حينما كانت الأموال لدى بيوتات بعينها في السودان تعد على أصابع اليدين..ومنها بالطبع ال المهدي وال الميرغني ، وفي طرفة ربما تكون واقعية ، يقال ان كلا من السيد عبد الرحمن المهدي والسيد علي الميرغني أراد أن يتيقن من مقدرة الآخر المالية في ظرف يبدو أن السيولة قد شحّت في البلاد ، فأرسل الأول مندوبا للثاني يطلب منه مبلغا من المال لتسيير أمور دائرته ، وفعل الثاني ذات الشيء ! و حينما تقابل حصانا المندوبين في وسط جسر النيل الأبيض ، تساءل الموفد الانصاري وزميله الخليفة عن وجهة أخيه والغرض من مشواره ، فعرف كل منهما أنه مرسل لأحضار سلفة لسيده من سيد الاخر ! وهنا صرخ كل منهما مستغربا .. طيب طالما أن سيدي وسيدك يطلبون السلف ، فأين ذهبت ياربي فلوس هذه البلد كلها ؟ وانا بدوري أتساءل في سذاجة تفوق تلك التي دفعت بمندوبي السيدين للاستغراب ، كلما طالعت لقاءا صحفيا لمسئؤل انقاذي أو أخا للرئيس أو زوجة لمسئؤل وهم يشكون لطوب الأرض قلة الفئران في بيوتهم من شدة الفقر وعيش التقشف أو أنهم لايملكون بيتا أصلا لا في ماليزيا ولا دبى ولاحتى في ضاحية دردوق ببحري ! قالها أمين حسن عمر نافيا علاقته بمدارس هو رئيس مجلس ادارتها ولاندري بأية صفة ، وأنكر الأخ الرئاسي نيابة عن أخوته المستحقين للزكاة أنه لايستطيع اكمال سداد أقساط سيارته ، والشريف جدا عمر بدر لا يعرف من باع خط هيثرو.. حتى تمددت واوات أستاذنا جبرا فوصلت الى واو البلد والمحطة معا ، وهاهي زوجة الحاج آدم لا تكتفي بنكران معرفة مصدر اللقب الذي حمله زوجها ساطورا سنينا لقطع أعناق اليهود المفترين اذا ما تجرأوا مرة أخرى على زيارة الخرطوم راجلين نهارا وليس استقواءا بالطائرات الليلية ! وطفقت تؤكد أنها لا تملك من متاع الدنيا وظلالها وهي لا زالت طبعا في سنة ثانية كسيدة دستورية و لن تكون بالطبع الأولى في الدولة بيد أنها تملك لقب حرم نائب الرئيس الثانية على ذمته الممطوطة بين المعارضة كهارب مطلوب لعدالة الانقاذ اياها، ووضعه الجديد فيها كنائب تتقدم موكبه الدراجات النارية ! ولكنها عادت مستدركة عندما زنقتها الزميلة الصحفية السائلة بالحاح نادية مختار ،فعددت سلسلة مشاريع بسيطة من شاكلة حوانيت الأسر الصغيرة وبيت تحت التشييد ومشروعين زراعيين ومنزل بمدينة الصحفيين .. وعداها العيب ، فلمّ العجلة فأمامها متسع من الوقت لتلحق برصيفاتها من زوجات المسئؤلين المرطبات بالجد ،هذا ان تحققت لها أمنيتها بأن يديم الله على السودان البشير رئيسا الى أن يأخذ أمانته والكلام على لسانها الذي يقطر حكما! وغيرها كثر من غيرالمنتفعين جيدا حتى الآن في جبّانة الوضع أوالمنتفعين حقيقة من وجود رئيسنا الطيب الحنون على حد تعبيرها ..! ومن هنا ينطلق السؤال المحير، منا نحن الذين زرعت انقاذ المفلسين من أهلها ، في رؤوسنا المفرغة من الفهم قنابير الغباء المركّب ! وطيب ..طالما أن جميع هؤلاء الانقاذيين على باب الله والحديدة ولا يملكون راكوبة تأويهم ولا أرصدة لليوم الأسود ولا يعترفون بالسرقة ولو كانت من طرف جيب المواطن نشلا باستغلال النفوذ ! اللهم الا الموقف الشجاع للانقاذي والجزار السابق الدكتور المتعافي الذي أقر بانه ليس كيشة مثل الاخرين فقام بتسجيل مجموعة امبراطورية أملاكه باسم اخوته مادا لسانه للقانون الانقاذي الذي يحمي المستهبلين، وهي شركات تعمل في كل شيء حتى قطع الغابات المنوط بحمايتها وزير الزراعة الذي هو شقيق ملاّك تلك المجموعة ذاته ! باستثناء ذلك الاعتراف المبطّن للوزير المتعافي من الكياشة و الذي أنار عقولنا المفعمة بتعتيم الانكارات التي لايملك الرئيس شخصيا الا أن يصّدقها وقد أقسم أشقاؤه وهم متوضئون أمام لجنة الفريق بكري في ذات اتجاه اثبات نظافة اليد وليس أمام جهة قضائية لان المسألة لا تستاهل كل ذلك العناء لاقناع الرأى العام الغافل بمدى عفة البيت الرئاسي عن المال الحرام أو آفة الفساد المشروع ! لذا .. فسيظل السؤال قائما ! .. أين ذهبت كل فلوس البلد هذه ياسادة ياراكوباب ؟؟؟؟؟ محمد عبد الله برقاوي.. [email protected]