[email protected] استخدم رواد الراكوبة الأفاضل تعبير الشعب السوداني الفضل لفترة غير قصيرة وبما ان التطور يطول كل شئ فإننا نجد ان هناك كلمات طالها التغير وعبارات قد اندثرت بعد ان توقف استخدامها لسبب أو لأخر فتجد أن كلمة القرقريبة اصبحت غير معروفة لدي الشباب فهم لم يعودوا يأكلون الكسرة ساخنة من الصاج هذا إن وجدوا من يعوسها في حين ان كلمة عواسة استمرت في التداول لأن السياسيون في السودان ما إنفكوا يسوطون ويعوسون في سياسة البلد الشامخ السودان الفضل . لقد رأيت أن ابدأ بهذه المقدمة لأن صحيفة الراكوبة المفضلة للجميع خرجت علينا بخبر هجرة الشعب السوداني الجماعية ، حتي بلغت تاشيرات الخروج للهجرة في اليوم الواحد ثلاثة الاف تاشيرة قابلة للذيادة وغير قابلة للنقصان ، ويعني هذا ببساطة أن جملة الشعب السوداني الفضل ، في طريقها للإندثار لتحل محلها الجملة الجديدة ، الشعب السوداني الرحل .. وهذا ما يسلط الضوء علي الأسباب الرئيسية لهذه الهجرة الجماعية ، فهل هي اسباب اقتصادية أم اسباب إجتماعية أم اسباب نفسية ؟ والوضع الإقتصادي المتدهور بسبب السرقات المكشوفة والمستترة يعلمها الداني والقاصي ، القريب والبعيد ، اولاً وثانياً الصرف علي الأجهذة القمعية ، واقول القمعية وليس الأمنية ، فلقد حول الكيزان اجهذة الأمن والبوليس والجيش الي أجهذة قمعية تطلق الرصاص علي الصدور العارية مستهدفة النساء والأطفال والشيب والشباب ، بل ذد علي ذلك إن بعض من هذه الاجهذة بعد ان نضب المال العام توجهوا الي سرقة المال الخاص وليس بحادثة سرقة الصيدليات بواد مدني ببعيدة عن الأذهان ، فبعد ان كسروا اقفال الصيدليات قاموا بشرب المرطبات واكل البسكويت لأنهم لا يخافون ان يعتقلهم أحد ، وكيف يخافون من الاجهذة الامنية وهم يمثلونها ؟ اما عن الاسباب الإجتماعية فلقد باتت واضحة لكل باحث فهي مرتطة إرتباط وثيق بالاسباب الإقتصادية فاصبحت الاسر لا تقبل بزواج ابنها او بنتها الا اذا كان المتقدم مغترباً او مغتربة لكي يمكنه او يمكنه الصرف علي الاسرة بصورة مستمرة ، او هروباً من اعتداء وحشي وقع علي احد افراد تلك الاسرة ولكي يبعدوا شبح الفضيحة عن الاسرة وهذه الجرائم تعلمونها جيدا فقصة صفية كمثال لا زالت عالقة بالازهان ، وثالثاً الأسباب النفسية وهي تقع تحت بند الخوف Fear ونتيجة الخوف Fight or Flight response وهنا نجد أن نتيجة الخوف قد فضل أبناء القري القتال لأنهم مرتبطين بالأرض أكثر من غيرهم، في حبن فضل ابناء المدن الهروب وباتوا يهاجرون زرافات و وحداناً حيث أن الكيزان قد ركزوا عند استيلائهم علي السلطة علي إرهاب المجتمع بالسجن والقتل والتعذيب وما فعله الطيب سيخة وابراهيم شمس الدين لا يخفي علي احد وبتوجيه من الترابي الذي يحاول جاهداً التنصل عما يحدث في السودان الأن بعد ان اغرق الصادق والميرغني معه في مستنقع القازورات .وأخذ البشير لجهله يهدد بتطبيق الشريعة علي الشعب السوداني بعد ان انفصل الجنوب وظن البعض انه يقصد شرع الله ولم يدر بزهنهم انه يقصد شريعة الغاب حتي صار يتبجح ويرقص علي جثث المسلمين بل يدعي ذالك العاهر ان اغتصاب مسلمة شرف لها ؟؟؟؟ اما عن الهجرة لأجل العلم والمعرفة فصارت بلا عودة لان المهاجر سرعان ما يكتشف انه له كيان وحقوق وتقدير لم يكن يعرف عنها شيئاً عندما كان يعيش في السودان . واخيراً نأتي الي الهجرة القصربة حيث تقوم الاجهزة القمعية بتهجير افراد وجماعات من أماكنهم لمناطق أخري او لخارج السودان او اعطائهم هدية لشعب آخر ؟ لا تنسوا حلايب و الفشقة و مئات الملايين من الأفدنة لمصر وقطر والسعودية وغيرها الكثير والكثير .فهل هذه الأراضي خالية ولا يعيش بها سوداني ؟