[email protected] مدخل أول: لا زالت عورة عمرو بن العاص تقبح وجه التأريخ! من قصيدة للشاعر العراقى (مظفر النواب). مدخل ثان: عمر بن العاص هو أحد رواد (الأسلام السياسى) ودوره معلوم فى الخلاف بين (على بن ابى طالب) و(معاويه)، وقصة رفع المصاحف على أسنة الرماح، أى أن يستخدم (القرآن) وهو كلام الله، فى حسم خلاف سياسى، بالمكر والدهاء .. وما اشبه الليلة بالبارحة. ودور (عمرو بن العاص) كذلك معلوم فى مقتل الخليفة الثالث (عثمان بن عفان)، وقيل السبب هو غضبته بسبب استدعاء (عثمان) له، وتعيين واليا بدلا عنه على مصر وقوله له (كيف تتولى امر أناس هم لك كارهين). مدخل ثالث: قيل أن امرأة دخلت على النبى (ص) وكان معه بعض من صحابته، فقالت له : يا رسول الله طهرني!! فقال لها، ويحكِ ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه. فقالت، يا رسول الله، أتريد أن تردني كما رددت " ماعزاً" وكان ماعز، ممن زنى في عهده، فقال لها : وما ذاك يا أمة الله؟ قالت : إنى حبلى من زنا. فقال لها : آأنت .. آأنت ؟ قالت : نعم , وإنه لفي بطني فأعرض عنها رسول الله لعلها تتوب وترجع إلى الله ، لكن المرأة أصرت أن يقام عليها الحد أى أن تُرجم بالحصى حتى تموت لأنها (متزوجه). فأمر الرسول (ص) أحد الصحابة بكفالتها والقيام بمؤنتها ومصالحها فأمضت مدة الحمل تسعة أشهر لتضع مولوداً ذكراً فجاء من كفلها من الأنصار مخبراً رسول الله بأنها وضعت مولودها، فقال : نرجمها يا رسول الله ؟ فقال: كبف نرجمها ؟ وندع ولدها صغيراً ليس له من يرضعه ؟ اتروكها! فقال رسول الله.. اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فخرجت من عند رسول الله وبين يديها الصغير تحمله لتمضي مدة الرضاعة ( سنتين كاملتين) فلما فطمته أتت رسول الله بالصبي وفي يده كسرة خبزة يأكل منها . فروى (عمر بن الخطاب) : أنهم رجموها بعد ذلك. أما (ماعز) الذى ذكرته تلك المرأة، فقد جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم من قبله, وقال يا رسول الله طهرني فإني قد زنيت, حتى فعل ذلك أربع مرات, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لعلك قبلت أو فخاذت)؟ قال : بل زنيت , قال : أتدري ما الزنا ؟ قال : نعم , أن يأتي الرجل امرأة في الحرام كما يأتيها زوجها في الحلال, فقال النبي (ص): أبه جنون ؟ قالوا لا , قال : هل شرب مسكرا ؟ فقاموا واشتموا فمه , فقالوا لا, فأمر به (فرجم ). ذلك سلوك (زناة) رجموا فى زمن الرسول، أما (الأخوان المسلمين) فقد قتلوا الصحفى (ضيف الحسينى) المعروف بانتمائه للحزب الناصرى أمام قصر الأتحاديه وهو يرتدى الشال الفلسطينى، الذى يرتديه الناصريون فى مصر. ولا أحد له مصلحه فى قتله غيرهم ، لا الشرطة أو (الفلول) ، ولا شئ اسمه الفاعل (الثالث) لقد قتله (الأخوان) بعد أن اتجهوا يوم الأربعاء دون مبرر، لقصر (الأتحاديه) برصاص حى، وأنكروا التهمة