اهلنا فى الوطن من باب التوقعات يدخل العيد عليهم ليزيح الكثير من الاحزان العالقة ولو مؤقتا ، ليخفف كثيرا من تركيز الالم الحياتى اليومى المتوغل فى اعماقهم ، رغم شعورهم بالغلاء الفاحش، لكن تمتزج مشاعرهم الجميلة بالفرحة لتطغى معهم امانيهم الطيبة فوق سحائب الخوف ليلبس العيد معهم اناقة مودتهم ،وحنين الفتهم ليرافق لقيا بعضهم البعض بصفاء واريحية. انها بساطة تغنيك من عناء البحث لماوراء الاحزان، فصبرهم الحليم يغالب الضغوط او يحاولوا ان يسمو احيانا فوق خيال الاحتمالات لتجد ان اهلنا رغم البكاء ومرارة العوز لا يستسلموا للاحزان . فالعيد بينهم حاضرالوجدان ينبض قلبه لتغذى شراينه ارواحهم ،وتحرك روحه افراحهم ، ليملاء بكل عفوية كؤوس اشواقهم... ويفيضوا على من حولهم بالبشر وحلو التهانى وطيب الامانى. فلم تغيب الابتسامات الغالية ولم تتبدل عندهم تحياتهم المعطرة باريج حنينهم عيدكم مبارك كل سنة وانتو طيبين تتلاشى المسافات بينهم سلامنا عناقنا او عناقنا كلامنا الحميم تعبيرا يزيح عن النفوس ما علق من كدر تلك الايام الخوالى . نعم هى اعيادهم او تلك هى اعيادنا المبتهجة بين اهلنا، فى الوطن لا تستلم للاحزان ولاتستكين للهموم رغم الغلاء الفاحش انهم يرغموا بطيبة معدنهم الاحزان ان تفرح وتغنى فكل عام وانتم بخير. وتغترب اعيادنا معنا لتبقى الفرحة عالقة بين احبابنا هناك وفراغ الاشواق فى ارض الاغتراب هنا. نلملم خيالات اللقيا فى الاغتراب ونحاول جاهدين ان نبحث عن العيد ومعانيه فربما نجده مختبئا بين عيون بعض الصغار وتغيب معانيه تماما او يكاد يتلاشى معه شعور الفرح والابتهاج الجميل. يهرب المغترب الى دنيا الاحلام لعله يوقظ من الاشواق بعض من ذكريات دثرتها السنين وطوتها الاحداث ومهما حاول ان يغالب تلك المشاعر فسيجد ان للعيد طعم خاص فى الوطن لم ولن تعرفه الغربة يوما ، جعل الله كل ايامكم اعياد ...وكل عام والجميع بالف خير. منتصر نابلسى [email protected]