[email protected] إنها فرصة جميلة لشخص ما و لأهله و لبلده أن يحظى ببعثة أو منحة دراسية في بلاد بعيدة للدراسة في جامعة أو أكاديمية أو معهد للإستزادة من العلوم بما يعود له بالخير و لبلاده بالفائدة و النماء و لكنني الآن بصدد الحديث عن بعثة أخاف أن تعود بالويل و الثبور على البلاد و العباد، إن هذه البعثة ليست من معهد أو أكاديمية أو جامعة عادية أو دولة واحدة فهي من مجموعة دول تعرف بإسم جامعة الدول العربية ، و قد قام السودان بترشيح سعادة اللواء محمد الدابي ليترأس هذه البعثة، و ذلك على رأس وفد أطلق عليه إسم المراقبون العرب ليتوجهوا إلى دمشق عيناً على الواقع و أخرى تغض الطرف. إن ثقافة الرجل المبتعث في قمع المظاهرات و حالات الشغب و اضطرابات الشوارع هي كثقافة غالبية أهل السودان لا تتعدى حفنة من العصي و علب الغازات المسيلة للدموع مع بعض الدرق المصنوع من الخوص تُسلح بها قوة من الشرطة أو البوليس أو فرق مكافحة الشغب و قد يتطور الأمر بإطلاق عيار ناري أو بعض الأعيرة النارية في الهواء. أما ما هو مقدم عليه أخونا محمد الدابي من كورس فهي محاضرات على درجة عالية من البطش و التنكيل و قتل المدنيين بدم من القطب الشمالي. إنني مسبقأ أتوجه باتهام لجامعة الدول العربية بأنها ساعدت بالتنكيل و القمع و البطش و قتل السودانيين في تظاهراتهم السلمية التي تطالب بتغيير النظام في الخرطوم، إن هذه المخاوف لا يبددها خطاب هنا أو تعليق هناك فقد قال أحد الولاة إن الإنقاذ سوف تتخلى عن السلطة إذا خرجت مظاهرات تطالب بذلك ، لذا فإنني أنصح أهل السودان مقدماً ، فإذا قام النظام في الخرطوم بتغيير وزاري و تقلد اللواء محمد الدابي حقيبة وزارة الداخلية فعلى أهلنا في السودان التوجه للخارجية. إن الدابي لم يعطينا إحساس بعدم الخوف فالرجل قد نجح بإمتياز و كنا نتمنى أ ن يسقط بإمتياز. و ينسحب كما إنسحب مراقبي دول الخليج ألا رحم الله شهداء الشعب السوري البطل