[email protected] الراحل الأديب الأستاذ/ عمر الحاج موسى طيب الله ثراه، لديه مقولة مشهورة كان يعلقها في مقدمة مكتبته الضخمة تقول ! ( أحمقان ..معير كتاب ومعيده ) وهي تعبير بليغ من الرجل يحدث عن غلاوة الكتاب عنده ، وانه لا يقبل التفريط فيه بالاعارة فتلك حماقة ومن يعيده بعد الاستعارة هو أكثر حماقة من المعير في رأيه ، لذا فقد بلغت مكتبته حجما مهولا يقال أنه قد أهدى منها الى احدى المؤسسات التعليمية مئاتا من محتوياتها الغنية ولم تتاثر بقية ارففها لكثرة ما تحتوى ! ذلك زمان مضى في أقدام وعجلات التطور التقني سريعة الاستدارة ، وقد اطلت في كل منحنى منه اداة جديدة أما للمشاهدة أو الاتصال والتواصل ابعدت الناس لاسيما الشباب منهم عن ما كان يسمى ( خير جليس في الزمان ) ولعل نبرة الاحباط التي تحدث بها العارضون في معرض الخرطوم للكتب هذا العام تعكس تراجع متعة القراءة الورقية في مجلمها و أولها صحبة الكتاب ، اقتناء واطلاعا ، فعوامل الضغوط الحياتية بالطبع تجعل تراتيب الأولويات للضرورات اليومية للفرد ولأسرته مختلفة تماما بالاضافة الى تحول كثير من الاهتمامات للتعاطي مع الثقافة الالكترونية ، ولكن ثالثة الأثافي تظل عندنا هنا هي تغول اياد الجهل الرقابية لسد عقول المتلقي بحجب السطور عن عينية ! ، فشطب العشرات من العناونين لأنها لاترضي السلطان وزبانيته يمثل واحدة من الكوارث التي ستؤدي على مايبدو الى عزوف العارضين عن ارتياد معارضنا وبالتالي الى اضمحلال سوق الكتاب ، ويجعل الخرطوم لا تقرأ ما كانت تكتبه القاهرة وتنشره بيروت ، ويصبح الأحمقان هما من يعرض كتابا في الخرطوم ليتسبب لنفسه في خسائر لاطائل لها ومن يرتاد معرضا ناقصا مثل عقل الرقيب الذي يعتقد لجهله المدقع أن شمس المعرفة في هذا الزمان يمكن حجبها بغربال الخطل ! ولئن عز الجلوس الى خير أنيس فان عشرات النوافذ تظل مشرعه في جدار الفضاء يمكن أن يتسلل منها الضياء الى العقول الباحثة باصرار عن المعرفة المتطورة كما وكيفا ! ولكن ماذا نقول ونحن نعيش زمانا المال فيه في يد البخلاء والسيف في يد الجبناء والقلم في ايد الجهلاء !