بالله دى عاصمة حضارية هسي كلها وسخ وقرف وغبار وريحة تعمل دوخة اجابتها المرأة الاخرى خليك من الوسخ ده اتعودنا عليه هسي اركبى الحافلة دى شوفى تنزلى كيف مقاعد ضيقة ووسخانة ما اوصيكى اعملى حسابك على توبك ما يتشرط حافلات فاقدة للصلاحية والمواصفات وعمره الافتراضى انتهى من زمان ولسة جارية وتنقل فى خلق الله دى ، تعرفى لو الشركات الصنعتها شافتها شغالة لسة بتديهم جوائز لانها انتهت من زمان وما ظنيت شغالة فى دولة غير السودان. هذا حديث عابر لسيدتين فى موقف الاستاذ بالخرطوم والذى لايمكن ان يطلق عليه اصلا موقف مواصلات يا محلية الخرطوم فهو لم تعد فيه مساحة متر واحد مسفلت بعد ان غطاه التراب والطين بفعل مياه الصرف الصحى التى تطفح يوميا اصبح بالحفر والتراب (عالى واطي وكردمه) زى ما بتقول النكتة فالسير فى الموقف يا والى الخرطوم مجازفة منظر لا يسر الناظرين فالقازورات وفضلات المطاعم والكفتريات التى تمر عليها احيانا اياما متراكمة رائحتها تزكم الانوف خصوصا فى مخرج الموقف فكل من كان محظوظا ووجد مقعدا على الحافلة ان يمتع ناظريه وانفه بهذه المناظر التى يتحلق حولها الذباب اتساءل يا والى الخرطوم محليتك لا تتهاون مع اصحاب هذه الكفتريات والمطاعم فى تحصيل رسوم النفايات والتى تضاعفت كثيرا بالاضافة الى الرسوم الاخرى اذا لماذا تتساهل ادارتكم فى جمع هذا النفايات التى تملأ المكان وتؤذي آلاف الناس الذين يترددون يوميا على مواقف المواصلات نفسيا ومعنويا. والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر انت والي منتخب ومسؤول عن كل ما يحدث فى ولايتك كما قال الرسول الرسول صلي الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) قد تكون مشغولا بأشياء اخرى تعتبرها من الاولويات واوكلت هذه الاشياء البسيطة لاشخاص قد يكونوا قالوا لك ان النظافة فى الخرطوم فى (السليم) وقد يقولون لك إنه لا يوجد (كيس) واحد طاير فى شوارع الخرطوم د. الخضر تكليفك لهم من غير متابعة لا يلقي عنك المسؤولية فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يطوف المدينة بنفسه ولا ينتظر ولاته ليرفعوا له التقارير استمع لهذه القصة: (قال أسلم مولى عمر بن الخطاب خرجتُ ليلة مع عمر إلى حرة (وهو المكان الممتلئ بالصخور والذي يصعب المشي عليه) وأقمنا حتى إذا كنا بصرار فإذا بنار فقال يا اسلم ها هنا ركب قد قصر بهم الليل انطلق بنا إليهم فأتيناهم فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على النار وصبيانها يبكون فقال عمر السلام عليكم يا أصحاب الضوء ( وهذا من أدبه رضي الله عنه فلم يحب إن يقول لهم السلام عليكم يا أهل النار ) قالت وعليك السلام قال أأدنو قالت ادن بخير أو دع فدنا فقال ما بالكم قالت قصر بنا الليل والبرد قال فما بال هؤلاء الصبية يبكون قالت من الجوع فقال وأي شيء على النار قالت ماء أعللهم به حتى يناموا فقالت الله بيننا وبين عمر فبكى عمر ورجع يهرول إلى دار الدقيق فاخرج عدلا من دقيق وجراب شحم وقال يا اسلم احمله على ظهري فقلت انا احمله عنك يا أمير المؤمنين فقال أأنت تحمل وزري عني يوم القيامة فحمله على ظهره وانطلقنا إلى المرأة فألقى عن ظهره ووضع من الدقيق في القدر وألقى عليه من الشحم وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة ثم انزلها عن النار وقال آتني بصحفة ( وهو ما يوضع فيه الأكل ) فأتى بها فغرفها ثم تركها بين يدي الصبيان وقال كلوا فأكلوا حتى شبعوا والمرأة تدعوا له وهى لا تعرفه فلم يزل عندهم حتى نام الصغار ثم أوصى لهم بنفقة وانصرف ثم اقبل علي فقال يا اسلم الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم). هؤلاء هم قدوتنا فلنقتدى بهم جميعا وليقتدي بهم ولاة الامر والا فليعتزلوا عن تولى المسؤولية حتى يبرئوا ذمتهم يوم القيامة ويتقوا دعوات خلق الله وما اكثرها فى هذا الزمان لتكون البداية بالنظافة امام جياع الخرطوم وما اكثرهم فسنعود اليهم فى حديث آخر إن شاء الله. قواسم مشتركة بكري خليفة [email protected]