إن فوكس الخصخصة الرياضية .. آفاق المستقبل نجيب عبدالرحيم [email protected] سبق أن تناولت موضوع الخصخصة الرياضية في جريدة الكابتن الرياضية قبل ثلاث سنوات أرجو الإطلاع مرة ثانية على هذا الموضوع لتعم الفائدة الجميع. في الماضي لم تكن الأندية تعتمد على رجال الأعمال .. فمعظمهم كان يدعم، ولا يريد أن يظهر في وسائل الإعلام حباً وعشقاً في الكيان .. أما الآن فمن يدفع كثيراً يريد أن يظهر في كل وسائل الإعلام ويفرض سطوته ويسلح مليشياته للدفاع عنه بكل الوسائل المتاحة كما نشاهد الآن أصبحت الأندية مثل الأملاك والشركات الخاصة وتدار بمزاج الحاكم .. إذا غضب ولوح بالإستقالة طالب بالديون التي يقدرها جماعته بالطريقة التي يريدونها مع أنها صرفت بقرار فردي منه في صفقات فاشلة ورائها السماسرة الذين ليس لهم أي علاقة بالأمور الفنية وأضاعوا الأندية بصفقات أي كلام !!. دخول رجال الأعمال مجال الرياضة أصبح خطراً يهدد الكرة السودانية وتحولت الهواية إلى إحتراف مستتر ونصف إحتراف حتى أصبح إحترافاً كاملاً .. أدى إلى تحولات خطيرة في سلوك اللاعبين الذين لا يعرفون سطراً عن ثقافة الاحتراف وجعلوا من الأندية الفرخة التي تبيض لهم ذهباً . الخطوة الأولي لدخول رجال الأعمال باب الأندية عن طريق المغازلة بالدعم والمجاهرة بحب وعشق الكيان حتى الثمالة .. الخطوة الثانية الاتفاق مع إعلامه الخاص في الوسيلة التي يمتلكها لتسليط الضوء عليه بالشعارات الانتخابية المعروفة فلان أو علان هو الأنسب لقيادة الكيان وعندما يتمكن من الجلوس على سدة الرئاسة أول ما يبدأ به سياسة التمكين بجلب أعوانه وموظفي شركاته ومؤسساته ليحكموا السيطرة على أسوار النادي وبعد تمكنه من ذلك .. يطلب الوفاق والباب مفتوح لكل محبي وعشاق الكيان ولكن في الحقيقة لا يوجد توافقاً كاملاً بين الحاكم وأقطاب ورموز الكيان التي أبتعدت بسب نهج أسلوب ازدواجية المعايير الذي يمارس الآن ، وتلك هي الأزمة الحقيقية التي تعاني منها الأندية الكبيرة ، وحتى لا يضيع الوقت وأصلاً ضائع والكرة ضائعة .. فلا بد من خصخصة الأندية من خلال تقديم تسهيلات من الدولة للأندية بإقامة مشاريع إستثمارية وإختيار المتخصصين في التسويق والاستثمار لقيادة الأندية بفن الإدارة الحديث . مشروع الخصخصة جديد على الكرة السودانية ولا يمكن تنفيذه بسرعة، ودون توفير الإمكانات والأدوات التي تساعد على نجاحه، يحتاج إلى دراسة وتبادل الآراء حوله .. خاصة أن الوضع الحالي للأندية وللرياضة بعامة غير مرض، فلن يكون لدينا منتخب قوي ننافس به، ولتكوين منتخب قوي يجب أن يكون هناك احتراف بالكامل ، وصناعة لكرة القدم ، وكأي صناعة يجب أن تكون لها تكنولوجيا وأنظمة إدارية ومالية متكاملة لا تخضع للأهواء والأمزجة .. كما هو حاصل الآن في الأندية الرياضة من تحزبات ومليشيات، ولا أريد هنا أن أشير إلى نادياً معيناً فالحقائق معروفة ومكشوفة .. ثم إن الوضع الحالي وفي ظل عدم وجود الخصخصة قتل روح المنافسة وحصرها بين ناديين ، وبالتالي قتل اللعبة نفسها كما هو حاصل الآن .. تدوال البطولة بين فريقين فقط ، والأندية الأخرى ليست إلا كومبارس أو تكملة عدد، أو ( تمامة جرتق)على قول أهلنا والحل للتطوير والارتقاء باللعبة، الاستعانة بدار متخصصة للاستشارات الرياضية . رجال الأعمال يمكنهم أن يدخلوا إلي الأندية من أبوابها الرئيسة إذا كانوا صادقين في حبهم وعشقهم للكيانات لكي ينهضوا بها وليحققوا مكاسبهم .. من خلال أصول وقواعد مشروعة إسمها شركات مساهمة .. أما أن يظل الوضع كما هو عليه الآن .. فلن يحدث تطور فستظل الكرة السودانية ترزح تحت نير الأزمات والتخلف الرياضي.