شاهد بالفيديو.. البرهان يصل من تركيا ويتلقى التعازي في وفاة ابنه    ديمبلي ومبابي على رأس تشكيل باريس أمام دورتموند    عضو مجلس إدارة نادي المريخ السابق محمد الحافظ :هذا الوقت المناسب للتعاقد مع المدرب الأجنبي    لماذا دائماً نصعد الطائرة من الجهة اليسرى؟    ترامب يواجه عقوبة السجن المحتملة بسبب ارتكابه انتهاكات.. والقاضي يحذره    محمد الطيب كبور يكتب: لا للحرب كيف يعني ؟!    القوات المسلحة تنفي علاقة منسوبيها بفيديو التمثيل بجثمان أحد القتلى    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصراع بين مشروع الدولة المدنية والدولة الدينية الأرهابية
نشر في الراكوبة يوم 28 - 07 - 2013

كان العالم فى العصر الحديث وبعد أنتهاء الحرب العالميه الثانيه، يعيش حتى وقت قريب تحت هيمنة قطبين كبيرين وفى ظل صراع بين المعسكر الأمبريالى الغربى الذى تقوده امريكا والمعسكر الأشتراكى الشرقى الذى يقوده الأتحاد السوفيتى وكلا من المعسكريين كانت له حسناته وسيئاته فالمعسكر الأول كان يتحدث عن الحريات الديمقراطيه وحقوق الأنسان على الرغم من انها لم تكن كافيه فى بعض الأحيان ولم تعد كافيه وكثيرا ما تكون مقيده ومرتبطه بمصالح ذلك المعسكر بالدول المختلفه خاصة دول العالم الثالث مثلا مواقف بعض الدول الأوربيه من نظام (القذافى) بناء على مصالح اقتصاديه رغم عدم ديمقراطية نظامه وأحتكاره للسلطه لمدة زادت عن الأربعين سنه اضافة الى تجاوزه الكبير لحقوق الأنسان فى ليبيا.
ولم يهتم المعسكرين بالتربيه الأخلاقيه وسلوكيات الفرد التى تؤدى بالضرورة الى تطور فى اخلاقيات المجتمعات، وكان من الممكن النجاح فى ذلك الجانب دون التضييق على الحريات الشخصيه، بالأهتامام بالتربيه الأخلاقيه والدينيه (المنزليه) ، تحت اشراف الوالدين وفق برامج يشارك في اعدادها وصياغتها خبراء الأجتماع وعلم النفس والتربيه والأعلام.
وما هو جدير بالتقدير فى نلك الدول عدم التركيز والتوسع فى التعليم الدينى (المتخصص) كما هو عندنا فى السنوات الأخيره وفى منطقتنا العربيه عامة، الذى أدى الى بروز مظاهر من التطرف والغلو بين الشباب فى ظل ضعف الرقابه على المناهج التى تدرس وعلى نوعية المعلمين مما أدى الى تبنى تلك الأفكار العنيفه والمتطرفه ومن أخطر المؤسسات التى روجت لذلك الفكر المدارس والمعاهد والجامعات الأسلاميه المتخصصه فى التعليم (الدينى) التى تمتلؤ مناهجها بالكثير من المواد التى تحرض على كراهية الأخر وتمييزه بسبب معتقه الدينى بل تدعو الى قتله واراقة دمه بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
