كل يوم تأتينا بيانات من طرفي النزاع الجبهة الثورية والحكومة السودانية – الجبهة الثورية إحتلت الأرض الفلانية – الحكومة إنتزعتها – الجبهة الثورية قصفت – الحكومة دافعت – أبو كرشولا تحررت - من – نصدق مين – من المتضرر – هؤلاء القادة الذين يقطنون الفنادق والقصور – أم الشعب السوداني ممثلاً في نسائة وأطفاله وشيوخه – الحكومة بإعلامها وشاشاتها الفضائية تتحدث بأن الجبهة الثورية عصابة من المتمردين والمأجورين – ويريدون أن يمحو هوية هذا الشعب الدينية -وإنقسم الشعب لهذه المقولة – الجبهة الثورية تتحدث بنظام الإنقاذ الفاسد الذي نهب ثورات الشعب وفاقم من معاناة الإقتصاد والمستوى المعيشي المنهار للفرد السوداني – وهجرة الخريجين وطلبة الجامعات في أصقاع الدنيا المختلفة – الجبهة الثورية لا تملك وسيلة إعلامية تدافع بها عن نفسها أو تقوم بتوصيل معلومة صحيحة لعامة الشعب السوداني – كما هي على الأرض لا تستطيع أن تتمسك بأي مكاسب تحققها بل مزيد من الخسائر في المعدات والأرواح والإستنزاف المادي الباهظ الثمن سوى كان هذا الإستنزاف من الذين يمدونها بالسلاح وهي تعلم من اين يأتيها هذا السلاح وهذا المد – حكومة جوبا تنكر صلتها – وكيري يدافع عن توجهات الحركة الثورية العلمانية ويطالب حكومة المؤتمر الوطني الإستجابة لهذه المطالب لأنها تصب في مصلحتها "ولن ترضى عن اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وهُنا تمسك حكومة المؤتمر الوطني لحشد أنصارها إعلامياً وفضائياً مادام الحرب إنعكست نحو الدين وهذا ماكان أيام حرب الجنوب الأولى التي إنتهت بالحوار الذي كان ناقصاً – وما الذي يمنع أن ينتهج الطرفان هذا الإسلوب إذا تخلى كل منهم بعدم الإعتراف بالآخر – لأن حكومة الجنوب لم تستطع الإنفصال عن طريق الحرب لو ارادت وسلكت هذا المسلك لطال أمد الحرب وهي التي كانت مدعومة من اللوبي المسيحي بكل محاوره وفئاته وكانت الحرب حينها حرب دينية – ولم يستطع الجنوبيين تحرير كل المدن الكبيرة (جوبا – ملكال – واو – كبويتا – توريت – والقائمة تطول بل كانت كلها تحت سيطرة الجيش السوداني – تفككت هذا المدن بإتفاقية سلاااام وحوار – فإذن الحوار يا قادة الجبهة الثورية فالحديد لن ينكسر بالقوة بل يجب صهره بالنار ليلين ويذوب – فهذا المؤتمر الوطني أصبح شمولياً وإشتروا ذمم الشعب وتجند وتمركز بكل المدن وأنتم تريدون أن تمحو هذه الحكومة من الوجود كما هي تريد أن تفعل مثلكم فكان هذا صراع الثيران وهُنا كان الخطأ – الحكومة ألمحت إليكم بأنها تريد أن تغادر بالحوار ووضع دستور وأنتم تريدون إبعادهم بالقوة ومحاكمتهم – كما هُم يريدون محاكمتكم – يالها من مهزلة ويا لها من حرب رعناء سوف يطول مداها ويكثر موتاها وهُنا نعزي الشعب السوداني ونترحم عليه بمزيد من المعاناة والتهجير والتغريب – فلابد من الجلوس حكومة ومعارضة وجبهة ثورية لوضع دستور به نسير وبه نحكم وبه نضع السلاح ونبدأ في التنمية وهذا هو الخيار الصحيح وبه تضع الحرب أوزارها فعليكم بإختيار ماتريدون ونرى قادم الأيام ومزيد من المعاناة لهذا الشعب – وأين صوت العقل ؟؟؟؟؟؟ [email protected]