شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    دورتموند يسقط باريس بهدف فولكروج.. ويؤجل الحسم لحديقة الأمراء    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصور.. المودل والممثلة السودانية الحسناء هديل إسماعيل تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة بأزياء قوات العمل الخاص    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    الى قيادة الدولة، وزير الخارجية، مندوب السودان الحارث    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فلوران لم يخلق من فسيخ النهضة شربات    رئيس نادي المريخ : وقوفنا خلف القوات المسلحة وقائدها أمر طبيعي وواجب وطني    المنتخب يتدرب وياسر مزمل ينضم للمعسكر    عائشة الماجدي: دارفور عروس السودان    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيديوهات شعرية لمكتبتي
نشر في الراكوبة يوم 19 - 10 - 2013


*كوب سلوى
و على الكُوب اسم "سلوى"،
ثمَّ أسماءُ سباياهاضحاياها يتاماهاعطاياها،
من العشَّاقِ،
و النسْرينِ،
و العطْرِ،
و أزهار القرنفلْ
كان نقْشا في هيولى عالم النورِ،
قبُيل النفْخ في طينة آدمْ
ثم ألقى جوهر الإشراق في يمِّ القوافي،
و ندامى الكونِ ضجّوا كسكارى من فِجاج العالم الثالثِ،
يختالونَ،
بكّائينَ،
ثرثارينَ،
ضحَّاكينَ،
صخّابينَ،
يزدانون باللهْو المصفَّى،
مثلما "فوزي كريمْ"
كان في "حانةِ كاردينيا"،
الوجوديَّ الأشوريَّ الأخيرْ
*****************************
كُوب سلوى دشّن الإحساس فينا،
حين كنَّا نرفع الأنخابَ،
نبكي،
ثمَّ نهذي في أسًى:
" في صحّة السودانِ،
أو ما قد تبقَّى من شظاياهُ،
و ما تطْرحه الذكرى على طمْي الهويةْ"
و اخترعنا حانة الرؤيا على سفْح الأماني:
"عُمَر الخيَّام في مِرْصده الشعريِّ يحسو ما تبقّى من رباعيَّاتهِ،
الروميُّ " مولانا" صريعٌ من سموق العشق و اللحنِ،
و "ديك الجنِّ" يحثو من رماد الكأس فيضا فوق هامات الثريا،
من بقايا نشوةٍ تصدح ك"الزغْراتِ" حيناً ثمَّ حيناً:
"يا منّانةْ
دقِّي الدلوكةْ
خادم الله
الماكْ مملوكة"
موْسقي الوقتَ،
أريقي خَدَراً من كُوْبها المبعوثِ فينا،
و أرِحْنا يا نديم الروحِ بالأقداحِ،
و النجوى،
و سكْرات المعاني،
و ترانيم "ابن هانئ"
و اضبط الإيقاعَ،
دوزنْ جَرْسنا الكونيَّ بالعذْراءِ،
و الصهْباءِ،
و السبْع المثاني
* النص الملتيميدي:
..
**************
*عتمة على درج كنيسة في شارع تومسون
على درج الكنيسةِ،
يجلس الرجل الذي خانته "مريمُ"،
ذات فصحٍ ،
مفصحٍ عن عصفهِ،
يأتي بزهرته الأثيرةِ،
كل ليلٍ،
ثمَّ يعصرها،
يهشِّمها،
وينثرها على إيقاع أجراس الكنيسةِ،
ثمَّ يبكي ،
صائحا:ً
"يا شارعي،
يا "تومسون" المجنون"،
يا سفري المراهق،من هنا عبرت "أوفيليا"،
ثم يشرع في نشيجٍ قدّّّ من صخر القتامةِ،
"من هنا ،
مرّ العبيدُ ،
إلى حقول التبغ في "فرجينيا"،
من هنا ،
عبرتْ زجاجة عطر أوفيليا الجميلةِ،
بنت جاري،
بائع الهيروين"،
.................