أما المعسكر الثانى فمن حسناته أنه كان يدعو للأقتصاد الأشنراكى وللمساواة وللعداله الأجتماعيه وللأهتمام بالطبقات الفقيره من مزارعين وعمال ورعاة ودعمهم وتسهيل تعليم ابنائهم باقرار مجانية التعليم والعلاج .. ومن حسناته أيضا انه دعم ثورات الشعوب للتحرر من الأستعمار بوسائل مختلفه، لكن من سيئاته أنه لم يهتم كثيرا بتوفر تلك الحريات وبالممارسة الديمقراطيه فى الدول التى المحكومه بالفكر الأشتراكى أو الشيوعى من خلال تزييف الديمقراطيه بمسميات مثل ديكتاتورية البلورتاريا أو ديمقراطية الطبقه العامله .. ولذلك فأن افضل نموذج للأنظمه التى ظهرت خلال الحقبه الماضيه هى التى تخلت قدر المستطاع من سيئات المعسكرين وفى نفس الوقت جمعت بحسناتهما وتبنتهما كوسيلة للحكم اى تبنت الديمقراطيه فى الممارسة السياسه (مؤسسات تنفيذيه وتشريعيه وقضائيه منفصله عن بعضها البعض .. وصوت واحد للرجل الواحد .. وحريه اعلاميه وصحفيه وفرص متكافئه لكل الأحزاب للتعبير عن افكارها وبرامجها)، مثلما تبنت النهج الأشتراكي فى الأقتصاد وأفضل مثال لذلك هو الموجود فى مجموعة الدول الأسكندنافيه (السويد / الدنمارك/ النرويج/ فنلندا)، المستقره سياسيا والمزدهره اقتصاديا على الرغم من اعتماد أغلبها على الصناعه والزراعه ومنتجات الألبان ولا توجد بينهم دوله بتروليه غير النرويج.
واذا ما روعيت الجوانب الأخلاقيه والسلوكيه التى توفرها (الأديان) وافكار (الأصلاحيين) والتربويين ووضعوا مناهج (منزليه) دينيه وتربويه كما اشرت اعلاه تجعل الأطفال يتعرفون منذ صغرهم على قدر من السلوكيات الأنسانيه والقيم التى لا تتعارض مع ثقافة مجتمعاتهم وما يتناسب مع اعرافهم وتقاليدهم ودمج ذلك كله فى انظمه تتبنى الديمقراطيه والأشتراكيه فى شكل الحكم، عندها سوف نرى مجتمعات أقرب (للكمال) تمهد لنزول (المسيح) المخلص على الأرض الذى تنتظره البشريه كلها، وهذا ما لا يمكن أن توفره انظمه دينيه تحرض على الكراهية والعنف وتدعو صراحة للتفرقه والتمييز بين الناس بسبب الدين والجنس، كما يتصور البعض فى غباء وجهل بأن (الشرع) الذى يدعو لتلك التفرقه وذلك التمييز هو مراد الخالق وأنه قادر على صنع المحبه والتلاحم بين البشر ، مثلما هو قادر على تحقيق الأمن والأستقرار والتطور فى جميع دول العالم.
وبتفكك الأتحاد السوفيتى والدول المتحالفه معه اصبح العالم مسيطر عليه من خلال قطب واحد بكلما تفرزه تلك الهيمنه من طغيان واخطاء وسلبيات تصل حد الظلم .. نتيجة للأهتمام فقط بمصالح ذلك القطب الواحد وما يحقق أمنه واستقراره ورخاء شعبه دون الأهتمام بمصالح الشعوب والدول الأقل منه قوة وقدرة.
ولذلك فعلينا الا نندهش أو نستغرب اذا وجدنا هذا القطب يدعم وجود نظام استبدادى ودموى مثل نظام السودان وأن يرفض بشده – على الأقل - فى البدايه ازالة نظام (مرسى) غير الديمقراطى وأستبداله بارادة وطنيه مصريه بنظام ديمقراطى وضعت خارطة طريقه منذ اليوم الأول للثوره، والنظامين السودانى والمصرى (أسلاميين) ومن المفترض أن يكونا بحسب (المنهج) ضد الحريه والديمقراطيه التى يروج لها القطب الأوحد وحلفائه.