ولم يخرج رجلا منهم يعترف بجريمته كما فعلت تلك المرأة (الزانية) فى زمن الرسول، اخطأت لكنها لم تجبن أو تسعى (لتحصين) نفسها والنجاة من (الرجم). وما هو انكأ من ذلك أنهم حاولوا الأدعاء بأنه ينتمى اليهم مثله مثل عدد آخر من الشهداء العشرة، فانطبق عليهم المثل الذى يقول (يقتل القتيل ويمشى فى جنازته)! ثم يدعون بعد ذلك علاقة تربطهم بألأسلام وأنهم يعملون من أجل نصرته، فمن الأشرف هؤلاء الجبناء (خفافيش) الظلام، أم اؤلئك (الزناة) الذين كانوا من بين الحالات القليله النادرة التى نفذ فيها (الرجم) فى زمن الرسول (ص)، بحسب ما تنص عليه (شريعة) القرن السابع، ونحن هنا لسنا محل رفض أو تأييد، لذلك (الحد)، لكننا نشير فقط للفرق بين نوعية البشر الذين طبقت فيهم (الشريعة) فى ذلك الزمان رغم حداثة خروجهم من مجتمع جاهلى متخلف، مقارنة (بالمتاسلمين) الذين لم يخرجوا من الجاهلية بعد وهم يعيشون فى القرن الحادى والعشرين .. يدعون علاقة تربطهم بالأسلام وهم أبعد الناس عنه وعن أخلاقه وقيمه، وكلما فى الأمر شعارات يرفعونها وهتافات يرددونها، لكنهم فى الواقع يتعاملون بأخلاق البلطجية والقتله والأرهابيين والمهووسين وكلما يهمهم أن ينتصروا لقضيتهم كما سوف نبين لاحقا، بالحق أو بالباطل، ولا فرق فى ذلك بين دكتور أو مهندس أو داعية أو طالب أو موظف أو عامل بسيط. أن من يسمون بتيارات الأسلام السياسى يسئيون لهذا الدين بصوره لا يمكن أن يفعلها خصومه، اذا كان ذلك فى السودان أو فى مصر أو فى أى مكان. ولقد تحدثنا كثيرا من قبل عن التجربة (السودانيه) وكيف أنهم بدأوا باعدام ثلاثه شبان بسبب (عمله) ورقيه، ثم أعدموا من بعدهم وخلال ساعات قلائل 28 ضابطا من انبل ضباط القوات المسلحه السودانيه من رتبة فريق وحتى رتبة نقيب، دون أن يتيحوا لهم فرصة محاكمه عادله، وحينما فعل نفس فعلتهم أخيرا، عدد من الضباط الذين كانوا من أعمدة النظام، تعاملوا معهم على نحو مختلف وسمحوا لكبيرهم باجراء عمليه جراحيه، بينما أعدموا من بين اؤلئك ال 28 ضابطا جريحا قبل أن يجف نزيفه .. وكل هذا يتم تحت رآية الآسلام ووفق الحديث المشهور (اذا سرقت فاطمه بنت محمد لقطعت يدها). ثم أقحموا السودان فى حرب جهاديه ضد اهلنا فى الجنوب وابادوا منهم أكثر من 2 مليون انسان، مما ادى فى نهاية المطاف لأنفصال الجنوب عن شماله مؤسسا دولة جديده، وللأسف لا زال البعض يغالط فيمن تسبب فى ذلك الأنفصال متكئا على نظرية (المؤامرة) الخائبه والدور الأمريكى أو الصهيونى. ولقد ذكرنا من قبل ما قاله المفكر السودانى الدكتور/ منصور خالد، الذى كان قريبا من الراحل (جون قرنق) ثم عمل بعد رحيله مستشارا للنأئب الأول ورئيس حكومة الجنوب (قبل) الأنفصال (سلفاكير). ومن هو فى قامة (منصور خالد) تتفق أو تختلف معه سياسيا لا يحتاج الى أن يكذب أو يبدل اقواله. قال (منصور خالد): ((حاول المفاوض الجنوبى قبل التوقيع على