.............كان العاشق المجنون والعصري –في آنٍ-،
يدحرج فوق أدراج الكنيسة زهرة الكتمانِ،
يمضي نحو عتمات الوضوحْ
**
بيروت-فيلادلفيا-1999-2003.
*النص الملتيميدي:
..
*صباحية عامل تنظيف
مهداة إلى الأيام التي قضيتها عامل تنظيف في مبنى الجفنور في بيروت،
وإلى رفيقي في المهنة آنذاك صديقي الفنان التشكيلي عمر دفع الله
************************************
صباح الخير للحمراء متكئاً على دهْرٍ من البذخ الملطّخ بالدماءْ
صباح الخير يو أس أي في بيروتَ،
مستشفىً ،
و جامعةً،
ورافعةً،
وخافضةً،
وقابضةً،
وباسطةً،
وشوملةً،
وعولمةً لأحزان الخليقةِ،
هل ترى سأكون رقما في فضائك بعد هذا الحالْ؟
صباح الخير لي
لأسامة الخوّاض في هذيانه العدميْ
لقرينه المشّاء في نسيانه الصمغي يبحث عن وطنْ
صباح الخير للإثنينِ،
ينفصلان،
يجتمعان،
يفترقان،
يتَّحدان،
في لغزٍ بهيم ٍلا يحدْ
ذاك المسمّى بالأبدْ
صباح الخير للجفنور في إيقاعه ِالمترفْ
صباح الخير يا كيسَ القمامةِ،
صاحبي،
و ملاطفي،
ومؤانسي،
في عزلتي
صباح الخير للمنفى
لعمّال الطلاء مسمرينَ على حبال دوارهمْ
صباح الخير للعبد المهندم ضائعاً،
ومعذباً في غابة السوليلير والدولاَرْ
صباح الخير للمريولْ
صباح الخير يا خدم المنازلِ،
يا بقايا الرقِّ،
من سريلانكا،
و السودان،
والفليبينِ،
والحبشةْ
صباح الخير يا بونجور كم تبدين ساحرةً،
مدوزنةً،
مكبرتةً على طبقٍ من الدلع ِالفرنكفونيْ
تهادى أيها البحرُ الجميلُ،
وعم صباحاً أيها الجينزُ المزغردُ في خصور الانساتْ
هذا الجمال ُالمستبد ُالغضُّ،
ليس لنا
هذي البدائعُ،
والبضائعُ،
والرؤى،
ليست لنا
فليس لعاملِ التنظيفِ غير الفُرجة الخجلى،
وتقليمِ المشاعرِ،
ليس للشعراء،
غير النوح فوق خرائب الأحلامِ و الأوهامِ،
ليس لأهل ليسَ سوى التمتْرس بالتفاؤل،
والحنين الكاذبينْ
صباح الخير حزب الآهِ،
من حشمٍ،
ومن خدمٍ،
ومن عربٍ،
ومن عجم ٍ،
ومن عشم ٍ،
ومن عدم ٍ،
صباح الخير يا بيروتُ أرملة الحداثةِ،
هاهمو الأسلاف ُينتشرون كالسرطان ِفي ردهات روحكِ،
هاهى الفوضى ترشُّ أريجها فوق الدوارِ،
وفوق إيقاع ِالندمْ
خلاء ٌهذه الأقداحِ والأرواحِ يا بيضون،
هل ستظل مهنتنا هنا نقد الألمْ؟
نقد الألمْ
سيظل راتبنا،
وهاجسنا،
وسائقنا إلى رحم العشمْ
نقد الألمْ
نقد الألمْ
نقد الألمْ
بيروت-يوليو 1998.
*النص الملتيميدي
..