وعلى كل فتلك فترة يمكن أن يعتبر الصراع قد انتهى فيها بين القطبين على نحو حاد وما كان يعرف (بالحرب البارده) واصبح المواطن فى روسيا (الأتحاد السوفيتى) التى كانت قائده للمعسكر الأشتراكى يتمتع اليوم بقدر كبير من الحريه والديمقراطيه واصبح الأقتصاد الأشتراكى فى دول مثل امريكا وكثير من دول الغرب مكان أهتمام وغير مرفوض على نحو مطلق بل تسعى العديد من الأنظمه الغربيه للأستفاده منه على الأقل فى بعض الجوانب التى تسهل حياة المواطنين.
بناء على ذلك وما هو متوقع فى منطقنا (الأفرو - شرق أوسطيه) التى نعيش فيها أن يكون الصراع فى مقبل الأيام وبعدما بدأت الأمور تتكشف على حقيقتها واصبح من المستحيل التعتيم على الأفكار وقمع المفكرين، أن يكون الصراع بين المشاريع الداعية للدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه على اختلاف اشكالها، وبين مشروع الدوله الدينيه الأسلامويه الديكتاتوريه التى يتبناها فكر (الأسلام السياسى) الذى أتوقع سقوطه وأنهياره سريعا ويوما بعد يوم فى ظل الثوره الأعلاميه والمعلوماتيه والتقدم التكنولوجى الهائل.
وهنا لا بد أن اعذر ابناء الجيل الحالى فى السودان الذين لم يتذوقوا طعم الديمقراطيه ولم يعرفوا الثورات الشعبيه ومنهجها وشرعيتها وكيف يتحقق لها النجاح، لذلك فأن (بعضهم) يتحدث فى سذاجه وسطحية وعدم وعى عما حدث فى مصر باعتباره انقلاب عسكرى واذا كان الأمر كذلك فهذا يكون أول انقلاب عسكرى فى العالم تعلن ساعة صفره قبل شهرين على الهواء وهذا ما شهد به عام 1989 السيد الصادق المهدى آخر رئيس وزراء فى نظام ديمقراطى فى السودان حينما انذره الجيش بقيادة الفريق فتحى أحمد خليل وأعطاه مهله لمدة اسبوع لتصحيح الأوضاع السياسيه فى البلاد وأيجاد حل سلمى لمشكلة الجنوب، وقال الصادق المهدى يومها : ((أن من اصدروا ذلك الأنذار ليسوا انقلابيين .. فالأنقلابى لا ينذر)).
الكثيرين فى السودان معذورين وهم يصفون تلك (الثوره) الشعبيه المبهره (أنقلابا) لأنهم أستمرأوا البقاء تحت الأنقلاب (الأنقاذى) بل تحت حذاء عمر البشير (النتن) لمدة 24 سنه بكلما فيه من قبح وسوء، بل أنهم يطالبونه بمواصلته رئيسا على البلاد رغم كلما فعله بالسودان.
وعلى كل فالأنقلابات العسكريه عادة يتم التكتم على ساعة صفرها وعلى أسماء قادتها ويسبقها الكثير من التمويه كما حدث فى الأنقلاب العسكرى فى السودان عام 1989 الذى سيطر عليه العسكريون بقيادة عمر البشير على السلطه بدون تفويض من الشعب وبدعم وتأييد وتخطيط من جماعة (الأخوان المسلمين) الذين لا زالوا يحكمون السودان حتى اليوم بالحديد والنار وعن طريق البطش والقمع .. وكل الأنتخابات والأستفتاءات التى جرت فيما بعد لا تعدو أكثر من محاوله مفضوحه لتجميل وجه النظام ولاعلاقة لها بالممارسة الديمقراطيه وأنما هى نوع من التزوير والتزييف والتضليل وكل من شارك فى هذا النظام وانتخاباته فهو مشارك له فى جرائمه وفساده وتقويضه للديمقراطيه.
