حزينة هي تلك الكلمات التي نحكيها لأنها تبكي الكثير عندما تشرق شمس الصباح على البيوت خلافا ليس خلافا بين الأزواج كما يكتب العامة وتورد الصحف في صفحات القضايا الساخنة عن طلاق زوجين في أروقة المحاكم... وليس خلافا بين الأطفال كما نعتاد دائما وليس اختلافا في الرأي ينتهي لصالح الطرف الأكثر إقناعا ولسانا وحجة وتعودالمحبة إلى مجاريها. و لكنه خلاف سري يسري في الدماء خصومة وحجة يكمن في الدواخل وجعا وحرقة عندما يقف محاميان ليترافعا عن شخصين رضعا من ثدي امرأة واحدة وسط دهشة القاضي وعدد من الذين يسمح لهم بدخول قاعة المحكمة وحضور الجلسات عندما ينتصر واحد ليرى نشوة الهزيمة في عيون شقيقة عندما تكتب الصحف عن رابح في جولة المحاكم دفع بشقيقه إلى السجن عندما لا يصبح حديث الأم وعفوها وكلمتها حلا.. وعندما ينتهي كل شيء جمعته أواصر الصلات الأخوية ليتناثر كدخان في الهواء. والبيوت تفتح أبوابها في بعضها وقلوب أصحابها مغلقة.. يلعب الأطفال ويلهون في ظل جدرانها والدخول إلى بعضها ممنوع عليهم.. أعمام وعمات وأقرباء وأشقاء طالت بينهم القطيعة والخصام لأشياء لا تستحق أن تهدر لأجلها دماء الإخوة على بلاط الخصام والجفاء دون انتباه لخطر يهدد المجتمع وينخر السوس عظمة لا يختلف اثنان أبدا على أن انتشار ظاهرة بدأت تنتشر في مجتمعاتنا كداء معدٍ عجزنا أن نجد له طرق الوقاية أي أخ هذا الذي يقاطع شقيقه لتمتد يده سلاما للغريب أي عمة هي تلك التي تضمر الشر لأبناء أخ لها وأي عم ذلك الذي يسمى عدوا أي رحم هذا الذي يجب أن نواصله ونفتخر به محنة وحنانا. بيوت تعج بالخصام سرا وأشقاء جمعتهم المطامع وفرقتهم المحاكم حكما.. فراق وطلاق سببه أقرب الناس... هجرة وغربة سئمت الشخوص في وقت تشتاق فيه إلى الوطن... نسب ذابت أوراق عقوده في مياه الحقد والحسد وأسر تفككت سببها من يحملون اسمها أمام العامة.. محنة وودادا.. يمنح لكل شخص آخر ويحرم منه أقرب وأكثر الناس حاجة له. نحن أمام حكايات عجزت عنها المسلسلات إخراجا وتصويرا نحن المجتمع السوداني الذي يعرف بكل ما هو جميل تتساقط أوراق الأسر فيه فراقا وشتاتا بسب ما أسميته (حرب الأقارب) ومؤلم أن يواجهك شخص أو يضمر لك العداء لكن الأكثر إيلاما أن يكون قريبا أو أخا أو شقيقا عندها قد يحدث ضمورا في العبارة... وتستحي الكلمة والحرف ممّا يسمى عادة بالتعبير. طيف أخير : الكتابة .... أن تفصح السطور عن الذي لم يكتب!!. [email protected]