عبدالرازق محمد يحيى [email protected] لله در السوداني أينما ارتحل و أقام يحمل في معيته إرث الأجداد من قيم و مثل و لأنه العيد هذا الفرح الكبير رضعناه في سوداننا الحبيب طقوسا صلاة و تزاور و لعب خص الصغار و لم يستثني الكبار .. كان الحرص ألا نفوت على أنفسنا الفرح .. اكتست الوجوه خلاله بالبشر و الفرح .. لم يقف البعد الجغرافي حائلا دون أن نعيش أيام العيد بكل معناه في بلاد الحرمين .. البلاد التي نسأل الله أن يديم رخائها و يشملها بالأمن و الأمان. منذ الصباح الباكر باستراحة (هلا) اسما و معنى و في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك تنادى السودانيون في مدينة حفر الباطن بكل ألوان أطيافهم .. طاوين كل الانتماءات الجهوية و القبلية و السياسية و رفعوا الانتماء السوداني الخالص عاليا يرفرف .. ترى الرجال تزين رؤوسهم تيجان العمائم البيضاء و الجلابية و المركوب تزين وجوههم ابتسامات قلبية صادقة و هم يتعانقون تلهج ألسنتهم بعبارات العفو والتسامح و التبريكات و كأني أري في الجانب الآخر المرأة السودانية في ثوبها المعروف المألوف و هي تقابل بنات جنسها بالضحكة و الفرح الكبير و كانت و لا تزال كعادتها كريمة معطاءة .. قدمن الحلوى و الخبيز و الشاي المنعنع و لكن قمة الفرح كان في الأطفال المزينين بالجديد كالطواويس ما شاء الله .. يتوزعون تارة مع أقرانهم و أخرى بين آباءهم و أمهاتهم فكانت لوحة جميلة أعطت مرارة الغربة حلاوة و طلاوة. و قد زاد الضيوف القادمين من خارج حفر الباطن عيدنا بهاء و جمالا. حتى إذا ما مالت الشمس و خففت حدتها كان النجيل الأخضر مسرحا لألعاب شيقة فمن مسابقات في سرعة لف العمائم و ركلات الترجيح و مبارة في كرة القدم بين صغار الأكاديمية تلك الشجرة الوريفة المعطاءة بسخاء كبير ثم يؤذن المؤذن لصلاة المغرب فيصطف الناس للقبلة مصلين عابدين شاكرين حامدين مهللين مكبرين و لم نلبث إلا قليلا حتى بدأ الحفل الثقافي فعرجنا سمعا و إنصاتا لقران كريم ثم كلمة ضافية نطق بها الدكتور عبدالمنعم مهنئا و شاكرا لله أن جمعنا و أردف مشايخنا بكلام ديني طيب و شارك صغارنا بقطفات طيبات و ساح بنا آخرون بين شعر .. مسادير و طرائف و إذ نحن كذلك إذ يرسل السفير السوداني بالمملكة رسالته مهنئا و مباركا لنا العيد. بكى البعض فرحا و شدد بعض آخر على التمسك بهذا المكتسب الطيب جمعا للرابطة السودانية فنحن جميعا سفراء بلادنا أقوياء جمعا .. ضعفاء أفرادا و حبذا لو اقتفى أيما مجتمع سوداني في أرجاء البسيطة ما ذهب إليه أهل حفر الباطن فقد كان شهرا مباركا تخللته افطارات جماعية كعادة أهلنا فنسأل الله لنا القوة و التآخي اللهم آمين.