العصب السابع الكامل زول نصيحة..!! شمائل النور الشيخ صالح الكامل، أحد كبار المستثمرين العرب، وأهم المستثمرين وأول من بدأ الاستثمار في مجال الإعلام عبر مؤسسته (ART) والتي حققت مكاسب تجارية ضخمة، صالح الكامل قدم لحكومة السودان روشتة علاجية إن اتبعتها سوف ينهض الاستثمار في السودان، حتى لو أغضبتهم نصيحة الشيخ صالح التي جاءت عارية دون تلميس والتي تلاها أمام جموع من الناس المصفقين في مؤتمر الأمن الغذائي، رجل الأعمال الخبرة، قبل أن يسرد معوقات الاستثمار في السودان، قال شيئاً مهماً ولو انتبهت له الحكومة لأدركت تماماً أين الخلل، قال إنه قبل ذلك ألقى خطاباً مهماً في مؤتمر عن معوقات الاستثمار العربي والأجنبي في السودان مطلع التسعينيات، وهو يرغب أن يعيد أجزاء كبيرة من هذا الخطاب؛ لأن وضع الاستثمار في السودان ما زال على حاله..منذ 1992 حتى 2010 فترة ليست قصيرة لتسخير موارد السودان بل كافية تماماً لتحقيق الحد الأدنى. ودع عنك كل الموارد، فالزراعة التي لا تحتاج إلى كل هذا الجهد، تم دفنها وهي حية. أهم النقاط التي تمثل عقبة من عقبات الاستثمار في السودان، هي تذبذب السياسة وعدم المصداقية في الالتزام بالتعهدات التي تمنحها الحكومة للمستثمر ثم ترجع عن كلامها، والشكّ في المستثمر باعتباره شخص يأتي لينهب، ولا ينبغي النظر إلى الاستثمار كعمل خيري، فالمستمثر الذي لا يعرف يربح فهو معول هدم وليس أداة بناء، هكذا قال الشيخ صالح الكامل، أي يعني أن القانون وحده لا يكفي لتهيئة بيئة استثمار جاذبة ومستقرة قبل كل شيء، كما لا ينبغي أن يُنظر إلى الاستثمار لملء خزينة الدولة ويذهب جلُّ الصرف للنفقات السيادية، وأظنه يقصد الأمن والدفاع، بل يجب أن توزع هذه الأرباح بحيث تكون الأولوية للصرف على مدخلات الإنتاج وتطويرها ومواكبة التقنيات الحديثة، حتى تأتي النتائج المستقبلية بصورة أكبر من سابقتها، فكلما زاد الصرف على مدخلات الإنتاج كلما تم تجويد الإنتاج وضمان استقراره ومواصلته. آخر الأخبار تم إلغاء وزارة الاستثمار، والاستعاضة بالمجلس الأعلى للاستثمار، تخسيس هيكلي مطلوب جداً، وطالما أن هناك توجيهاً رئاسياً بتوحيد النافذة، أعتقد أن هذه خطوة في طريق صحيح؛ لأنه بالفعل أزمة الاستثمار هي ليست فيما قيل أن المستثمر يضيع زمنه في شبابيك الدولة وإجراءاتها، الأزمة ليست أزمة خدمات فقط، وأيضاً ليست أزمة قوانين فقط، الأزمة سلسلة من المشكلات تبدأ بمآكل ما أنزل الله بها من سلطان تمص دم المستثمر عمولات تسيير يقبضها كبار المسؤولين، ثم يولون وجوههم، لابد قبل كل شيء توفير بيئة أخلاقية تضمن للمستثمر أمواله من النهب نظير اللا شيء، ثم غربلة القوانين المتصلة بالاستثمار.. أتمنى أن يولي القائمون على أمر الاستثمار خطاب الشيخ صالح الكامل الاهتمام كله؛ لأنه قدم نصحاً مثالياً لبلد ينهار اقتصاده أمام العالمين. التيار