*لاهوت الوردة
في حضورك يجتمع الحلْمُ والوردُ،
من كل حدبٍ وصوبٍ،
يحادثك العاشقوك كفاحا ،
على صهوةٍ من حنين الفراشات للزهرِ،
لست نبياً،
لأفهم سرَّ انفرادكِ هائمةً في نبيذ الندى،
لست صنوا لأسرار حسنكِ،
كي أتذاكى باني نديمك في الناي،
لست غزالا،
لأدرك كنْه البهاء المهرول في حاجبيكِ،
و لست حصيفاً تماماً ،
لأفهم كيف تديرين وحدكِ،
هذا الهدوء المرواغ في وجنتيكِ،
وليس لمعجزة البرْق من سُلّمٍ،
كي تطال أعالي سناكِ،
وليس لقلبي،
قواميس تفهم كيف تنامين مرفودةً بالحنينِ،
وزهو الطواويس في العشبِ،
وهي تنشِّر أرياشها لغة ً في مديح المكانِ ،
ولست خبيرا بشأن الغيابِ،
لأفهم معنى انتظاري رعاة الحضورِ،
يسوقون قطعانهم بسياط الحنينِ،
.....اذنْ،
لكِ أنْ تسأمي من غرامي "المشاتر"ِ،
من عبثي بالكلامِ،
و أنْ تغضبي من حديثي المتأتي –في قمة السُكْرِ- ،
عن سرِّ سرِّكِ ،
من لغطي،
حول جدوى التشاؤمِ،
للناسِ،
والطيرِ،
من كل لونٍ،
وجنسٍ،
ودينٍ،
ومن شغفي باقتناص الفكاهةِ من كلِّ حرفٍ،
ومن رغبتي في سماع "أحبّكََ" في كلِّ ثانيةٍ،
.....باسمكِ العنبريِّ ،
سنفتتح الطقسَ ،
نذبح أسماء مَنْ سحلونا،
ومَنْ عذّبونا ،
ومَنْ علَّقوا صورَ اللهِ في طرقاتِ الجحيمِ،
نبدِّل طقس الوضوءِ،
بمضْمضةِ القبلاتِ،
لأنَّ المحبّةَ سوف تكونُ إلاهةَ أيَّامنا القادماتْ
*********
فيلادلفيا ابريل 2003-فولس جيرج يوليو 2005.
*النص الملتيميدي
..
*في مطعم الوجبات السريعة
في محلِّ الساندويتشاتِ،
في شارع مهملٍ،
كان ظل ابتسامكِ في ذروة الليلِ،
يلقي أشعتهُ حول حوض النعاسِ،
النعاس الذي كان هاجر من غيبة الروحِ،
نحو تضاريس بهجتك الكوكبيةِ،
في شارع وجلٍ،
في محل الساندويتشات ِ،
كان النقاش بطيئا ،
وكان الحماس لهُ ،
ناعساً،
ربّما انّ روح المكان المراوغِ،
مسكونةٌ بشياطين من قارةٍ ،
خلقت للغموض المؤجَّل دوما ،
كما العشق في صمتهِ،
قارةٌ خَلقتْ فرحاً ناقصاً،
ولهذا ارتبكنا جميعاً،
أنا ،
و غزالة روحي الشريدةُ في قفْر أوهامها العاطفيةِ،
و الأيروتيكيةِ،
في قاربٍ خاملٍ،
قارب الذكرياتِ ،
جلسنا ،
و عواطفنا تتوضّأ في حوض أوهامها،
و بكامل حرقتنا،
قد كتبنا على راحةِ الماءِِ ،
همهمةَ الراحلينَ على موجة الإرتباكِ المفضّض بالانتشاءِ ،
كتبنا مواقد عزلتنا الشاعريةِ،
في ورق ٍ صنعته الفجائع من آهة الوردةِ ،
الوردة اللازورد،
التي فقدتْ عطرها،
ذات صاعقةٍ،
من سحاب الفراغِ،
فراغ السماءِ:
سماءٌ تغطِّي سحائب ضحكاتنا بالأنينِ،
سماء تغطِّي يمام حواراتنا بالنشيجِ،
نشيجٌ فسيحٌ لسيّدة الدمعِ،
مخفورةٍ بالأيائل،
تخْصفُ من شجرِ الإنهماكِ اليفيض مُنىً،
لتواري/ سوءتها البوهيميةَ،
في مطعمٍ خاملٍ:
قرب يافطةٍ ،
سقطتْ من عواءِ المكان
****
مونتري في السابع عشر من سبتمبر 2006.
