[email protected] عشية المهلة السابقة في اديس ابابا حزم الطرفين حقائب العودة الي الخرطوم وجوبا دون احراز تقدم او اتفاق، وظن الجميع ان الامر وصل الي مجلس الامن لوضع حلوله الملزمة والحاقها بقائمة العقوبات، لكن زيارة خاطفة من وزيرة الخارجية الامريكية مدام كلينتون كانت كفيله بإطفاء محركات الطائرة المتوجه الي العاصمة الخرطوم ليخرج الوسيط امبيكي امام الصحافيين معلناً اتفاق نفطي واسئناف اخر للتفاوض مهلته شهر قبل ان يضيف حال الفشل في التوصل علي الاطراف مواجهة العقوبات. اليوم عشية انتهاء المهلة لكن الاخبار الواردة من اديس ابابا لا تحمل جديد فالاطراف لازالت محلك سر، والخلافات في جميع ملفاتها لم تبارح مكانها، بل تقول مصادر مقربة ان الانهيار هو الاقرب من اي اتفاق، بسبب تنكر الخرطوم الي اتفاقات سابقة حول منطقة ابيي ورفضها لعدد من مقترحات الحلول حول الحدود، مع ذلك علي السودانيين ان لا يندهشوا حال اعلان حكومة الامر الواقع الحالية اتفاقها مع الجنوب بل عليهم الاستعداد لمزيد من الازمات والضغط الاقتصادي والمعيشي والتحزم الي حرب لا مثيل لها، فالاتفاق المنتظر لن ياتي بارادة بل بضغوط وعصا غليظ، مما سيعد البلاد الي سابق اتفاقات ملتف حولها لوكم في نيفاشا ست الاسم خير مثيل وبعدها من اتفاقات. وقبل ان يلتقي الاحد 22 سبتمبر الجاري بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا مطلوب محكمة العدلة الدولية ومقرها( لاهاي) قائد انقلاب الثلاثين من يونيو المشؤم عمر البشير برئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لحسم ملفات الحدود والامن وحسم خلاف منطقة ابيي المتنازع حولها لوضع اخر نقطة في ملف التفاوض اللامنتهي بين الجانبين منذ ايام الشراكة قبل استقلال الجنوب وحتي الان يبقي السؤال هل هناك اتفاق منجي سيتم ام ان عصابة يونيو لازالت تمارس عادتها القديمة في كسب الوقت والهروب الي الامام. والناظر الي ما يدور في اديس ابابا منذ النصف الثاني من هذا العام وعقب المواجهات المحتدمة التي وقعت في هجليج لا تفوته ملاحظة مهمة مفادها ان العصبة الحاكمة باتت لا تملك حتي القدرة علي ابرام اتفاقياتها الهشة وان المفاوضين المرابطين في مقرات التفاوض ما بين ريدسون بلو وشيرتون اديس لا يفاوضون للسودان المتبقي بل لانفسهم ومصالحهم، فكيف نفسر العودة الي نقاط تم التوقيع عليها قبل ابريل الماضي ثم قاموا بنقضها والزج بالالف الشباب في مواجهات مميتة ليعودوا مرة ثانية لتوقيعها.اوليس من واجب الشعب السوداني محكامتهم اولا علي هذا العبث هل كان اجدي الذهاب في طريق السلام وبنائه ام نقضه والعودة اليه عبر العصا الغليظة، التي ظلت هي محركهم اينماء ضلوا يمكن ان يهلل المسؤلين غدا او بعده باتفاق مع الجنوب لكن لن يبقي سوي اتفاق مكتوب علي الاوراق، لعود بعده الحرب التي لن تكون كسابقاتها، وقبل ذلك يبقي الخيار الذي لا ثاني او ثالث له امام السودانيين ان ارادوا المحافظة علي ما تبقي من سودان فهذا النظام يجب ان يرحل ويحاسب قبل ان يدفن الاباء ابنائهم.