أما الذى حدث فى مصر فى يوم 30/ 6 فهى ثوره حقيقيه ملهمه خرج فى مظاهراتها فى شوارع مصر أكثر من من 30 مليون، بعد عمل وجهد مضنى قامت به حركة (تمرد) الشبابيه جمعت خلاله توقيعات أكثر من 22 مليون مصرى وأعلنت نزولها للشوارع وطالبت من وقعوا على استمارتها بالنزول فى ذلك اليوم وحينما شكك البعض وروج فى عدم امانه الى أن ذلك العدد وبذلك الحجم وهو 30 مليون لم ينزل لشوارع مصر فى ذلك اليوم، اعاد (الجيش) الذى انحاز لشعبه - وهكذا تتحقق الثورات - الدعوة بصورة ذكيه مطالبا الشعب للنزول من جديد يوم 26/ 7 لتكذيب تلك الأدعاءات والأفتراءات من جانب، ومن جانب آخر لتفويض الجيش لضرب الأرهاب (الأسلاموى) بجميع اشكاله اليدوى واللفظى الذى مارسته جماعات الأسلام السياسى بقيادة الأخوان المسلمين على الشعب المصرى قبل وبعد الثوره، وكانت، ابرز معالم الأرهاب (اليدوى) هو قتل اربعه من معتنقى المذهب (الشيعى) على يد مجموعه من تلك الجماعات (الأسلاميه) وعلى نحو بشع، امأ الأرهاب اللفظى فقد ظهر واضحا فى الخطاب التحريضى والتكفيرى الذى تحدث به لسان غالبية قادة (لأسلام السياسى) فى اللقاء الجماهيرى الذى دعا له الرئيس (الأخوانى) محمد مرسى، وتحدث فيه المتطرفون والأرهابيون وهددوا من ينزلون للشوارع فى 30/ 6 من شباب حركة (تمرد) والقوى المدنيه بالويل والثبور والسحق ودق الأعناق وعبارات مثل نرى روؤسا قد اينعت وقد حان قطافها.
وللمرة الثانيه استجاب الشعب المصرى للنداء وخرج فى عدد مهول يفوق الأول وصل حسب العديد من التقديرات الى 35 مليون مصرى جميعهم أستشعروا الخطر الذى يداهم وطنهم ويستهدف هويته المدنيه بالأرهاب (الأسلاموى) الذى يقوده الأخوان المسلمون بدعم وتحالف وتنسيق مع باقى التيارات الدينيه.
وما جعلنا نهتم بهذه الثوره رغم ما نشعر به من أسى وأسف وحزن وغبن من القوى المدنيه والليبراليه المصريه التى نقف الى جانبها (بالحق)، انها لا تريد أن تتعامل مع النزاع بين السودان ومصر حول مثلث (حلائب) بذلك الحق والقانون، وأتخذت من خلافها مع (الأخوان) المسلمين وتصريح (مرسى) عن حلائب فى السودان ذريعة لهضم حق شعب السودان فى تلك الأرض وتنديدها بما قاله (مرسى) عن نيته اعادة (حلائب) لوضعها قبل عام 1995، وذلك خلط للأمور لا يجوز والحق يقول أن يعرض ذلك النزاع الذى له الآن أكثر من 50 سنه على محكمه دوليه تفصل فيه وكل بلد يقدم وثائقه ومستنداته ومع ثقتنا فى (سودانية) تلك الأرض، الا أن ما تقضى به المحكمه يقبل به الطرفان ويمكن أن تحول بعد ذلك الى منطقة تكامل وتبادل مصالح بين شعب البلدين دون داع لأستفزازات وعنتريات واستقطابات ومواجهات.