*النص الملتيميدي:
..
*سمّوكَ عاهرة المدينة و الضفاف
ياضفَّة الفرح المراهقِ،
ما جلوْكِ،
و ما سقوْكِ شرابنا العذب الطهورْ
إنِّي رأيتكِ فى الهواجسِ،
و المنامِ،
طفولةً مغسولةً بالعشقِ،
و الصفْحِ المطيرْ
لكنَّ دورات الفصول أناخ فى إيقاعها نغمُ المدينةِ ،
ذلك المشتولُ بالحُمَّى،
و أشجارِ الهجيرْ
و تبعثر الغفران من ساحاتكِ،
انفرطتْ على المِصْلاة مسبحةُ الفجورْ
*******************************************
النيلُ أيقظ في الدماء مواجدي،
و حقولكِ انفطرتْ - كما قالوا - على الجدب المريعِ،
أتوكِ بالنطْع الكبيرِ،
رموكِ بالإفك العظيمْ
سمّوكِ عاهرة المدينة و الضفافِ،
و رفّعوكِ إلى أمارات الثراءِ،
و وسَّدوكِ نفاية الأُطر القميئة و الجحيمْ
كم كنتُ أهديكِ الخطابات الأنيفةَ،
كم تخذتكِ طفلتي،
و طفقتُ أخصف من رواء جمالكِ العذب المراهقِ،
ما يواري كبوتي،
و ألفُّ جيدكِ بالأزاهير العبيقةِ،
و اشتهاءاتي العفيفةِ،
البريقْ
و لكمْ وعدتكِ بالشموعِ،
و بالورودِ،
و بالخضابِ،
و بالصغارِ الرائعينَ،
فرشتُ أحلامي،
و زيّنتُ الطريقْ
لكنهم غسلوكِ بالمال المكدّسِ،
صدّروكِ إلى بيوت الاثرياءِ،
و حنّطوكِ،
على المتاحف أعلنوكِ أميرة القصر الأنيقِّ
صبغوكِ بالحُمَّى و مكياج المدينةِ،
صِرْتِ راقصةً تروّج للمساحيق البذيئةِ،
صدرها يحكي نجاعة داعمات الثدي،
و السلع الثمينةِ،
و الزبرْجدِ،
و العقيقْ
سلبوا بشاشتي| الولودَ،
و عمّدوني كاهنآ يطأُ العذارى قبْل إعلان الزفافْ
قلبوا لنا ظهْر المجنِّ،
و أطْعموا مولودنا شوكَ الكفافْ
*******************************************
يا غبطتي،
كيف الهروبُ،
و قبْل ضعْفي كنتُ أقسم أنني أبدآ أحبكِ،
أعلن الحارات أنّي فارس الحبِّ العفيفْ
لكنَّهم صلبوا حضوري فى المدينةِ،
ما رعوكِ،
و حين صحتِ على الدروبِ "الفارس المصلوب أعياه الوقوفْ"
قذفوكِ بالنار الذكيَّةِ،
قيَّدوكِ،
و أرهقوكِ،
و أودعوكِ غياهب الحزن المخيفْ
يتذاكرونكِ فى المراقصِ،
يحلمون بصدركِ الغضِّ الدفيئِ،
يزيْن أبواب المخازنِ،
ينتشي طربآ ،
فتهتزُّ المداخل و السقوفْ
و أخوكِ يرطنُ،
فى المساء يضاجع اللغةَ الغريبةَ،
يغمس الأعماق فى خمر المدينة و المخدِّرِ،
يمضغ الشعرَ الركيكَ،
يدخِّن التبغ الثمينَ،
يبيع وجهكِ فى مزادات العذارى
و أبوكِ يحلم بالعباءات الانيقةِ،
يصطفيكِ مليكةً للرقص فوق موائد الوجهاءِ،
لا يصغي إلى نغم البراءة و البكارةْ
دهنوكِ باللون الكئيبِ،
جبوكِ فى كيس الخراجِ،
و ما دروا أنَّ ائتلاقكِ داحرُ اللحن النشازِ،
و دامغ اللغة الغريبة بالجسارةْ
*******************************************
الآن يا فرحي الغريقَ،
أُنبّئ الّنيل المرصَّع بالفراشات الحزينةِ،
بانهزام طلائع العشق المصادمِ،
أُشهدُ الأمطارَ أنّي سوف أشهد كرنفالكِ فى مواقيت الصفاءِ،
فليس عندي فضل مالٍ،
كي أجيئ وأفتديكِ –الآنَ،
فلنهنأْ بإبراق السنين القادماتْ
********************
الخرطوم 1980.
