مدخل لابد منه : هذه الموضوعات الثلاث ربما، ليست بينها روابط مشتركه، لكن كان من الضروى تناولها فى مقال واحد لأهميتها. مدخل ثان: قيل أن الأدارة الأمريكيه حاولت أن تستميل الرئيس المصرى الراحل (جمال عبد الناصر) برشوه قيمتها 5 ملايين دولار، تعادل اليوم 5 بليون فأستلم عبد الناصر المبلغ بشيك، وطلب محافظ القاهره وحينما اتى اليه، قال له لقد كنا نبحث عن تمويل لمشروع (برج القاهره) .. ولقد توفر لنا المبلغ، وسلمه مبلغ الخمسة مليون دولار! (1) الدكتوره مريم الصادق والأعلام الدكتوره / مريم الصادق المهدى، أحترمها كثيرا بغض النظر عن اختلافى الفكرى معها ووجهة نظرى فى حزب الأمه وغيره من الأحزاب السودانيه (القديمه) يسارا أم يمين، التى قد لا الومها على عجزها من مواجهة النظام، ولكنى أشعر بخيبة أمل واحباط من (تطبيعها) علاقتها مع النظام على هذا النحو الذى نراه الآن وهو نظام شمولى وقمعى وديكتاتورى لا يعترف بالديمقراطيه والتبادل السلمى للسلطه، وكنت أرى فى د. مريم ، قيادة شبابيه جديره بان تتولى قيادة حزب الأمه فى هذه المرحله فتغير من صورته عند الجماهير السودانيه ونهجه وبصبح أكثر ديمقراطيه وثورية ومؤسسيه، ومما يزيد من قيمة ذلك انها امرأة مثقفه فى بلد ومجتمع لا زالت فيه نزعه ذكوريه واضحه تستغل المرأة أبشع استغلال بل تجعلها راضخه لتلك الثقافه وذلك قمة (الأذلال) والأهانه، فالنظام الذى يحكم السودان الآن والذى يجلد النساء على قارعة الطريق بسبب الزى وبفرض ضرائب على ستات الكسره والشاى ، تخرج الكثيرات مؤيدات له ويهتفن ويزغردن. لكن حديث الدكتور/ مريم الأخير عن (الأعلام) الذى جاء فيه: ((وقد أكدت – مريم الصادق - بأن قوى المعارضة لم تنجح في عمل إعلام بديل وموازٍ لإعلام النظام، بالإضافة إلى عدم وجود ثقة بين المعارضة، ولذلك فقد شرعت القوى المعارضة في الاتفاق حول مبادئ محددة من أجل لم شمل المعارضة في صف واحد)). حديث محير وقد نبحنا حتى بح صوتنا والى جانبنا الكثيرون من أجل أن تهتم القوى (المعارضه) و(المقاومه) بالجانب الأعلامى، بما للأعلام من تأثير فى قضايا التغيير الآن، والعالم كله أدرك كيف كان لدولة صغيره مقل (قطر) دور مؤثر على مجريات الأحداث من خلال (قناة الجزيره) مثلما كان للأعلام المصرى (الحر) دور مهم فى ثورتى مصر الأولى التى اطاحت بمبارك فى 25 يناير 2011 والثانيه الأقوى والأكبر وألأكثر مشاركة من الجماهير المصريه فى 30 يونيو 2013 التى اطاحت (بمرسى) ونظام (الأخوان المسلمين)، وسوف يكون لتلك الأطاحه وتلك الثوره تأثير بالغ على مستقبل حركة الأخوان المسلمين وتيارات (الأسلام السياسى) على نحو شامل. ومن هى يا ترى قوى المعارضه التى تتحدث عنها الدكتوره (مريم) وهى قياديه فى حزب كبير كان (حاكما) للسودان عن طريق انتخابات ديمقراطيه يفترض انه (معارض)؟ ودون التطرق للحديث عن مشروعية أو عدم مشروعية المليارات التى قيل أن الحزب استلمها قبل انتخابات رئاسة الجمهوريه الأخيره مثلما أستلم الحزب الأتحادى الديمقراطى لكى لا ينسحبا من الأنتخابات وتفقد بذلك شرعيتها وعدم اعتراف العالم بها وهى انتخابات كان واضحا اذا فاز فيها (البشير) فذلك يعنى – عمليا - انفصال الجنوب قبل الدخول فى الأستفتاء، وأى سودانى وطنى محب لبلده، كان الواجب يحتم عليه اما أن يعمل على اسقاط البشير ودعم المرشح الذى يمكن أن يقبله الجنوبيون فيصوتوا للوحده أو أن ينسحب من المشاركه فى تلك الأنتخابات حتى لا يتلوث تاريخه بالمشاركه فى تلك الجريمه الوطنيه الكبرى. وعلى كل حال وطالما أستلم حزب الأمه ذلك المبلغ الضخم فلماذا لم يجنب منه 50 الف دولار فقط لعمل اذاعة تواجه النظام وتعريه امام الشعب السودانى والعالم كله، وأن يقاطع المعارضون جميعا اجهزة اعلام النظام، بدلا من أن نشاهد قياديه مثل د. مريم الصادق من وقت لآخر والحسره تقتل القلوب وهى تسمح لأقزام النظام ومأجوريه وأرزقيته أن بجروا معه حوارات تتخللها ضحكات وابتسامات من سيادتها، وهم (أبواق) للنظام الذى يقتل السودانيين فى جميع جهات السودان وهم من يسوقون افكاره وأرائه الشيطانيه وخزعبلاته التى لا تعمل لملصلحة الوطن، بل تعمل لدعم النظم وتثبيت اقدامه وتزيد من قبضته وهيمنته على مفاصل الدوله السودانيه. ولا أدرى عن اى اعلام (معارض) تتحدث الدكتوره / مريم الصادق وهل يسمح النظام بتأسيس اذاعه أو قناة فضائيه معارضه تبث برامجها من داخل السودان، طالما لم يضمن حزبها ذلك فى الأتفاقات والتسويات التى وقعت مع (النظام) والتى اكتفت ببعض (المكاسب) الهزيله، أما كان الأجدى ومنذ زمن طويل تأسيس تلك الأذاعه أو القناة فى دوله أو منطقه حره خارج السودان حتى تكشف ما يدور فيه .. وكان ذلك الفعل سوف يخدم القضيه السودانيه ودول أخرى تورطت فى وصول تيارات الأسلام السياسى للحكم وهى لا تؤمن بالديمقراطيه ولا التبادل السلمى للسلطه، لأن منهجها يقوم على مبدأ (السمع والطاعه) وعلى عدم عزل (الحاكم) عن طريق ثوره أو عن طريق صناديق الأنتخابات ؟ (2) الدفاع الشعبى معلوم أن الأنظمه (الأسلامويه) لا تعترف (بالدوله الوطنيه)، ولذلك قال مرشد الأخوان المسلمين السابق (مهدى عاكف) فى يوم من الأيام (طز فى مصر)، ونلاحظ لنظام (الأخوان) فى السودان غير مهتم لأى اراض سودانيه محتله من دولة أجنبيه لكنه يهتم ويحشد الحشود وتتم التعبئه وتسير النفرات وتعلو نداءات (الجهاد) الكاذب المزيف، اذا دخلت حركه مقاومه وطنيه مسلحه مدينه سودانيه، لهم حق فيها ومعلوم انها سوف تنسحب منها بعد يوم أو يومين على الأكثر ولن تبقى فيها كما بقى الجيش المصرى فى حلائب مشاركا لوحدات رمزيه من الجيش السودانى منذ عام 1995، وفى عام 2005 لم يدخل ارضها جيش أو مسوؤل سودانى واحد من اقزام النظام الجبان. فاذا كان الأمر كذلك فما هى جدوى مليشيات (الدفاع الشعبى) التى يسمى الفرد فيها (مجاهد)؟ ومثلما بح صوتى عن ضرورة تأسيس كيان أعلامى اذاعة أو قناة فضائيه وبخلاف ذلك لن يسقط النظام، فلقد بح صوتى كذلك من الحديث المستمر عن أن ما يسمى (بالدفاع الشعبى) هى كتائب ومليشيات دورها الأساسى حماية النظام والدفاع عنه ويمكن أن يأتى يوم تواجه فيها (ألجيش) النظامى اذا افاق من غفوته وانحاز لشعبه، ولقد تابعنا محاولات (الأسلاميين) المستميته فى مصر لأقرار قانون يسمح بتأسيس (دفاع شعبى) و(شرطه شعبيه) على شاكله ما حدث فى السودان ولو سمح الجيش المصرى والقوى الوطنيه المدنيه بذلك لما نجحت ثورة 30 يونيو ولتم اخمادها بعنف مفرط ولخرجت تلك الملشيلت تدافع عن نظام (الأخوان المسلمين) وبقائه ولفرضت على المجتمع المصرى جميع الأجنده التى كان الأسلاميون يسعون لفرضها مثل ذبح للقضاء