في البدء ونحن نستقبل العام الهجري الجديد اقول لكم كل عام وانتم بخير ويعيده الله علينا ونحن ننعم بالحرية والديمقراطية والعدالة. ومع إطلالة العام الجديد نحاول ان نستشرف الدروس والعبر كمهاجرين في شتات الارض حيث نبذتنا الطغمة الحاكمة وكمقيمين داخل الوطن والفئتان تطاءان الم الظلم . يقول الله تعالي في كتابه ( ان الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالو فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) 97 النساء الهجرة الأولى كانت فرضا علي النبي (ص) وصحابته الأجلاء فرارا من ظلم الاهل والعشيرة وجبابرة قريش وحكامها بلغة اليوم وفي الاساس كانت بحثا عن الحرية في العباده ، وهي كانت عباده وطاعة لله حتي يتمكنو من عبادة الله بحرية والدعوة بسلام والعيش بكرامة وعزة دون ذل او اهانة وتحرير الانسان من عباده الانسان الي عباده خالق الانسان حيث انهم كانو اما عبيد واما ساده (كحالنا الان اما عبيد اي الشعب او ساده وهم الحكام ) فكان لزاما علي الرسول (ص) اقامة مجتمع جديد يتساوي فيه الكل بالواجبات والحقوق وتتوفر فيه الحريات (انظر الي وثيقة المدينة ) ولكل الاسباب العميقة المختلفة جاءت الهجرة معلما وطريقا الي الفجر والي حرية الاختيار وكما قلنا سابقا كانت فرضا وعندما جاء فتح مكة معقل الظلم انتفت اسبابها ومسبباتها فقال عليه الصلاة والسلام لا هجرة بعد الفتح . ولكن ظلت الهجرة الثانية المذكورة في قوله تعالى (الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا اليها ) صدق الله العظيم ظلت هذه الهجرة قائمة وستظل الي يوم القيامة امرا من الله تعالي لكل الذين يتعرضون للظلم ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وبلادهم وفي نفس الوقت تقول للناس ان الاستسلام للظلم والركون اليه اكبر ظلم يرتكبه المرء علي نفسه فالخروج علي الظلم والجور وتقويمه اولا ثم اذا لم تسطيع وكنت مستضعفا تبقي هنا الهجرة واجبة و ذلك لا يلغي ابدا مدافعة الظالمين من مأمنك الذي هاجرت اليه فقد بدا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأجلاء من بعد الهجرة الدفاع عن المظلومين في مكة والدعوة الي حرية العبادة والاختيار وحرية الانسان الذي كرمه الله .ومع اطلالة العام الهجري الجديد ادعوكم الي استلهام العبر من هجرته (ص) ومكافحة الظلم والدعوة الي العدل وكل ذلك لن يتحقق وهؤلاء الذين يدعون الاسلام وبأسمه يجثمون علي صدرونا منذ اكثر من ربع قرن ،؛! لماذا ؟ لاننا استسلمنا وقلنا انا مستضعفين في الارض ...... ولكن هيهات فالمستضعفين فيها لابد ان يستردوها يوما وإن طال الامد . محمد صالح فيينا [email protected]