الشاهد فى الأمر وعلى الرغم من ذلك الموقف المؤسف فنحن نقف مع الديمقراطيين والليبراليين المصريين، لأن وقفتنا كذلك مع (الحق) وأنحياز له، اضافة الى ذلك فان ثورة 30 يونيو المصريه قد وضعت اساسا للتخلص فى العالم كله من الديكتاتوريه والأستبداد والطغيان الذى تتبناه جماعات (الأسلام السياسى) التى تسعى لفرض مشروعها ومنهجها ودولتها الدينيه التى تنتهى بأعلان دولة (الخلافه) التى يصبح دستورها (شريعة) القرن السابع الأسلاميه وهذا ما عجزت عن مواجهته بالسلاح دول مثل امريكا والمانيا لذلك تماهت مع تلك الجماعات وأحتضنتها لكى تتقى شرها، ل يهمها ما تفرضه تلك (الجماعات) وذلك الفكر على باقى دول العالم خاصة (الثالث) من قمع وارهاب وتأسيس أنظمه غير ديمقراطيه تستغل الديمقراطيه احيانا طالما تحقق لها هدفها فى الوصول للسلطه والتشبث بها
وبعد أن تصل (للسطه) ترمى بسلم الديمقراطيه وتبدا فى اعداد المسرح لدوله (أسلاميه) تكفيريه ويعاد العمل باحكام النصوص التى لا تلائم انسانية العصر وثقافته والتى ذكرتها فى أكثر من مرة وهى لا تحتاج الى تفسير عالم أو فقيه فهى واضحه وضوح الشمس و(الأسلاميون) جميعا يتهربون من الأعتراف بمقاصدها مثلما يتهربون عن مشروعهم فى اقامة (الدوله الدينيه) ويدعون بأن الأسلام لا يعرف (الدوله الدينيه) وهذه كلمة حق يراد بها باطل، فالأسلام الحقيقى والأصلى والنقى لا يعرف الدوله الدينيه لكن (الأسلاميين) وشريعة القرن السابع تعرف (الدوله الدينيه) و(الأسلاميه) تحديدا التى تظهر ملامحها قبل ظهور (دولة الخلافه) حينما يحكموا بلدا عن طريق الديمقراطيه أو بانقلاب عسكرى.
وعند تأسيس دولة (الخلافه) التى يحلمون بها، سوف يعودون الى المعانى التى لن يخفونها أو يراوغوا ، الوارده فى ألايه : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وهذه الآيه وبدون مرواغه أو لف أو دوران واضح انها تطالب المسلم غير الكاذب أو المنافق بقتل (الكافر) فى اى مكان وجده فيه بعد هدنة (الأشهر الحرم) فقط وأن (يربط) له فى الطريق (وأقعدوا لهم كل مرصد) وأن يضيق عليه فى سيره فى الطريق العام كما كان يفعل (فتوات) زمان فيضطره للسير جنب الحائط ولا يجعله يسير مرتاحا ونافشا ريشه فى وسط الطريق (وأحصروهم) والا يترك ذلك الكافر الا اذا تاب وآٍسلم وشهد بالا اله الا الله وأن محمد رسول وأقام الصلاة وأتى الزكاة .. يعنى لا يسمح له (بالنفاق) والدخول فى الأسلام بالشهاده فقط وأنما عليه أن يثبت ذلك عمليا باداء الصلاة وايتاء الزكاة، ومن يقول كذبا ومراوغة بان ذلك يحدث فى زمن (الحرب) فقط، نسأله كيف تؤتى (الزكاة) للتأكد من توبة ذلك (الكافر) فى زمن الحرب، وهى مقدار معلوم يخرج فى زمن معلوم لأناس معلومين!
ولذلك فأن جماعات الهوس الدينى والتطرف من قطبيين وسلفيين يكرهون عارفا بالله ويسئيون معه الأدب مثل (ابن عربى) لأنه قالها بكل وضوح بأن تلك الآيه نسخت 114 آيه من آيات الأسماح وأحترام عقائد الآخرين وحقهم فى أن يؤمنوا أو يشركوا طكا اجاز لهم خالقهم فى الأسلام الأصيل النقى .. ولذلك قتل اؤلئك الشيعه على ذلك النحو البشغ تنفيذا لما قالت به تلك الآيه التى لها مكانه مقدره فى شريعة (القرن السابع).
