[email protected] إذا تغيّرت طبيعة الذئاب وتبدلت غرائزها وعادت تشتهي لحم بعضها فعلى الغابة السلام .. عائرة وادوها سوط .. لأن الذئاب التي نحن بصددها ظلت تكرّس كل جهدها لصون وحماية وجار سلطتها المشيّد من جماجم الآلاف من غير الذئاب.. إذن فلتذهب الغابة وأهل الغابة إلى الجحيم ففي السلطة تكمن حياتها ودونها فهي في عداد الموتى وعارية من كل ستر وحماية فسجلاتها الذاخرة بالإنتهاكات والتجاوزات والجرائم الشنيعة والفساد من كل نوع تحتم عليها ان تستميت وتبذل كل غال ٍ في سبيل التمسّك بالسلطة والتشبث بكل قوة وشراسة بقوائم العرش فقبلت وارتضت من أجل ذلك بأن تتنازل عن نصف الغابة إرضاءاً لجهات من خارج الغابة وليس بالطبع لأجل سواد عيون أهل ذلك الجزء المتنازل عنه إذ قد وعدتهم تلك الجهات عبر أجندة سرية بأن تضمن لهم بقاء السلطة في أيديهم دون منازع وعليه فإن الذئاب لم تتردد في التنازل عن ذلك الجزء و لن تتردد في التنازل عن غيره إذا ما اقتضت ضرورة البقاء ذلك فالباقي هو الله وهي لله !! نعم الوضع بات في غاية الخطورة وسوف يكون أكثر خطورة إذا تمادت الذئاب في تناحرها وتنافسها مع بعضها البعض في سبيل الكرسي بعد ان تبين لها ان الوضع الصحي لكبيرها لن يجعله قادراً على قيادة القطيع . وفي غمار هذا التناحر سيختل أمن الغابة تماماً لاسيما وان الحرائق مشتعلة في أجزاء كثيرة منها وأنه لم يعد لها صديق او مناصر بين شعب الغابة فحتى المستذئبين منهم عادوا يتذمرون بعد ان مُنع عنهم ذلك الفتات الذي كان يسكتهم ويكبت عواءهم .. إذن فهي تواجه حرائقاً تحيط بها من نواح ٍ عدة وتواجه في ذات الوقت شعباً جائعاً ومقهوراً و مهدور الحقوق فإذا اهتمت بأمر السلطة وصد المتآمرين عليها من الفصيل الآخر من بني جلدتها فلا ريب ان الحرائق سوف تزداد ضراوة وإشتعالاً وستتوالى هزائم جندها وعتادها المرابضين في الجبهات العديدة وإذا اهتمت بأمر هذه الجبهات فالكرسي مفقود لا محالة إن لم يكن الساعة فالساعة القادمة .. أما إذا عنيت بالأمرين في وقت واحد فإن الشعب الذي كظم الغيظ لأكثر من عقدين والذي بدأت ثورة بركانه تمور بصوت لا تخطئه الأسماع سوف ينفجر بصورة لم تشهدها الغابة من قبل ولن تشهدها من بعد فالمرائر التي عاناها طيلة سنوات عجاف والذل الذي ذاقه خلالها والظلم الذي لم يشهد مثله حتى في عهد حكم الأتراك سيجعله أكثر شراسة من تلك الذئاب وفي ظل هذه الظروف أخشى ان ينفلت الأمن تماماً ويشهد العالم صومالاً آخر أكثر عنفاً وأشدّ حدة . لا نتوقع ان تكون هنالك محاكمة للذين قيل أنهم قاموا بمحاولات تخريبية فالضفر مابطلع من اللحم ولا الدم ببقى موية وإلاّ لكانت قد تمت تصفيتهم منذ يوم أمس كما فُعل بالثمانية وعشرين ضابطاً من غير اهل الوجار وفي شهر رمضان .. لن يحدث مثل هذا فهؤلاء منهم وإليهم وإن كان ماحدث حقيقة وليس مجرّد عمل مسرحي فلن ينالهم سوء لمعرفتهم بجُعار بعضهم وإحتفاظهم بأسرار بعضهم ولأنهم كاتلين الحمار ودافنينو سوا.. سنسمع عنهم بعد أيام يزاولون الأعمال في شركاتهم الخاصة هذا إذا بقيت لهذا النظام أيام فالذئب لا يشتهي لحم إبن جلدته !! وإذا كان هذا هو الحال فعلينا جميعاً ان نكون ذئاباً حتى لا تأكلنا الذئاب وحتى لا يضيع هذا الوطن او ما تبقى منه من بين أيدينا .. ان نكون ذئابا همها الوطن وشرف الوطن وكرامة اهل الوطن ساعتها ستجفل الذئاب الزائفة إلى حيث تكمن وِجاراتها في مكبّات النفايات ومذابل التاريخ