بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أحسن كل شئ خلقه ثم هدى والصلاة والسلام على النبي المجتبى وعلى أهله وأصحابه أهل الفضل والاصطفاء. أما بعد :- اطلعت على مقال المدعو عبد الهادى محمد الأمين بصحيفتكم الراكوبة بتاريخ 8/4 /2012 وقد أحزننى ماجاء فيه من اغاليط وظلم وعدوان وتشويه لسمعتى .وارجو ان تتكرموا بنشر هذا الرد كاملا غير منقوص . اولا :- قد زعم اننى من قيادة جماعة التكفير والهجرة وهذا كذب وبهتان وانا ابرأ الى الله من تلك الجماعة ولم انتسب اليها يوما قط و لهذا الكاتب الذى يهرف بما لايعرف هى جماعة مصرية انشأها شكرى مصطفى فى الستينات وكان لها اتباع سودانيين-لا صلة لها بجماعة على السمانى _ ومن اصول معتقداتها الضالة تكفير اهل الكبائر والتوقف فى اسلام علماء السلف كالامام البخارى والامام مسلم رحمهم الله تعالى وانا ابرأ الى الله من هذه المعتقدات تماما . ثانيا :-زج هذا الكاتب باسمى فى زمرة اسماء لاعرفهم واحمد الله اننى لم التقيهم أو اجلس معهم قط كالخليفى واتباعه وعباس الباقر وامثالة من الاثمين قتلة الابرياء والمصلين . وهو امر وجد منى حين وقع اشد انواع الادانة والاشمئزاز. وقد ذكرت على منبر المسجد الذى أؤم المصلين فيه ان هذه جرائم مدسوسة من اعداء الاسلام لتشويه الدعوة الاسلامية وصد الناس عن التوحيد واذكاء الفتنة بين الناس . ثالثا :-لقد اسهب الكاتب كغيره من ادعياء العلم والمعرفة فى زماننا هذا فى الهجوم على التكفير مطلقا وفات عليه كما فات على غيره ممن لاقدم لهم فى علم احكام الشريعة ان التكفير حكم شرعى غلا فيه اقوام وفرط فيه اخرون . واعداء الاسلام ممن يبغونها عوجا يريدون منا ان نسكت عن تكفير من كفره الله واجمع على تكفيره علماء المسلمين وهيهات فأهل الاسلام يكفرون من كفره الله ورسوله لا يتحرجون من ذلك . وقد صنفوا ابوابا فى نواقض الاسلام واحكام المرتدين . وارشدوا طالبى العلم كامثالنا لمعرفة الجاهلية وصفات اهلها قال الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب رضى الله عنه :- ( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ فى الإسلام من لم يعرف الجاهلية ) ومن الاعمال التى يكون فيها التكفير بحق بل قد اجمع عليه علماء أهل السنة والجماعة . 1/كفر من ادعى حق التشريع وسن القوانين المغايرة لشريعة الله والزام الامة بالتحاكم اليها :- قال تعالي: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ منَ ٱلدينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ . وقال تعالي مبيناً أنه هو الحكم وله الحكم: أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً وقال تعالي: إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذٰلِكَ ٱلدينُ ٱلْقَيمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ . يقول صاحب الظلال في تفسيره –رحمه الله- لهذه الآية: إن الحكم لا يكون إلا لله فهو مقصور عليه سبحانه بحكم إلوهيته إذ الحاكمية من خصائص الإلوهية، من أدعي الحق فيها فقد نازع الله سبحانه أولي خصائص إلوهيته سواء ادعي هذا الحق فرد أو طبقة أو حزب أو هيئة أو أمة أو الناس جميعاً في صورة منظمة عالمية، ومن نازع الله سبحانه أولي خصائص إلوهيته وإدعاءها فقد كفر بالله كفراً بواحاً يصبح به كفره من المعلوم من الدين بالضرورة حتى بحكم هذا النص وحده. ) انتهى وقال تعالى :- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً وقال العلامه الجكنى الشنقيطى فى تفسيره اضواء البيان قوله تعالي: وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ) وحكمه جل وعلا المذكور في قوله تعالي: وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً شامل لكل ما يقضيه جل وعلا ويدخل في ذلك التشريع دخولاً أولياً ثم قال :-ويفهم من هذه الآيات كقوله: وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله الى ان قال :- وبهذه النصوص السماوية التي ذكرناها يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان علي ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا علي ألسنة رسله صلوات الله وسلامه عليهم أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم. اما الاجماع :- قال الإمام بن تيمية رحمه الله:- والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء. أ ه . و قد ذكره الحافظ بن كثير رحمه الله فى كتابه البداية والنهاية عندما تكلم عن التتار وقد ادعوا الاسلام ثم اصروا على الحكم بشريعة وضعية هى الياسق الذى وضعه جدهم جنكيزخان فقال فيه :- وفي هذا كله مخالفة لشرائع الله المنزلة علي عباده الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فمن ترك الشرع المحكم المنزل علي محمد بن عبد الله وتحاكم إلي غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلي الياسا وقدمها عليه؟! من فعل ذلك فقد كفر بإجماع المسلمين.أ ه ومن التكفير بحق :- تكفير من يدعوا غير الله ويستغيث بالاموات ويطوف بالأضرحة والقباب :- قال تعالى :- * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ * وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً منَ ٱلظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ . وقال عز وجل * وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآءً وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ . وقال تعالي: ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ وقال تعالى : أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ ٱلأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونََ واما الاجماع على كفر من يدعوا غير الله فقد ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله- في الرسالة السنية- قال رحمه الله :- فإذا كان علي عهد النبي صلى الله عليه وسلم ممن انتسب إلي الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة فليعلم أن المنتسب إلي الإسلام والسنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضاً من الإسلام لأسباب منها: الغلو في بعض المشايخ بل الغلو في علي بن أبي طالب بل الغلو في المسيح فكل من غلا في نبي أو رجل صالح وجعل فيه نوعاً من الإلوهية مثل أن يقول: يا سيدي فلان أنصرني أو أغثني أو أرزقني أو أنا في حسبك ونحو هذه الأقوال. فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل . )وقال أيضاً رحمه الله:(من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم كفر أجماعاً) . وقال الإمام بن القيم رحمه الله: (من أنواعه (يعني الشرك الأكبر) طلب الحوائج من الموتي والاستغاثة بهم والتوجه إليهم وهذا أصل شرك العالم.) فبهذا ندين الله تعالى ونساله ان يثبتنا عليه ولا يردنا على اعقابنا خاسرين . ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. المهندس على محمد الحسن [email protected]