وسوف يعود العمل كما صرح الأسلامى السلفى (حازم صلاح ابواسماعيل) بمفهوم الايه عند اؤلئك الأرهابين اعداء الحريه التى تقول : (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" ) وحاول (ابو اسماعيل) ان يلطف من وقع شرح وتفسير تلك الايه بنفاقه المعروف وبمبررات قد تبدو مقبوله عند البعض فى بلد مثل مصر حيث قال أن (الجزيه) مسأله مثل الضريبه تؤخذ من المسيحى لأنه بعفى من الدخول فى جيش الدوله الأسلاميه وتعفى المرأة المسيحيه من سداد تلك (الجزيه) ، دون أن يوضح بأن (المسيحى) يعفى من دخول الجيش فى الدوله الأسلاميه لأنه شرف لا يستحق لأنه غير مؤتمن ويجب الا يعز وبكرم بعد أن ازله الله كما ورد فى كثير من الأدله ، فهل هذه دوله مواطنه مدنيه ديمقراطيه حديثه كما وعد (مرسى) قبل انتخابه رئيسا الشعب المصرى كله؟
وهل رأيتم تدليس وكذب ونفاق (أسلاموى) أكثر من هذا ؟
أولا (الجزيه) ليست (ضريبه) أو شئ مثلها، فالضريبه فى الدوله المدنيه الحديثه تؤخذ من كآفة المواطنين دون تمييز بينهم وبحسب مجال عملهم ودخلهم ولا تؤخذ من المواطن وهو صاغر وذليل وحقير كما تقول الايه، وأنما بكل أدب وأحترام لأن (الضريبه) تساهم فى بناء الدول وفى نوفير أهم بند فى الميزانيه العامه للدوله وهو البند الأول (رواتب الموظفين والعاملين فى الدوله) .. وفى الشريعه لا توجد ضريبه وأنما (زكاة) فقط ولذلك يستغرب الكثير من (الأسلاميين) عن دولة (صحابة) السودان الذين يأخذون من المواطن السودانى (المسلم) ضريبة وزكاة، يعنى نظام (البشير) يأكل الحرام ويؤكل مواطنيه الحرام منذ عام 1989 ، لذلك كل يوم السودان راجع للخلف ولذلك فقد الكثيرون النخوه والرجولة والتمييز بين الحق والباطل ويصمتون بل يؤيدون نظاما اذل الشعب وأفقره واباد جزء كبير منه وشرد ضعفهم وتسبب فى تفشى الفساد المالى والأخلاقى.
الجانب الثانى أن تلك (الجزيه) تؤخذ من (الكافر) فى دولة (الشريعه) باعتباره (ذمى) لكى تيقى على حياته مثل (المعاهد) وهم السواح الأجانب وسفراء الدول غير المسلمين، ولكى لا يقتل بناء مفهوم الآيه الواضحه التى لا تحتاج الى تفسير أو تنظير والتى ذكرتها اعلاه (فاذا انسلخ الأشهر الحرم).
وفى دولة (الخلافه) المنتظره التى يختلف بعض (غلاة) الأسلاميين مع رفاقهم الذين يتريثون لتطبيق (شريعة القرن السابع) حتى يعلن عنها، فى وقت يريد فيها (الغلاة) تطبيقها من (اليوم) ويبدأوا بالقطع والجلد والرجم ولذلك أيدوا (النميرى) وايدوا (البشير) ولم يقولوا انه جاء عن طريق انقلاب عسكرى، مثلما يريدون تأسيس (جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) التى تطبق القانون بيدها وبسوط نحمله فى الأسواق تجلد من لا يؤدون الصلاه فى وقتها دون التحرى عن هل هم مسلمين أك غير مسلمين او أنهم (معاهدون) فى زيارة لهذا البلد أو مسلمون مرضى أو اتوا فى سفر لدوله لا يقيمون فيها من حقهم أن يقصروا ... وخلاف ذلك من أسباب.
