إليكم الطاهر ساتي [email protected] مقارنات و كدة ..!! ** قبل رمضان، إنطلاقاً من مبدأ الشفافية والتقشف و(كدة)، إستعرضت نماذج بعض عقود العمل المعمول بها في مصارف وشركات عامة..ثم توقفت، ربما مراعاة لصيام الصائمين بحيث لاتكون تفاصيل العقود سببا للسب واللعن وربما الإفطار (نص النهار)..وبما أن مجمع الفقه الإسلامي أجاز - البارحة - الإفطار للأهل ببورتسودان في حال أن يرهقهم الصيام، فليتواصل سرد ما بالعقود، مع تحذير فحواه : (بالنهار يقروها ناس بورتسودان)، وعلى بقية الأهل بالولايات الأخرى تحمل مسؤولية صيامهم، أي ( يقروها بالليل)..يلا ندخل في الموضوع، ونقارن عقد من يدير هيئة هي بمثابة حامي حمى المواطن من الأغذية والسلع الفاسدة والمنتهية الصلاحية والرديئة، بعقد من يدير مصرفاً حكومياً..وبالمناسبة، لاتنصح أحداً من ذوي القربى والأصدقاء والمعارف بأن يكون مديراً للمواصفات أو الضرائب، فالذين يديرون هذه وتلك - كما الذين يديرون جامعة الخرطوم - بحاجة الى (زكاة فطر)..!! ** على سبيل المثال، فلنقرأ عقد عمل مدير الهيئة السودانية للمواصفات أولاً، ونقارنه بعقد عمل مدير بنك الشمال الإسلامي ..ولاحقاً، باذن الله، سنقارن عقد عمل المسكين الأخر، مدير الضرائب، بعقد عمل من يدير شركة حكومية.. المهم، إجمالي المرتب الشهري لمدير الهيئة السودانية للمواصفات (5000 جنيه)، وعندما يتقاعد لمعاش يتقاضى راتب (3 أشهر)، عن كل عام، أي ( 15 الف جنيه فقط لاغير) .. ليس له من البدلات غير بدل لبس، وهذا يساوي مرتب شهر، أي ( 5000 جنيه)، ثم بدل ضيافة وهو مرتب شهر أيضاً، وثلاثة تذاكر سفر داخلية فقط .. نعم، رحلات داخلية - فقط - من شاكلة : الأبيض، دنقلا، كادوقلي، الجنينة و أخواتها.. ولأن تلك المحطات ليست بحاجة الي تذاكر سفر جوية، أو ليست بأمكنة مناسبة للسياحة وقضاء الإجازة السنوية، إستبدلوها ب (3000 جنيه)، أى أقل من راتب شهر، بلسان حال قائل ( لوعايزها شيلها، ولو ماعايزها امشي حلفا وح نديك تذاكرها )..وإذا حدثته نفسه بالسفر الى خارج السودان، لايمنح غير(5000 جنيه فقط)، ولكن بشرط ألا يسافر إلا مرة كل عامين ..للرجل - بحكم المنصب - ضيوف، وتقديراً لضيوفه يمنحوه ( مرتب شهر)، كل عام ..هذا هو حال من يحرس السودان من (السلعة المضروبة)..إجمالي الإستحقاق السنوي لايتجاوز (92.500 جنيه)..أقل من (15 الف دولار في السنة)..إن كان هذا حال المدير العام بالهيئة، فكيف يكون حال الذين يعملون معه ويحرسون وارد الموانئ والمطارات والمعامل، فحصاً وتحليلاً؟.. وعليه، وضع كهذا من السهل إختراقه بالمغريات بحيث تمتلئ أسواقنا وبيوتنا بكل ماهو (غير صالح للإستعمال)..!! ** أما مدير بنك الشمال الإسلامي، فانك حين تقارن عقده بعقد مدير الأسواق المالية الذي كان قضية رأي عام قبل أشهر، تكتشف بأننا ظلمنا ذاك المدير - بتاع الأسواق المالية - الذي أعفوه قبل أسبوع ونيف..هذا المدير، واعني مدير بنك الشمال الإسلامي، راتبه الشهري (8.8000 جنيه)، وليس بكثير .. ولكن، تحلى بالصبر وتابع ما يلي..يمنح بدل لبس ( مرتب 5 أشهر)، خير وبركة، ألبسنا الله وإياكم ثوب العافية..يُمنح سنويا إجازة مرفقة براتب (6 أشهر)..وبدل تذاكر سفر مرتب (4 أشهر)، سنوياً.. بدل عيد فطر (مرتب شهرين)، وبدل عيد أضحى مرتب (3 أشهر).. وبدل مأمورية خارجية، ليس الى الفضاء، بل خارج السودان، ( 400 دولار يومياً)..ويُمنح حافز سنوي حسب مزاج مجلس الإدارة، وطبعا دائما أي مجلس إدارة فى السودان (مزاجو رايق) ..و مرتب (4 أشهر) عن كل سنة خدمة..تابع بصبر ..!! ** ثم - وهنا البؤس في أقبح صوره - يتحمل البنك ضريبة الدخل الشخصي، وهذا ما لايحظى به ( غفير البنك)..عربة وعلاج وتذاكر سفر - وأشياء أخرى كثيرة ومفيدة - للأسرة .. يسدد البنك فواتير المياه والكهرباء والهواتف المنزلية..و.. ياخ أنا زهجت، المهم : بغير الضرائب والتذاكر والحوافز والمأموريات الداخلية والخارجية و فواتير الكهرباء والمياه و غيرها، إجمالي الكاش السنوي لهذا المدير ( 518.650 جنيه).. أي، بالبلدي القديم( نص مليار ) و ( شوية حرابيش)،أوكما أسماها والي الخرطوم.. نأمل أن يهاتفنا أو يراسلنا أي مساهم موضحاً أرباح أسهمه بهذا البنك، لنعرف إن كان الإنتاج العام بمستوى هذا الدخل الخاص أم لا ..على كل حال، تقديراً لسياسة التقشف وتعظيماً لفضيلة الإيثار، اقترح لمدير بنك الشمال الإسلامي بأن يتبرع بالحرابيش - فقط لاغيرها - لمدير المواصفات أو لمدير جامعة الخرطوم أو لمدير الضرائب ( ده بالذات المفروض ناس الزكاة يدوه كرتونة رمضان)، كما سيتجلى لاحقاً - إن شاء الله - عند مقارنة عقد عمله مع عقد عمل مدير شركة حكومية..!!