اتفاقية السلام، بأن يقبل المفاوض الشمالى على نظام حكم لا يميز بين اهل السودان جميعا، بسبب الدين أو العنصر أو الثقافة، أى أن يتبنى النظام مشروع دوله مدنية ديمقراطية، حديثه لا تقحم الدين فى السياسة))، فرفض المفاوض الشمالى، وعندها اصر الطرف الجنوبى على اضافة بند ينص على حق تقرير مصير (الجنوب) بأستفتاء بعد ست سنوات يحدد فيه الجنوبيون مصيرهم بالوحده أو الأنفصال. خرج بعد ذلك رموز (الأخوان المسلمين) أعداء السودان وفى مقدمتهم (نافع على نافع) ليقول (أن وحدة قرنق أفضل منها الأنفصال)، وكرر هذا الكلام فى آخر اجتماع ضمه مع (باقان أموم) فى القاهره شهر أغسطس 2010، برعاية من المرحوم (عمر سليمان) مدير المخايرات المصريه فى عصر مبارك، وكان الهدف من ذلك اللقاء محاولة لتجنب الأنفصال، لا أدرى ان كانت صادقه أم لا. ومحضر ذلك اللقاء موجود عندى بتوقيع باقان أموم ونافع على نافع، وفيه نص يشكر فيه الطرفان الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك على دعمه للسودان ومساعيه الحميده من اجل مصلحته وتحقيق وحدته. وبعد أن سقط (مبارك) كالوا له السباب وتنكروا له ، وهو من حمى (البشير) ومنع اعتقاله وتسليمه للمحكمه الجنائيه. وهكذا دائما (المتأسلمون) الذين يتاجرون بالأسلام .. وعلى ذات المنوال يسير (المتأسلمون) فى مصر منذ بداية ايامهم مكررين التجربه السودانيه، بكل ما فيها من سوء. وهنا نقول لمن قال انهم جاءوا عن طريق (الديمقراطيه) لا عن طريق انقلاب عسكرى كما حدث فى السودان، بأنه لا فرق بين (أحمد) و(حاج أحمد). بل ما هو اسوا من ذلك أن ينقلب (مرسى) على ديمقراطية جاءت به الى كرسى الرئاسة وأن يعتدى على حرمة القضاء بتبريرات واهيه وغير منطقية، وأن يلوك جماعته (المتأسلمون) من كآفة التيارات عبارات محفوظة ومكرره. مثل النائب العام لم يؤد دوره فى الكشف عن قتلة (الثوار) والمستشارة (تهانى الجبالى) تتحدث فى السياسة وأنها أدلت لصحيفة امريكيه بتصريح يقول كذا وكذا. ولو اراد (مرسى) أن يكون رئيسا لكل المصريين، لكان اول قرار يصدره هو أن يحيل للتحقيق القضاة الذين خرجوا على الملأ وأعلنوا فوزه قبل أن تعلنه اللجنه القضائيه المختصه والمكلفه بذلك العمل، ولما أعاد (مجلس الشعب) بقرار منه متعديا على حكم صدر من المحكمه الدستوريه، ولما واصل فى تعديه على القضاء واحكامه مهما كان الثمن، لكن هل (مرسى) ، على بن ابى طالب لكى يحترم القضاء؟ امأ اسوات ما فعله ، هو ذلك الأعلان الدستورى الذى حصن به مجلس الشورى والجمعية التأسيسيه التى تعد الدستور من الحل. وما هو الداعى من البداية لتاسيس مجالس أو جمعية تأسيسيه، على نحو باطل يرفضه القانون؟ وما الداعى للأكاذيب والمغالطات التى وقعت فيها كآفة رموز تيار (الأسلام السياسى)؟ وهل ما حدث يمكن أن يقع فيه مسلم؟ الكثيرون لم ينتبهوا الى أن الدكتور / محمد محسوب، خرج فى لقاء على أحدى الفضائيات وقال (أن اعداد الدستور وصياغته يمكن أن تأخذ شهرين، لكى ينال حظه من الحوار اذا وافقت القوى المعارضه على الأعلان الدستورى الذى يحصن الجمعية التأسيسيه ومجلس الشورى) لكن حينما ضغطت القوى المدنيه ومعها القضاء على الغاء الأعلان الدستورى، سارعت التيارات الأسلامويه للأنتهاء من الدستور فى ليلة واحده، لكى يلغى الرئيس الأعلان الدستورى ويظن بذلك أن الأزمه قد أنتهت ولكى يستبق جلسة المحكمه الدستوريه يوم 2/ 12، التى كانوا يظنون بأنها سوف تنظر فى حل الجمعية التأسيسية. ولقد سبق ذلك كله العديد من المواقف التى لم يوف فيها (الأخوان المتأسلمون) بتعهداتهم ووعودهم، فقد اصروا على الدخول فى الأنتخابات البرلمانيه من خلال (اعلان دستورى) فى وجود المجلس العسكرى، وقالوا من يقول (نعم) لذلك الأستفتاء فهو مسلم يتبوأ مقعده فى الجنة ومن يقول لا، فهو (كافر) مصيره النار. وكان الهدف من ذلك الا تؤسس (جمعية تأسيسيه) توافقية، وأن تأتى من خلال البرلمان الذى ضمنوا أغلبية مقاعده بسبب جاهزيتهم على خلاف باقى القوى المدنيه، مع انهم وعدوا بالا يسعوا للحصول على أكثر من 30% من مقاعد البرلمان، لكنهم لم يوفوا بوعدهم وحصلوا على 46% وباضافة ما حصل عليه حلفائهم (السلفيون) اصبح (للمتأسلمين) حوالى 76%. ثم ضغطوا فيما بعد من خلال هذه النسبة للهيمنة على الجمعية التأسيسيه، على الرغم من أن البرلمان تم حله بواسطة المحكمه الدستوريه، لعيب فى قانونه. ومن قبل ذلك وعدوا بعدم ترشيح أى مرشح منهم بل عدم دعم مرشح ينتمى للتيار الأسلامى. وكذلك نقضوا عهدهم وكشف (الدكتور) صفوت حجازى، بالأمس أن الآخوان اتصلوا بعدد كبير من رموز التيار ألأسلامى، ومن بينهم شخصه للترشح لمقعد الرئيس مع وعد بدعم ذلك المرشح، وحينما اعتذر الجميع، قدموا نائب مرشدهم (خيرت الشاطر) ومعه مرشح (احتياطى) هو الدكتور/ مرسى، حرصا منهم بالا يفقدوا فرصة الحصول على منصب الرئيس، اذا رفضت المحكمه مرشحهم الأول. وكان مبررهم (الواهى) فى تغير موقفهم، انهم علموا بمؤامرة تؤدى الى فوز مرشح من النظام السابق، ولذلك (طبخوا) قانونا ابعد (عمر سليمان)، ووصل المرشح الثانى (شفيق) الى مرحلة الأعادة مع مرشحهم، الذى وجد دعما ومساندة من كافة القوى الأسلاميه والمدنيه، وبعد أن فاز تنكر للجميع، واصبح رئيسا (للأخوان) لا لكآفة المصريين. والسؤال المهم هنا، لماذا لم يدعم الأخوان مرشحا مدنيا كما وعدوا مثل (حمدين صباحى) أو حتى (عبد المنعم ابو الفتوح) رفيقهم السابق؟ انه الكذب والرغبة المحمومة فى الهيمنة والأستحواذ ونقض العهود والمواثيق الذى عرفوا به. وأخيرا:- ذكر الدكتور/ محمد حسنين هيكل، أن علاقات امريكا بالأخوان ومحاورتهم بدأت فى ابريل عام 2007. والآن يتهمون كل زعيم سياسي أجتمع مع مسوؤل أمريكى بأنه عميل. وقال دكتور (هيكل) بخصوص ما يدور حول (الدستور)، لديمقراطيه تعنى الأستجابه للشعور العام.