[email protected] كنت قد كتبت سابقا ولازلت أكتب عن الدور السالب لفرق الضحك الكوميدية في التعدي السافر علي جوهر الاخلاق السوانية وأصابة النسيج الاجتماعي في مقتل قد يضحك الناس حينها ولكنها تورث حقدا وغبنا بين القبائل بل تجذرت الصفات المنسية من خلال نكاتهم وعادت الي السطح الفروقات بين القبائل والسحنات فيكفي أن تقول عن نفسك انك من المنطقة الفلانية ليجمع عليك الناس في خلقك وصفاتك وطبائعك فالجعلييين صاروا يعرفون بصفاتهم من خلال نكاتهم المضحكة التي تحسب الشجاعة حماقة وعوارة يستحق الضحك عليها وكذا الشايقية الذين صاروا بأهل صفات صارت محل تندر وأخافة من تقاربهم وأخائهم وكذا أهل الجزيرة الذين صار التندر منهم واضحا وبائنا تسير به الركبان في حلها وترحالها وكذا بقية القبائل الأخري بأهلها وطباعها . العجيب أن تلك النكات تقال في الصقيعة وعلي مرأي الناس والأجهزة الاعلامية المناطبها حاية التنوع والمحافظة علي هذا النسيج المترابط تقوم بنشره وتساعد علي أنتشارها الذي صار كأنتشار النار في الهشيم والكل يضحك في اللحظة ولكن اللحظة تورث غبنا وحقدا يستمر مع الايام والسنين وتتاقله الاجيال جيلا بعد جيل . علي وزارة الثقافة ان تخرج تلك الفرق من حيز الضحكة الساخرة التي تحمل السم في دسمها الي حيز الضحكة العفوية التي تسمو بالنكتة الي فضاءات النقد والأصلاح وأن يستخدموا ذلك السلاح في تقوية أواصر النسيج بدلا من هدمه وأن يسمو بالنكتة تأليفا كان أم صناعة صناعة بالتجويد العفوي المبادر لأصلاح الواقع فالنكتة شأنها شأن السياسة والرياضة والدراما لها جمهورها وعشاقها والخروج بها عن فضاءها وحريتها قمين بمحاربتها ومجابهتها وأن استدعي الحال الأستغناء منها فحياة الناس لاتقوم علي الضحك وأنما له أوقاته التي قد يستعاض عنه بوسائل أخري قد تكون متاحة في واقع اليوم. أذدهرت تلك الفرق في أوقات غابت فيها البسمة عن الناس في تلك البلاد بفعل الأحداث السياسية المتلاحقة التي قضت أن يتابعها الناس مجبرين في جلساتهم وخلواتهم فوجدت تلك الفرق بئية جيدة للترفيه والرغبة من الناس اليها ولكن كساد سوق الضحك وكثرة الفرق التي قامت تنافس في باب ذلك الرزق الضحكي جعل من تلك التفاعل مع النكتة نوعا من السخرية عليها وبالتالي أضحت صناعة النكتة تتجه الي ضرب النسيج الأجتماعي بالنبش في العيوب المدفونة وبعثها بصورة تدعو الي التأمل للداعي الي هذا ومالغرض من هذا أهو الترفيه حقا أم السخرية المتعمدة المقصودة . في رأئي لم يعد الضحك يحتاج الي فرق تصنع النكتة لأرضاء الأذواق فالضحك صار عفويا لايغتاب في قبيلة ولايطعن في طباع قرية ولاينبش في مادفن من متوارث الصفات لايحتاج الي جلوس وأستماع فمسارح الحياة كفيلة بأن تجود بالنكتة الصادقة والضحك المتفاعل وفوق ذلك التجربة المفيدة . ولكن فرقنا المضحكة تسعي للوقيعة وضرب النسيج الاجتماعي والضحك من خلالها يسعي للهدم المنظم وليس للنقد والأصلاح .