وسندهم فى تأسيس تلك (الجماعه) كما فعل مصر شاب متخلف يظهر عليه الغباء عائد من (امريكا)، يعود الى تفسير وفهم للآيه :( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) .. سبق أن نقلت تفسييرها من صحيح (البخارى) لا من عندى وهو الذى يقول (لن تكونوا خير امة أخرت للناس الا اذا جئتم بالكفار مقيدين بالسلاسل تجرونهم منن اعناقهم لكى يشهدوا لا اله الا الله محمد رسول).
تلك هى الدوله (الدينيه) الأسلامويه التى يريدها انصار (شريعة القرن السابع) حينما يسودوا فى الأرض ويتمكنوا ويقيموا دولة (الخلافه) التى ربما تكون رئاستها فى (الأستانه) فى تركيا كما كان فى السابق ولذلك يدعمهم (اردوغان) رغم انه صرح فى مصر بأنه (مسلم فى دوله علمانيه) وهذا من اجل أن يدخل الأتحاد الأوربى .. يعنى يريد أن بصبح (خليفة) المسلمين ويرد أن يكون عضوا فى (الأتحاد الأوربى) الليبرالى العلمانى والأباحى، وذلك كله لا يهم (الأسلاميين) وأن يكون مركز تنظيم الأخوان المسلمين العالمى فى (اسطنبول)!
دولة (الخلافه) تلك .. التى يكذبون وينافقون ويتنكرون لها، حينما يقولون أن الأسلام لا توجده فيه دوله دينيه، وذلك حق من خلال فهمنا الواعى للاسلام الحقيقى والأصيل، لكن دولة (أسلامهم) دوله دينيه 100 % ويكفى أن اضرب مثلين فى العصر الحديث ، الأول أن هتافات الموجودين الآن فى (رابعه العدويه) وهم من كآقة التيارات الأسلاميه يرددون (اسلاميه .. اسلاميه) ، فماذا يعنى هذا وهل (الأسلام) دين أم فريق كرة قدم ؟ واذا كانوا يريدون دوله (أسلاميه) نزعها عنهم الله واذلهم وأهانهم ووضع رئيسهم الى جانب (حسنى ميارك)، فأين مكان المواطنيين المصريين المسيحيين الذى يبلغ عددهم أكثر من 10 مليون، هل يرض الله وهو العادل الذى امر بالعدل أن يصبح ذلك المسيحى مواطنا درجه ثالثه وحينما جاء الأسلام لمصر قبل يه طائعا أو مكرها، وجده (سيد) بلده؟
والمثل الثانى رجل كبير احزننى جهله والى جانبه زوجته وبناته قدموه على منصة (الأخوان المسلمين) فى رابعه العدويه لكى يتحدث ويصلى على جثمان ابنه ذو السبعة وعشرين سنه الذى قتل فى احداث النصب التذكارى بمدينة نصر قال ذلك الرجل " أنه علم ابنه المهندس (الأرهاب) وقرأ الآيه: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) " مسكين ذلك الرجل فهو لا يعلم أن ابنه لا علاقة بالشهاده فكا يدور هو صراع سياسى بين حق وباطل بين جماعه أرادت أن تهيمن على دوله بكاملها وتختزلها فى فصيلها وفكرها وكأنه لم تكون موجوده قبلهم .. ولو عرف ذلك الرجل المسكين قدرا قليلا من (التصوف) النقى بدلا من هذا الفهم المتخلف الذى لا يعرف عير القتل واراقة الدماء .. ولو لم ينضم لجماعات الهوس الدينى والتطرف لما فقد ابنه مع ايماننا بأن اليوم اذا اتى فلن يؤجل .. فالعارفون يقولون : (الحياة فى سبيل الله خير من الموت فى سبيل الله) .. يعنى هل أنفع للناس