*النص الملتيميدي:
..
*ما قاله الفضل بن العبَّاس بن أبي لهب في التاسع من يوليو 2011
خجلٌ باذخٌ،
فارهٌ،
وافرٌ،
يانعٌ،
ناضحٌ،
يغمر الأرضَ،
و النهْرَ،
و البحْرَ،
و السَّهْلَ،
و الجبَلَ المستحمّ بأرجاسهِ العلويِّةِ،
و الصحراءَ الكئيبةَ،
دمعٌ يقشِّر أجفاننا،
و الخطى تترنَّحُ من رهقٍ في الشوارعِ،
مليون ميلٍ تعدّ الجنازةَ للغرباءِ،
أقلِّب أمْري ،
أسافرُ،
أغرقُ في همهماتي المريبةِ،
ماذا سأفعل باللهِ،
" قد صار جلدا ،
و رجما،
وقطعا،
وسلبا،
و نهبا"؟
و ماذا أقول لأسلافي المتصوِّفةِ الرائعينَ؟
و ماذا سأفعل باللغة العربيةِ-مهرِ رحيل|انفصالذهاب الجنوبِ؟
و ماذا سأفعل بالدينِ،
" قد صار أنتيكةً من غبار القرون القديمةِ،
أصبح أضحوكةً خارج العصرِ،
أمسى مقيلا لمن كنزوا المالَ،
أضحى ملاذ طواغيتنا"؟
فرحٌ رصّع الأبنوسَ،
و دوْزنهُ الأنناسُ،
فأين أخبِّئ وجهي من العارِ،
و الهُوْنِ ،
و الذلِّ،
و الانكسارِ؟
و ماذا سأصنع بالذكرياتِ ،
و أخوات "كانَ"،
و أخوات "إنّ"؟
و حفيداتِ "لوْ"؟
اختلفنا ،
اختصمنا،
اشتجرنا،
اقتتلنا،
على الغابة المطريّةِ ،
و الصحراء اللئيمةِ،
ثم كنزْنا حروبَ الهويَّةِ ،
أسألُ نفسي:
لماذا تنكَّرتِ للدم في سَمْتهِ الإفريقي؟
لماذا نسيتِ مناقبَ جدَّاتكِ المرويِّات و الحبشيِّات؟
خجلٌ شائنٌ في الشمالْ
فرحٌ بائنٌ في الجنوبْ
خجلٌ مورقٌ في مساجد شندي
فرحٌ غَدِقٌ في كنائس جوبا
هل سأحمل أكذوبةً من ضمير الجماعةِ،
في ليلها الهالك المتعثِّرِ،
أخرج مكتئبا،
هاتفا في الشوارعِ،
و الأنْفسِ الخائناتْ:
"و أنا الأخضر من يعرفني؟
أخضر الجلدة في بيت العربْ"؟؟(1)
هل سأهذي كما صاحبي الدارمي:
"أنا مسكينٌ لمن يعرفني
لوني|السْمرة ألوان العربْ"؟؟(2)
(فرحٌ للهوى،
فرحٌ للجنوبْ)
(فرحٌ من دماء المساكين يُصْنعُ)،
بالحربِ،
و الدمِّ،
و التضحيةْ
(خجلٌ نادمٌ في ضمير الشمالِ،
و مغفرةٌ في الجنوبْ)
(خجلٌ كاللآلي،
كالدمْعِ،
كالصّحْوِ)،
كالانفجار المدويِّ،
لماذا افترقنا،
و (أحلامنا بعْدُ جذْلى،
و موعودةٌ بالتوهُّجِ،
و الانعتاقِ)؟
و ماذا أقول لتاج زماني المبجَّلِ:
جون قرنقْ؟
و ماذا سيفعل في قبرهِ حين يفشو الخبرْ؟
هل سيضحكُ؟
يبكي؟
يقهقهُ من دَهَشٍ سامقٍ؟
يترنَّحُ من شكَّةٍ في الفؤادْ؟
