهاديه وقتل الملايين، ورفض ازلامه نظاما سياسيا مدنيا وديمقراطيا يبنى على المواطنه التى لا يتساوى فيها الناس جميعا ولايتميزون عن بعضهم البعض بسبب دياناتهم ومعتقداتهم فى بلد يتكون من 500 قبليه و130 لغه ولهجه، ولذلك يجب ايقاف (التضليل) الأعلامى الذى يروج له النظام فيقوم بتحميل مسوؤلية الأنفصال على (الجنوبيين) والحركه الشعبيه بتصويتهم للأنفصال بنسبة كبيره تجاوزت ال 98% ! وفى دراسه أعدتها الدكتوره (خديجه صفوت) قبل التوقيع على اتفاقية نيفاشا ونشرتها فى كتاب أسمه ((الأسلام السياسى ورأس المال الهارب – الأسلام نموذجا)) جاء على صفحة 146 ما يلى ((كما أن هنالك حربا أهلية مستمرة منذ سنوات تكلف السودان مليونى دولار يوميا \" وينبغى أخذ هذا الرقم بحذر\" زيادة على الموقف غير الواضح أحيانا والداعى الى الى فصل الجنوب علنا أو ضمنا من قبل حكومتى الصادق والبشير على التوالى ويتمحور هذا الموقف فى اعلان الشريعة والدوله الأسلاميه وما لذلك من مترتبات على الجنوب غير المسلم والذى يدعو مع ذلك للوحده فى حين تدعو الحكومه الحاليه الى الأنفصال علنا)). فهل رأيتم مثل هذا التضليل من قبل ؟ نظام يدعو للأنفصال ويعمل له ثم يحمل المسوؤليه للطرف الثانى ويتشدد معه بسبب ذلك؟! 5- المهم فى الأمر ومن أجل الا تتعمق الكراهية والأحقاد والضغائن أكثر مما هى عليه بين أبناء شعب واحد فرض عليه نظام (فاسد) أن ينفصل الى جزئين، ولكى لا يتحمل جيل المستقبل من هنا وهناك تبعات لا يد لهم فيها، لابد من اقرار حق الجنسيه المزدوجه بين البلدين وأن يعامل الجنوبى فى الشمال على الأقل كما يعامل السودانى حامل الجنسيه من دولة أخرى أو على الأقل كما يعامل المصرى أذا لم يكن افضل منه، فالسودانى \"على عبداللطيف\" صاحب الجذور (الجنوبيه) عندى أكرم وأعظم من البشير وجميع ازلام المؤتمر الوطنى. 6- يجب توقف نظام (الفساد) فى الشمال من فرض الحصار الأقتصادى والتجارى اللا انسانى المضروب على الجنوب .. وعلى الشرفاء فى الشمال مساعدة اخوانهم فى الجنوب على كسر هذا الحصار بجميع الطرق اذا كان ذلك من خلال تبادل السلع الضروريه عبر الحدود الطويله الممتده بين (البلدين) أو بأستخدام خبراتهم التجاريه وعلاقاتهم الدوليه والأقليميه مع كافة دول العالم، حتى لا يتحمل شعب الجنوب وزر اخطاء نظام الشمال؟ 7- الحركه الشعبيه – قطاع الشمال، حزب شرعى تأسس وتسجل بصوره قانونيه فى الشمال وقبل أن تندلع حرب النيل الأزرق التى تسبب فيها النظام وقع معه احد صقور النظام (نافع على نافع) اتفاقا فى أديس ابابا نقضه (رئيس المؤتمر الوطنى) وهذا امر لا يقره دين ولا يؤيده منطق، فيجب أن تفعل تلك الأتفاقيه من جديد وأن يعتذر رئيس النظام عن نقضه للأتفاق وأن يطلق سراح المعتقلين من هذا الحزب وأن يسمح لهم بالعمل دون مضائقات ومن خلال ضمانه دوليه تقر بحقهم فى أن يعملوا على نجاح مشروعم (السودان الجديد) طالما كان بالوسائل السلميه وبأقناع الجماهير .. مرة أخرى (الحركه الشعبيه) غير مسوؤله عن (الأنفصال)، واذا كان (النظام) يرى ضرورة تسريح قوات الحركه الشعبيه النظاميه، فعليه أن يبادر بتسريح مليشيات (الدفاع الشعبى) وأن يبدأ فى التوجه نحو تأسيس جيش (قومي) محترف لا علاقة له بالسياسه ولا ينحاز الى حزب من الأحزاب وأن يستوعب قوات الحركه الشعبيه. 8- منطقتى جبال النوبه والنيل الأزرق، نعم هى مناطق تابعة (للشمال) ولا يغالط فى هذا الجانب اى انسان من هنا أو هناك، لكن لابد من الأعتراف بأن (وجدان) سكان تلك المناطق ومشاعرهم تقف الى جانب رفاق (الأمس) فى الجنوب، ولهذا يجب التعامل مع هذه المناطق على نحو من الخصوصيه التى اقرتها (اتفاقية سلام نيفاشا) وأن تحل هذه الأشكاليه التى يمكن أن تذهب بالسودان نحو كثير من المشاكل، دون عنف أو اراقة دماء، حتى لو وصل الأمر منحهم حكم ذاتى يصبح نموذجا للسودان كله الذى لن تحل مشاكله بغير (النظام الفيدراليى) والدوله المدنيه الديمقراطيه التى اساسها المواطنه. 9- وأخير .. فأن اغلاق أبار البترول فى الجنوب لن يؤدى الى (انتحار) الجنوبيين كما صرح (البشير) بدون معرفه أو وعى سياسى، فالمجتمع الدولى لن يترك شعبا (ينتحر) فى هذا الزمن الذى نعيش فيه، وسوف يقدم الدعم والمنح والقروض للجنوب بناء على مخزونه النفطى، وما يحدث حقيقة هو أن يجوع شعب الشمال وأن يمرض وأن يتسول المنح والأغاثات وأن يزداد الفساد المالى والأخلاقى بسبب صعوبة الحياة.