حتى زوال النظام د. على الكنين الشعب الهمام هو وحده الذى يحقق شعار زوال النظام عندما يفشل النظام فى حل قضايا الشعب ويظل يتمسك بالسلطة فهو شيطان اخرس لا يرى فى الوجود الا هو كحاكم مطلق ويتوه فى الأنا، يظن أنه وحده الذى سيحل المشاكل التى تسبب فيها "ويحصل ايه" لو استمر فى تجاربه ومغامراته التى جعلت منه حاكما مطلقا ومكنت طبقته الطفيلية ونمتها وجعلت من انتمى اليها وارتبطت مصالحه بها اكثر من المغامرين انفسهم. الازمة الاقتصادية الخانقة وفى تعقيداتها، لا تحل بذات ضيق افق النظام وطبيعة الطبقية الطفيلية التى لاترى الا الربح السريع والجاهز، ولا تجد أهمية للانتاج ، فباعت كل المصانع والحقول والورش وما كان معبدا من وسائل نقل رخيصة وباعت ريع الارض ما بباطنها وما على ظهرها. وبعد أن خلت خزائنها بالصرف على أمنها وعلى الحروب التى اشعلتها على مواطنيها، وبالصرف البذخى على مخصصات جهازها المترهل وما تعرضت له تلك الخزينة من نهب وفساد مالى من محسوبيها ، وبفساد بطانتها بما كدست من اموال خارج البلاد ، وبما ادت له سياساتها الخرقاء لانفصال الجنوب. تطرح الآن هذه السلطة المتجبرة سياسات، "مص عظم المسحوقين" الذين اصبح لا لحم لهم برفع دعم مزعوم للمحروقات وغيرها من السلع الضرورية لمعيشة المواطن لتمويل الحروب وأمنها ومعداتها الحربية وادوات قمع الجماهير من غازات سامة ورصاص مطاطى ودوريات حراستها. المواطن الذى اصبح بسياسات المؤتمر الوطنى بالكاد يأكل الوجبتين البائستين، يريد أن ينفذ سياسته التى بشر بها منذ استيلائه وسرقته للسلطة: أن يعيش 5% وليذهب ال95% الى الجحيم أو جنات الخلد التى بشروه بها ولهم الدنيا! كلا فقد كفر شعبنا الأبى بالوعود الكاذبة ورفع عصى العصيان ومواجهة ظلم المؤتمر الوطنى. لقد فقد النظام البوصلة وتلجلج اقتصاديوه فى ايجاد المخرج له، فلا منجى له من التوهان، وسيظل يعتمد على سياسة التحرير التى تزيد المتاجرين بقوت الشعب غناءا وتزيد المسحوقين وهم غالبية شعب السودان تزيدهم فقرا وجوعا، وسيظل يعتمد على الضرائب المباشرة وغير المباشرة، وسيظل ينهب ما تبقى من ثروات البلاد، وستتعمق الازمة حتى لو انقذ مؤقتا بديون اجنبية ستزيد ارباحها من تعميق الازمة. إن الحل، ايها الشعب العملاق يكمن فى زوال هذا النظام بمثل هذه المظاهرات الاحتجاجية العارمة التى حاول النظام ان يقلل من فعاليتها بالرغم من ما اصابه من ذعر جعله يحاول قمعها بكل قسوة وباستعداد كامل لقواه العسكرية. فالمواكب والمظاهرات الاحتجاجية، هى منازلة شعب لسلطة اذلته، وفيها الكر والفر وتقدير وتقييم القدرات، حتى أن يصبح زمام الامر فى يد العملاق الجبار شعبنا صانع الثورات الذى لن يرخى قبضته، عندئذ، حتى يلغى بالدكتاتورية والشمولية فى مزبلة التاريخ، ليلحق برفاقه من الدكتاتوريين، الذين داسوا على كرامة شعب فى قامة شعب السودان، شموخا وشجاعة وتسامحا وكرما وعفة. فلتكن المظاهرة تلو المظاهرة الى أن تكسر شوكة وعنجهية الذين لايعون دروس الشعوب ولتكن الغضبة تلو الغضبة والهبة تلو الهبة، وسيأتى ذلك اليوم المشهود لا محالة الذى يرونه بعيدا ونراه قريبا. يشكك الذين ترتجف قلوبهم فى الانتفاضة الاحتجاجية التى عمت عددا كبيرا من مدن السودان، فصاروا يضربونها ضرب الجبان الخائف من عواقبها، ويعتقلون من الشباب ما تقع عليه عين أمنهم، كأنهم لم يشاهدوا كم ضرب بن على وكم ضرب حسنى مبارك وكم ضرب القذافى وكم ضرب على صالح وكم يضرب الأن الاسد، وهو لامحالة سيلحق برفاقه مهما طال زمن مقاومته. حل القضايا الاقتصادية يكمن فى المؤتمر الاقتصادى الذى تنادى به كل القوى السياسية وحل قضايا الحكم فى السودان سلطة وثروة يكمن فى المؤتمر الدستورى الذى ينادى به كل اهل السودان، وكل ذلك يكمن فى الديمقراطية بتفصيلاتها... ولا يمنكن تحقيق ذلك الا بزوال النظام الدكتاتورى الشمولى القمعى. اذا الشعب يوما اراد الحياة..... فلا غالب له الميدان