كيف كنَّا نقولُ؟
و هل كان حقَّا بأنَّا (بنو وطنٍ واحدٍ،
بَلْ و أبناء خالٍ)؟
و هل مرةً واحدةْ
(وقع السيف ما بيننا،
فغدونا عدوَّا بوجْهِ عدوٍ،
فقدنا براءتنا،
و استطاعتنا أنْ نفكِّر بالآخرين)؟؟
ألملمُ ما قد تبقَّى من الوطن المتشرْذم فينا،
أصكُّ له لقبا،
قد يليق بأولادنا القادمينَ،
سنستفتي| الوردَ عن خَطْرفات الفصولِ،
سنصنع أورادنا من حفيف النعاسِ،
و من شجرٍ طاعنٍ في الموسيقى،
و من غَمْغمات السكارى الحيارى،
أثرْثرُ –في آخر النفق العربيِّ الإفريقي-:
هل سنصنعُ وَحْيا يوافقُ أحلامنا بالحداثةِ و التّنميةْ؟
هل سننْحتُ ممَّا تبقَّى من الوطن المترنِّحِ أُعْجوبةً في أصيل الزمان المُعوْلَمِ؟
هلْ
...............
.....................
مونتري-كاليفورنيا-يناير-السابع من يوليو 2011.
*الهوامش
*هو شاعر عربي،و يُقال بأنَّ جدَّته حبشية.
1-بيت شعر للفضل بن العبَّاس بن أبي لهب.
2-بيت شعر للدارمي،و هو شاعر عربي كانت تعيِّره العرب بسمرة لونه.
3-الأبيات بين قوسين من قصيدة محمد المكي ابراهيم (فرح في حديقة شوك قديم).
*النص الملتيميدي:
..
*مواقف المشّاء في مقام الرسولة بلازوردها المزغرد
.....................
.............وأوقفني،
ثم مدّ صراط المحبة لي،
وتنزّل نايا حزينا على أسفل الروحِ،
أوقفني في مقام النساء ،
وقال-محاطا بسرب الأحابيلِ –
منفعلا:
يا بنات أتزرنَ بأيقونة الليلِ،
قلتُ:
"أبانا الذي في اليواقيتِ،
ماذا سأفعل ؟
انّ بناتك مني جفلن إلى "مروي"؟
قال منفعلاً ،
مثقلا بالكآبةِ :
ما ذا ستفعل ان جاء سرب الظباء ببابكِ؟؟؟؟؟
قلت:
اليواقيت وامضةٌ ،
............
................
..................
.................
..............وأراني معابدَ مصفوفةً بالعناقيد،
بللها آخر الليل همسٌ ،
أراني كنائسَ مسقوفةً،
بحنين التراتيلِ ،
و الأورغَ،
مدهونةً بالدعاء المجوْهر،
أجراسها صنعت من حنين المراعي،
رأيت زرابي/ مبثوثة في المكان،
وحانات سكر بخمر الرؤوف الرحيم،
أفاضت على رأسي/ الخمر،
ثم تنحّتْ،
و ولّت إلى جهة اللازورد المزغردِ،
"خضرته غُسلتْ بمياه الرواء"
انتحتْ نحو غربتها،
و اكتفت بكتاب "المناحةِ"،
ثم اختفتْ،
قلتُ :
أين الرسولةُ ؟
...........