أن يستفيدوا من علم ذلك الشاب المهندس الذى لم يصل عمره لثلاثين سنه بعد فى بلد تتفشى فيه الأميه وتصل نسبتها الى أكثر من 50% وأن يعلمهم الدين الصحيح والقيم والأخلاق، أم أن يتحرش يقوات الشرطه ويعتدى على المنشاءات العامه ويسعى لقطع الطريق، لكى يعود (مرسى) من جديد حاكما طاغيه ونصف (اله) ، فيموت الشاب (فطيس) لأنه لم يمت فى سبيل الله، وأنما لأنه قتل بفعل وتصرف ضد القانون؟
سوف يقول لك بعضهم أن (الأسلام) لا يحكم عليه من خلال النماذج والرجال .. وقد نتفق معهم فى بعض الجوانب، لكن من اين تأتى تلك النماذج وتصرفاتها اليس من ذلك الفهم الخاطئ الذى يدعو له بعض (الجهله)، فاقدى الثقافه العامه مثل الشيخ (يوسف القرضاوى) الذى يقال أنه (عالم) وهو الذى طالب امريكا فى غباء شديد أن تتحلى (بالرجوله) وأن تقتل يشار الأسد كمال قتلت القذافى من قبل وأن تتدخل فى سوريا وتغير نظامها لا بنظام مدنى يؤسس لدوله ديمقراطيه حديثه نحن مع ذلك التغيير – دون قتل وتحريض عليه - وبارادة الشعب السورى اذا كان سوف يأتى على ذلك الشكل، لا بيد 40 الف ارهابى ومتطرف أجنبى لكى يحكم (سوريا) التطرف والآرهاب والقتله والمجرمون الذين يقمعون السوريين باسم الدين والمتاجرة به، وهو أعنى (القرضاوى) مرتاح وآمن فى بلد مثل (قطر) ومنزله فى مصر الذى لا يعيش فيه حينما اقتحمه لصوص وجدوا فيه 40 الف يورو غير محرزه، من الواضح انها مصاريف يد لتسيير امور ذلك المنزل فى وقت هو غير موجود فيه وما هو انطأ من كل ذلك انه وعد امريكا الا توجه (لأسرأئيل) طلقه واحده من فوهة المتطرفين الأسلاميين الذين يريدهم أن يستولوا على السلطه فى سوريا.
لذلك كله نرى أن العالم اليوم فى صراع بين دولة الحق والقانون والحريه والديمقراطيه الحديثه التى يتبناها الليبراليون من جانب .. ودولة الباطل والقهر ولأستبداد والظلم والعبيد والأيامى الجوارى وما ملكت الأيمان التى يتيناها (الأسلام السياسى) ويخدعون بعض الليبراليين والديمقراطيون فى كل مره من جانب آخر، اؤلئك الليبراليين الذين يخدعهم الأسلام السياسى وأنصار الشريعه التى لا تعترف بالحريه والديمقراطيه ، يتخذون نلك المواقف (الغبيه) أما من أجل الظهور على طريقة (خالف تذكر) أو بسبب النفاق والخوف والأرهاب لذلك يتحدثون عن أن يسمح (للأسلاميين) بالعمل السياسى بدلا من وضعهم فى قائمة (الجماعات) والتنظيمات الأرهابيه المتطرفه لأنهم يؤمنون بالجهاد والقتال وأرقة الدماء لحسم الخلافات السياسيه ولولا لطف الله وعدله الذى ينقذ الشعوب من مكرهم وسوء نواياهم لندم اؤلئك الليبراليين المصريين على تلك المواقف الذين اخطأوا فى المره السابقه بتصويتهم لصالح مرشح (الأخوان) فاذوقهم المر وكادوا أن يقضوا على دولتهم ويقسموها الى ثلاثة أجزاء لا جزئين كما حدث فى السودان.
تاج السر حسين - [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.