الشيخ صالح الكامل، رجل الأعمال السعودي المعروف صاحب الاستثمارات الكبيرة ومن أوائل من ابتكر فكرة الاستثمار في مجال الإعلام عبر مؤسسته ART، كان قد قدم ورقة ملهمة عن الاستثمار في السودان خلال مؤتمر للأمن الغذائي نهاية العام الفائت،الورقة التي قدمها الكامل جاءت صادقة وناصحة من واقع تجربته في الاستثمار في السودان،الكامل لامس نقطة مهمة جداً ولو انتبهت لها قيادة الدولة لأدركت تماماً أين الخلل،ولو ان الدولة ليست بعيدة عن إدراك الخلل.. الكامل يرى من أكبر معوقات الاستثمار في السودان هي تذبذب السياسة وعدم المصداقية في الإلتزام بالتعهدات التي تمنحها الحكومة للمستثمر ثم ترجع عن كلامها،ثم الشك في المستثمر بإعتباره شخص يأتي لينهب، حيث لا ينبغي النظر إلى الاستثمار كعمل خيري،فالمستمثر الذي لا يعرف يربح فهو معول هدم، وليس أداة بناء.. الرجل سبق وان القى ذات الخطاب في مؤتمر عن معوقات الاستثمار العربي والأجنبي في السودان مطلع التسعينات، وهو يُصرّ أن يعيد أجزاء كبيرة من هذا الخطاب،لأن وضع الاستثمار في السودان ما زال على حاله. أمس القريب نقلت "التيار" عن صحيفة سعودية اتهام واضح وجهه رجل أعمال سعودي له تجربة استثمار في السودان، رجل الأعمال اتهم ولاة الولايات بعرقلة عمل المستثمرين السعوديين،وتسلم أموال خارج الرسوم المعروفة مقابل منح ميزات تفضيلية. الرجل قال: إن من لديه علاقة مع الوالي من المستثمرين فإن استثماراته تسير بشكل طبيعي ولا يواجه مشكلة، في حين من يمتنع عن دفع هذه الرسوم فإنه يواجه مضايقات تهدد استثماره.. وهذا ما قاله الكامل، النظرة للمستثمر بأنه صاحب مال سائب، وما عليه إلا أن يدفع، لكن ينبغي ان يدفع المستثمر ليجد وإلا لن يكن هذا استثمار.. أخشى أن يكون ما يفعله الولاة هو توجيه من المركز بأن يتصرفوا مع المستثمر كما يشاءون كل حسب تقديراته..لابد من إبتكار طريقة مؤسسية للتعامل مع ملف الاستثمار في السودان،وليس المسألة فقط ضبط القوانين واللوائح، بل هناك ما هو أهم من القوانين، توفر إرادة حقيقية وقناعة تامة بأن الاستثمار في السودان بمختلف مجالاته هو ما سيمثل المنقذ الحقيقي لأزمة السودان الإقتصادية والتي لم تكتمل فصولها بعد..ولا ينبغي ان يُنظر إلي الاستثمار من باب جني الأموال وإهمال الصرف على الاستثمار نفسه حتى يُحقق أكبر درجات الجذب.. الازمة سلسلة من المشاكل تبدأ بمآكل ما أنزل الله بها من سلطان تمص دم المستثمر عمولات تسيير يقبضها كبار المسؤولين، ثم يولون وجوههم، لابد قبل كل شيء توفير بيئة أخلاقية تضمن للمستثمر أمواله من النهب نظير اللا شيء.. وما قال صالح الكامل، المستثمر الذي لا يربح يُمثل أداة هدم وليس معول بناء. التيار