...............
..................
.......................
أوقفني في مقام الرسولةِ،
قال:
"اشتغلْ بكتاب "المناحة"،
ثم تدبّرْ حديث الرسولة،
في يأسها،
حيث لا حيث ،
إلا سرير المحبة،
طّرّزه "الريد" ،
شجّره "العشق"،
نمّقه "الودُّ"،
عطّره "الفقد"،
فرّشه "السهدُ"،
................
....................
.......................
........أوقفني في مقام الحقيقة مرتبكا ،
ثم تلى مقطعا من كتاب "المناحة"-مستدركا-:
"للذين مشوا ،
للواتي شربن كؤوس الحقيقةِ،
من حانة الارتحال الممضِّ المعذّب،
للولد المتأكدِ،
في مشيه "المتمحْرك"،
للبنت في مشيها،
المتأكد من خطوهِ:
للحقيقة وجهان:
وجه يبينُ ،
ووجه غريب الابانةْ"
***********
فيرجينيا 2004-مونتري 2007-
*النص الملتيميدي:
..
*رعاة الضباب
في انتظار البرابرة الآدميين
بعصيِّ مناحاتهم ينهرون قوافلَ عزلتهم،
بسلالم مضفورةٍ بنبيذ براءتهم،
يصعدون الى شجر الروحِ،
"نحن الذين أتوا من شروق المتاعبِ،
نحن الذين أتوا من غروب المساغبِ،
"بُقْجتنا " انفرطتْ من عواء الرحيلِ،
فمنْ سوف يجمع أحزاننا في مناديل من غبش الفجرِِِِِِ ،
منْ سوف تدهن أورادنا في انتظار البرابرة الآدميينَ؟
من سوف تدفئنا في انتظار البرابرة الطيبينَ،
سوى دفقةٍ من طيوب "كافافي"؟
رعينا الضباب قروناً ،
وكنا نحيط المراعي بهمهمةِ الغجر الصاعدين الى فجر أحزانهمْ ...
..............في البرازخ كنّا نهمهمُ:
"يا وردة الفقدِ،
نحن رعاياكِ،
نحن عطاياكِ،
نحن ضحاياكِ،
نحن مراياكِ،
كنّا حملنا تقاليدنا ،
وفكاهاتنا،
وحماقاتنا،
وهدايا جنازاتنا،
وفضائحنا ،
وحشرنا هدايا عشيقاتنا في جُراب قصائدنا،
والتفتنا جنوبا الى جهة الحلمِ،
نغسل أفواهنا،
كي تهلَّ الحقيقة كاملةً في ثيابٍ من البرقِ،
نطلق قافلةً من حدوسٍ،
نعاين قاع الوجودِ،
قطفنا معلقة الحُبِّ من طللٍ نابحٍ في العراءِ،
اختزلنا مشاعرنا،
وانفعالاتنا،
كي تكون مهيئةً لانتظار البرابرة الرائعينَ،
بكينا عميقاً،
كثيراً،
طويلاً،
طواطمنا:
العشقَ ،
والصدقَ،
والعدلَ،
والأمنَ"،
في برزخ النوحِ ،
نرقب ايماضة الكشفِ.............
.......................
............نحن الذين رعينا الضباب على ساحل الحزنِ،
نحن الذين ذهبنا الى آخر الانتظار جميعاً،
ُفجعنا لانّا بكينا هشاشتنا المرحليةَ،
ثم انتشرنا على الغيمِ،
نحصد أوله من قبيل التذكّرِِِِِِِ،
نحصد آخره في انتظار البرابرة الطيبينَ،
الذين أتوا قبل وقتٍ قليلٍ،
وخطّوا على ورق الانتظارِِِ:
"حضرنا ،
ولمْ نجد الشعبَ في ساحة الاحتفال"ْ
مونتري 2006.
*النص الملتيميدي:
..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.