وتكميم لأفواه الأعلام ولأخونة مفاصل الدوله المصريه بكاملها. للأسف لم نسمع من أى معارض فى الأحزاب (الأصليه) أو أحزاب (الفكه) التى صنعها النظام، خاصة من الذين يتحدثون منتقدين الحركات المقاومه التى تحمل السلاح، وهم يتحدثون مرة واحده عن ضرورة (تفكيك) تلك المليشيات المسلحه التى تعمل موازيه للجيش وترهق ميزانية الدوله وكأنها مسألة مشروعه ومسلم بها. (3) مكاتب المؤتمر الوطنى فى الخارج وهذا امر كذلك ظللت اتحدث عنه وبصورة دائمه، دون اهتمام من احزاب المعارضه التى أستكانت وأستجابت لطلب النظام ونقلت عملها للداخل دون ضمانات كافيه ودون أن تحتفظ بمكاتب حقيقيه أو ممثلين لها فى الخارج وتركت ذلك (للنظام) فى بدعه سياسيه غريبه لم يشهدها العالم كله، بأن يكون لحزب حاكم ومهمين على كل الأمور مكاتب فى الخارج لا أدرى ما هو دورها، فهل يا ترى ذلك الحزب يعانى مثل احزاب المعارضه من عدم مخاطبة الجماهير على راحته فى اجهزة الأعلام (الرسميه) أم أنه يعانى من عدم السماح له بتنظيم مؤتمرات وندوات سياسيه، وقد شهنا قبل عدة أشهر مؤتمرا ضخما (للحركه الأسلاميه) فى السودان دعت فيه كبار قادة الأرهاب والتطرف فى العالم مثل عبود الزمر المتهم الخامس فى قضية أغتيال السادات والذى خرج من السجن بعد 30 سنه والمهندس /عاصم عبد الماجد الذى شارك فى اغتيال أكثر من 100 شرطى فى محافظة اسيوط بمصر وتم الأفراج عنه بعد مراجعات تمت مع الأسلاميين فى السجون، فاذا به يعود مرة أخرى للأرهاب والتهديد بقتل المعارضين وتكفيرهم بعد ثورة 25 يناير، التى صوتت فيها القوى المدنيه والليبراليه لصالح مرشح (الأخوان المسلمين) ولولا اصواتهم لما فاز ولما احتاجوا لثورة ثانيه تخلعه وترمى به الى مزبلة التاريخ. مرة أخرى نتساءل ما هو الهدف من فنح مكتب (للمؤتمر الوطنى) فى القاهره على سبيل المثال الى جوار السفاره السودانيه التى يجلس فيها سفير للنظام كان قبل سنوات قلائل مديرا (لمكتب المؤتمر الوطنى)؟ هل يا ترى من أجل التجسس على المعارضين السودانيين ومضايقتهم .. هل ياترى من أجل شراء ذمم البعض فى الصحافه والأعلام من الدول الأجنبيه .. أم من أجل البزنس .. ومن يسدد مصاريف ومرتبات ومخصصات من يديرون ذلك المكتب ومن يعملون فيه .. هل من مال الدوله أم من مال الحزب .. وهل تخضع ميزانية ذلك المكتب لأى ضوابط مراجعه وتدقيق حسابى أم كما قال والى الخرطوم الحالى حينما كان محاقظا (للضعين) بأنهم لا يحتاجون لآيصالات وضوابط ماليه لأنهم (مؤتمنين) من الله .. وهل لمصر ولحزبها الحاكم اذا كان فى السابق (الوطنى) أو الذى أستلم من بعده السلطه (الحريه والعداله) مكاتب فى الخرطوم أو فى أى مكان آخر فى العالم؟ وهل تقبل الأحزاب ومؤسسات الدوله بمثل ذلك العمل غير القانونى وغير المسوؤل؟ لقد جاء الوقت الذى تطالب فيه تلك الأحزاب الواقعه فى حضن النظام، بتفكيك مليشيات الدفاع الشعبى وبأغلاق مكاتب المؤتمر الوطنى فى الخارج خاصة فى مصر، حتى يتحول الجيش تدريجيا الى جيش قومى ووطنى وحتى تصبح السفارات تدريجيا قوميه ووطنيه لا سفارات عصابة المؤتمر الوطنى، وبخلاف ذلك فعلى تلك الأحزاب أن تصمت ولا تتحدث عن القوى المقاومه المختلفه عنها فى مواجهة النظام اذا كان بالسلاح أو بالمقاطعه أو بالقلم والكى بورد. تاج السر حسين – [email protected]