[email protected] لم يكن ليرضى أن تكون على قبره نُصب المجد وتماثيل الجلال .. ولا تمنى أن تكون جدران قبره ولا أقبيته مزركشة ملونة كمدافن مسيحية أو صفوية أو يهودية ضخمة .. لم يكن ليشغله هتاف الناس وقصائد المديح ولا آيات الثناء الباردة من المتصوفة الرعاع ولا همه نُصب كالرجام الكبيرة يزدحم عليها المتطفلون يتبركون على إعتقادهم بفضلها .. محمدُ ذو الروح النبيلة المملوءة والمخبوءة بالجواهر والدرر .. محمد أريجه الفواح صفحات عطرت التاريخ كأنها الأساطير .. لن يستطيع أحدهم أن يقول أنه وفى السيرة العطرة حقها ولا قطف من ثمار الحديث أطايبها فكله عبق وطيب ومسك وعود بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. ذو الضمير العابد والجسد الهاجد الساهد في عبادة الواحد .. كل من عاداك شأنه أبتر أقل أذل منقطع ذكره مفجور مقهور منبوذ .. ترى حمرة العار والفشل تعتلي وجهه .. هكذا شهد الكتاب الحق ( إن شانئك هو الأبتر ) الآية .. نهايته شِعره أخرق نقشه مخطوم .. تعتريه أمية الجهلاء تأتي عليه وبالاً وسخرية تتخبطه البلاوي والمصائب الرذائل والمهاول .. يهون أمره على الناس ويُهان .. وإن كان كاتب مُفلق وذا مُعلقات تُعلق .. ولو كان أكرم قومه وأقواهم وأعتاهم كما أبو لهب .. تلفق هؤلاء الشواذ سذاجة عفنة وزينوها بالخبث أن الأمر لا يعدو سوي حرية تعبير .. ولكن نحذرهم الآن وننذرهم غداً .. يا أصحاب المآتم الباكية والأفلام الفاجرة والأهداف الفاسقة وشيطانيكم بجرانها على آذانكم ضاربة .. أتركوا الجهل والضلال وإلا تهتم في بيداء قفرة لا أول لها ولا آخر .. أتركوا السخف والأهواء والجهل والضلال .. أتركوا الطياشة والبطاشة فأنتم تجهلون الحق وهو الحق مُصدقاً من عند الله العلي المتعال .. فقد أتيتم بفواجع تفتت لها أكباد المسلمين وقهر أخذ بالحناجر كل مأخذ فافسحوا الطريق ف محمد يجوز عليه الثناء والمدح لا الذم والقدح فمدحه وثناءه من تمام الدين كله وذمه وسبه سقوط للدين كله وانتهاك عرضه إنتهاك لأعراض أمة الإسلام كلها .. أنظر إلى أمتنا وتوقيرها للحبيب كان الخليفة هارون الرشيد في مجلسه وعنده رجل من أصحاب أبيه يُحدَث حديث الرسول ( ص ) فقال الرجل ( وحاج آدم موسى ) وذكر قصتهم فرد عمه الحديث برأيه قائلاً : متى تقابل آدم وموسى ؟؟ فما كان من هارون الرشيد إلا أن صاح والغضب يتطاير من عينيه وهاج وماج وغضب أشد الغضب حتى دارت أعينه في رأسه كأنه مجنون وأزبد وأرعد وهاج وماج وقال لعمه : أقول قال النبي ( ص ) وتقول هكذا أتوتي بالسيف والنِطع ::: أين السياف ,, فما زال هكذا والقوم يحاولون تهدئته حتى هدأ ... والأمثلة كثيرة غيرةً على الرسول الكريم ونسبه وعِرضه .. بأبي أنت وأمي يا حبيب الله .. أبو أروى - الرياض 15-09-2012