قبل سنوات خلت... ايام حكومة مايو حين تم تحويل حديقة مقرن النيلين الأبيض والأزرق إلى ما يعرف بمنتزه المقرن العائلي سخر منا من جاءوا لتركيب هذا الكم الهائل من الحديد والألعاب بالمنتزه وقالوا لنا إنكم تجهلون قيمة هذا الموقع وانهم كانت احدى رغباتهم وامنياتهم ان يشاهدوا مقرن النيلين وقد دهشوا لهذا الالتقاء الرائع فكيف نفسد المكان بهذه الآلات والألعاب؟ علماً بان هذا الآلات والألعاب يمكن وضعها في أي مكان غير مقرن النيلين! كنا نعرف ان الدولة تفكر في الكسب وان وضع هذا المنتزه في هذا المكان يجلب الجنيهات... وفعلاً تم اقامة المنتزه وتبع ذلك احتلال شاطئ النيل بكافتريات باسماء مختلفة حجبت عنا النهر تماماً... وبعد كتابات قادها فريق التحقيقات بصحيفة الرأي الآخر ازال والي الخرطوم يومها معظم تلك المباني... وكنا نتمنى ان تزال الآلات والألعاب من المقرن... وكتبنا ولكن كالعادة لا يطاع لقصير أمرا! ولا يمكن ان يؤخذ برأينا حتى يقال اننا نفهم وان الحكومة قد سمعت رأي صحفي... ومضت الأيام واخيراً استبان القومي نصحي ولكن دون ان يكون لي فضل في ذلك فجاء في الاخبار اتفقت ولاية الخرطوم ومنظمة الشهيد على إزالة مباني منتزه المقرن العائلي المطل على تلاقي نهري النيل الأزرق والأبيض وترحيل كل الآليات والألعاب لتهيئتها كحديقة مفتوحة للمواطنين. ويأتي المشروع في إطار شراكة لتطوير المنتزه، وأكدت منظمة الشهيد فى اجتماع برئاسة د."عبد الرحمن الخضر" والي الخرطوم أنها ستقوم بترحيل كل آليات الألعاب وتزيل المباني القائمة بالمنتزه حتى يكون المنتزه جاهزاً لحديقة مفتوحة يستطيع كل مواطن أن يطلع منها على منطقة اقتران النهرين اللذين يشكلان نهر النيل فى المرحلة الأولى، وتكون جاهزة للاستفادة منها فى مشروع استثماري يؤمن تطوير المنطقة ذات السمات الجمالية العالية، واتفق الجانبان على استمرار التشاور حول السبل الكفيلة بتحديث المنطقة. ورغم هذا الاتفاق الذي تأخر كثيراً نتخوف من هذه العبارة، عبارة (وتكون جاهزة للاستفادة منها فى مشروع استثماري)! ونقول لهم دعونا من الاستثمار فقد عانينا منه وباسمه تم تحويل ميادين كثيرة الى مباني.. انظروا الى شاطئ النيل بامدرمان واحصوا كم حديقة تحولت الى جامعة او مطعم او مبنى حكومي او سوق سمك؟ ولا نريد ان نتكلم عن مسجد النيلين مخافة ان نرمى بالكفر! الحمد لله انه اخيراً التفتت ولاية الخرطوم إلى ضفاف النهر ونشكر لها ما قامت به على شارع النيل وعلى كورنيش النيل بامدرمان الذي صار مقصداً للاسر... ونتمنى ازالة كل ما يحجب عنا النهر من مباني وصالات وحتى الجامعات فالنهر واحد ولكن الاراضي واسعة ولن تضيق بالصالات او الجامعات او المباني الاخر. واخيراً نتمنى ترحيل كل آليات الألعاب وازالة المباني القائمة بالمنتزه على وجه السرعة فبعض القرارات يقتلها التأخير او تدخل جهات نافذة لها مصلحة في استمرار الأمر على ما هو عليه. والله من وراء القصد [email protected]