في عينيها روايات وليم شكسبير واريغ سيجال وقابريال ماركيز. و فى قلبها ماءا طاهرا طازجا لغسل احزاننا و نتطهر به . لنمضى فى دروب الوحشة من جديد عندما تستمع الى كلامها تتنزل علي ايات من السكينة. فنحن جبلنا على حب ( حكاياتها)لتغسل دواخلنا حبا وتحيل ليلنا الى نهارات محتشدة بالوله والخشية .. نستدعي ( طيبتها ) لتحرس ليلنا الطويل... صوتها مرافئ نتكئ عليها.. يغطى الجسد بملاءة من الدفء فتتدفأ الروح .. فهي حين تحكي تحمل معا الافئدة ..كانها تحكي عن (الف ليله وليله).. لانها اتت الينا من ( موسم الهجره الي الشمال).. وسكنت مدينة علي المك(مدينه من تراب). واصلت مراحلها الدراسيه حتي تخرجت من كلية الطب ..وفي الكلية عاشت اجمل حياتها مع رفيقاتها ورفقاء الدرب الاخضر الذين احببتهم بصدق..لدرجة ان رمال حوش الكليه مشتاق لمشيها عند المغارب..هاجرت في عز صباها الي بلاد المهجر واختارت منافي محمود درويش الواسعه لتعمل طبيبه في مستشفي في بلاد الغربه ..تعامل المرضي بحنيه..حتي يظن المريض انه يقراء في عينيها (قصة حب بين اوليفير باريت شاب الحقوق الغني وجينفير الفتاه الرقيقه ) لاريغ سيغال ..وتسمتد اناقتها من اغاني كاظم الساهر(سلامي علي اللي حاضر معانا) ..وعطرها من ريحة الدعاش.. حاصرتها الوحده والجدران الاربعه..الا انها ترسم الوطن كنجمة الصباح..وتنحت اسمه في صم الحجاره..وتكتب حبها للوطن في لحي الاشجار..فالوطن حاضر في دواخلها .. فهي تشتاق الي الازقة امدرمان الدافئه ..وشوارع الخرطوم.. وتبكي مثكوله ومترمله عن الوطن الذي سرقوه واباحوا محراماته.. واحيانا تصرخ (ارجعوا لي وطني ولا تسرقوا فوانسيه ومصابيحه).. فهي تعشق اشعار محجوب شريف وتحلم بسودان جديد(حانبنيه البنحلم بيهو يوماتي).. وعندما تسمع (نقطة ضوء) تحس انها مفصله لها( في اللحظة ديك والتو ... لحظة الميلاد كنت نقطة ضؤ فرهدت بيك فرهيد .... وانتشيت بالريد وطرت بيك الجو قالو ايضا بت ..... قلت مالو ولو بختي بختي .. انت بتي .. امي واختي.. همي شيلي .. شيلي مني.. مني ختي بتي بشوفها عز التبتبة بتي البريدة مرتبة. عاشت في حضن المنافي الجبريه بعد ان طردها وطنها وهو في شد الحوجه لها..لتنعم براحه لانها تتكئ علي مقولة غاده السمان(انا في الوطن كنت ابكي شوقا للرحيل..والان ابكي لاني حققت احلامي) ... اذن هي الطبيبه السودانيه في الخارج . مرتضى عبدالله الفحل [email protected]