ساخن .... بارد بالرغم من ان رئيس الحزب الشيوعى الصينى قد قال اثناء اجتماعات المكتب السياسى للجنة المركزية فى ديسمبر الماضى ، ان مليونآ من اعضاء الحزب قد فصلوا لاتهامات بالفساد ، الا انه لم يكن منزعجآ البتة وهو يدلى بهذه المعلومات امام اجتماع اللجن المركزية ، نشرة (Xinhau ) ، فهذه النسبة لا تتجاوز 10% من عضوية الحزب المسجلة رسميآ ، وهم بهذه النسبة المتواضعة يبذوننا شرفآ و شفافية فالمؤتمر الوطنى قد تجاوز (البضع ) منذ العام 1998 م حسب اعترافات الدكتور الترابى ( رئيس الحزب الحاكم وقتها ) و رئيس المؤتمر الشعبى المعارض حاليآ ، و لئن كان السيد على محمود وزير المالية قد حصل على استثناءات لقروض ربوية تحت مظلة فقه الضرورة و للحوجة الماسة ، و قد اشترطت حينها رئاسة مجمع الفقه الاسلامى استخدام تلك القروض الربوية فى مشروعات تنموية حيوية تحقيقآ لمصلحة عامة ، فما هى الضرورة التى اباحت للمؤتمر الوطنى الحصول على هذه المنحة الحرام ، الحزب الذى قدمها يحكم دولة عظمى تتاجر فى كل المحرمات من خمور و اسلحة و قمار و تستثمر احتياطياتها السيادية بقيمة 2 ترليون دولار فى بنوك ربوية امريكية ، هذه اموال اختلط حرامها (بحرامها ) ، امام مسجل الاحزاب السياسية شكوى ضد الوطنى بسبب تلقيه اموالآ من جهة اجنبية ،مخالفة قانونية و دستورية عابرة للحدود ، هذه المنحة تخالف المادة 21 (3) من قانون الاحزاب السياسية لسنة 2007 م ، حيث تحظر المادة المذكورة حصول الحزب السياسى على اى تبرع مالى من اى شخص اجنبى او من اى جهة اجنبية ، و تتعارض مع المادة 40(1) د من الدستور التى اشترطت على الحزب لمزاولة نشاطه ان تكون لديه ( مصادر تمويل شفافة و معلنة ) ، ماذا سيكون رد فعل حزب المؤتمر الوطنى وحكومته لو ان من استلم الاموال من جهة خارجية كان حزب آخر؟؟ هذه الحكومة اغلقت المراكز الثقافية بحجة تلقيها لدعم اجنبى لم يتم التحقق منه ،و بررت اسبابها بأن ذلك يتعارض مع الامن القومى ، اليس فى تلقى المؤتمر الوطنى اموالآ من دول عظمى كالصين تهديدآ للامن القومى ؟ هذه الصين التى تفعل بمواردنا و مقدراتنا ما سيكون له التأثير الخطير لاجيال قادمة ؟هذه الصين التى جعلت من بلادنا ووفقآ لحسابات دولية غاية فى التعقيد مدخلآ لتثبيت نفوذها فى القارة الافريقية وتلبية لاحتياجاتها الاستراتيجية الدولية ، هذه الصين التى تتخذ من موقفها مع الحكومة فى مواجهة المحكمة الدولية اداة لابتزاز حكومتنا و بيعها موقفآ زائفآ ، وحقيقة الامر ان الدول الغربية لو ارادت امرآ لفعلته دونما وجل من فيتو صينى ، لماذا لا تستخدم هذه الصين حق الفيتو في مواجهة اسرائيل و لمصلحة القضية الفلسطينية ، الشيئ المؤكد ان الحزب الشيوعى الصينى ما كان ليبذل الاموال لحزب المؤتمر الوطنى لولا انه يحكمنا ، اليس مستغربآ هذه العلاقة الحميمة بين حزب المؤتمر الوطنى و الحزب الشيوعى الصينى ؟ كم تبلغ هذه المنحة ؟؟ و ما هى الاموال الاخرى التى استلمها حزب المؤتمر الوطنى من جهات خارجية دون ان يعلن عنها ؟، وهل دخلت هذه الاموال عن طريق بنك السودان ؟ وهل بالمثل يرد حزب المؤتمر هذه المنح و الهدايا ، فهو ان كان يفعل فمن اين ؟ و ان كان لا يفعل فهذا تسول ( و تسويد وشنا بين بنى الاصفر ) ، على كل حال فهذه الاموال شرعآ من حق الشعب السودانى ، ومثلها كما جاء عن ابى حميد الساعدى ان رسول الله (ص) استعمل عاملآ فجاءه العامل حين فرغ من عمله فقال يا رسول الله هذا لكم و هذا اهدى لى ، فقال له ( افلا قعدت فى بيت ابيك و امك و نظرت ايهدى لك ام لا ، وامر بتسليم الهدايا الى بيت مال المسلمين) ، ما نأمله ان يأمر االسيد رئيس الجمهورية و رئيس حزب المؤتمر الوطنى بمصادرة هذه المنحة و توزيعها على ايتام المايقوما و دورالعجزة و المسنين و مستشفيات مرضى الكلى و اطفال جعفر ابنعوف المشردين بين بشائر ومجمع فتح الرحمن البشير ،؟ هناك المئات من الجهات فى امس الحوجة لهذه الاموال التى فقط تحلل ( تكون حلال ) ان كانت الحوجة ماسة و بدونها يتوقع الهلاك المحقق ، لقد فتح الاخوة من الصين ملف فسادهم بانفسهم ، لقد كان مستغربآ ان ازاحت الشركات الصينية مثيلاتها الغربية فى العديد من الفرص الاستثمارية فى القطاعات الحيوية ، رغم الفارق التكنولوجى الكبير، و العائد البطيئ ، قاعة الصداقة كانت على ايام (نميرى - ماو ) هدية الشعب الصينى الى الشعب السودانى ، عجيب امر الصين هذه، على ايامنا هذه ،الحزب الحكم يتبادل الهدايا مع الحزب الذى يحكمنا ، الصين اكبر مورد للسلع و الكماليات لبلادنا ، آخر انجازات وزارة المالية كانت اقناع شركة صينية بتقديم قرض لحكومة السودان ، قرض التلفزيون لا يزال يثير اللغط ، الحاصدات الزراعية و الاسمدة و المبيدات ، فشل القطن الصينى المعدل وراثيآ ، و تغيير شهادات المنشأة للكثير من السلع و المنتجات التى تورد للسودان ، من دخل دار الوطنى فهو ليس آمن. و نواصل [email protected]