إذا الشعب يوما أراد الحياة فربد إن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر قالها الشاعر التونسي أبو القاسم ألشابي فترجمها الشعب التونسي فأجبر زين العابدين بن على أن يفهمها ولكنه فهما متأخرا حيث لا ينفع الفهم .. ثارت بركانا من أقصاها إلى أقصاها في ثورة كسرت فيها قيد الخوف والتوجس فحملوا أرواحهم في اكفهم وكانت ثورة الحرية وثورة الرجال والتي سموها باطلا بثورة الياسمين وهي ثورة الرجال والشوك والصبار أتت بعزم الرجال فكانت ملهمة لبقية الشعوب ودعتهم للغضب اغضب كما قال فاروق جويدة فالأرض تحزن حين ترتجف النسور ويحتويها الخوف والحزن الدفين الأرض تحزن حين يسترخي الرجال مع النهاية عاجزين اغضب فأنك ان ركعت اليوم سوف تظل تركع بعد ألاف السنين غضبت تونس فانجلى الليل وانكسر القيد وكان الإلهام وكان الغضب .. انتشر كما النار في الهشيم الكل غاضب الكل مظلوم الكل مقهور الكل ينفجر ألان ويغضب مصر كسرت القيد وكسرت حاجز الخوف منذ أكثر من ثلاثون عاما عجافا يتجرعون مر الظلم والقهر والاستبداد .. اغضب فما أجمل الغضب وما أروع الغضب حين ينتزع الحقوق عنوة واقتدارا ما أجمل الغضب حين يطيح بالصلف والغرور ما أجمل الغضب حين يثور ما أجمل الغضب حين يهز الكراسي والعروش ما أجمل الغضب حين يزلزل أماني الطغاة ويذهب بهم إلى مزبلة التاريخ اغضب يا أخي فلا جمال في وجه رجال ليس فيه غضب .. اغضب فما أجمل الغضب حين يكنس بلادنا من كل وصولي مرتزق يعيش على دماء شعبة ويجلس على صدورها ويكتم أنفاسها .. اغضب يا اخي اغضب فالخانعين لا يحصدون الا الذل والهوان غضبت تونس ففهم رئيسها وكان من قبل لا يفهم .. غصبت مصر ا فخرج المارد من القمقم وغضبت اليمن عشرات الآلاف في الشوارع أطاحت بعلي الغير صالح ضد العبودية والتوريث والدكتاتورية والحكم الشمولي والشركات الخاصة .. اغضب أيها اليمن السعيد فغصبك يسعدنا ويفرحنا واكنس عهد الذل والخنوع اغضب أيها الشعب السوداني البطل فقد عرفنا غضبك في ابريل وفي أكتوبر ما أجمل غضبك أيها الشعب السوداني النبيل .. اغضب أيها المارد فأنت سيد الغضب أنت الذي علمتهم جميعا كيف يغضبوا .. علمتهم كيف يغضبوا فكانت باسمك الأخضر يا أكتوبر وابريل الأرض تغني اسمك الظافر ينمو في ضمير الشعب إيمانا وبشرا وعلى الغابة والصحراء يلتف وشاحا وبأيدينا توهجت ضياء وسلاحا فتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبرا سندق الصخر .. حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضرا ونرود المجد.. حتى يحفظ الدهر لنا أسما وذكرا ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي باسمك الشعب انتصر .. حائط السجن انكسر.. والقيود انسدلت جدله عرس في الأيادي ~ ~ ~ ~ ~ ~ كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل كان خلف الصبر والأحزان يحيا.. صامدا منتظرا حتى إذا الصبح أطل أشعل التاريخ نارا واشتعل ~ْ ~ ~ ~ ~ ~ كان أكتوبر في غضبتنا الأولى مع ألمك النمر كان أسياف العشر ومع الماظ البطل وبجنب القرشي حين دعاه القرشي حتى انتصر اغضب أيها الشعب السوداني فما أجملك عند الغضب سيف الأقرع [email protected]