قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3} يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا{5} يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ{6} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}8} صدق الله العظيم أما قوله : ( وأخرجت الأرض أثقالها ) ففيه مسألتان : : أحدهما : أنه جمع ثقل وهو متاع البيت : وقيل : سمي الجن والإنس بالثقلين لأن الأرض تثقل بهم إذا كانوا في بطنها ويثقلون عليها إذا كانوا فوقها ، والمراد في قوله تعالى :وأخرجت الأرض أثقالها ، يعني مافي باطنها من الأموات و الكنوز والقول الثاني أثقالها: أسرارها فيومئذ تكشف الأسرار، ولذلك قال: ( يومئذ تحدث أخبارها ) فتشهد لك أو عليك.) الحديث هنا عن يوم القيامة نهاية عهد طويل اسمه الدنيا . ولكن أخي القارئ العزيز كل الآيات والأحداث الكونية لم ولن تكون عبطا أو خبط عشواء فالنظام الكوني نظام رباني دقيق جدا وإسقاطاته تتمثل في واقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بكل إحداثياته فمقولة أن التاريخ يعيد نفسه مقولة جيدة في حدود إدراكنا الإنساني الظاهري ولكنها أعمق من ذلك بكثير ولكن من الذي يتوقف في الآيات القرآنية الكريمة متأملا للقوالب التحليلية العميقة من خلالها . والإنقاذ في هذه الأيام الضنكة تخرج أثقالها أسرارا وسوءات في كل يوم وصباح فكلما تحدث أحدهم من أدعياء الإسلام السياسي أخرج من فيه قيحا وصديدا إساءة واستفزازا للشعب السوداني فأصبح المثل ( القحة ولا صمة الخشم) ( صمة الخشم ولا القحة ) فباليتهم لزموا الصمت فالصمت ارحم لنا كشعب وارحم لهم كحكومة . التناقضات كثيرة والكذبة أصبحت أوضح يعلمها القاصي والداني حتى راعي الضان في الخلاء كما يقولون . وتحضرني قصيدة كانت تعجبني تقول : الليل ولىّ ولن يعود وجاء دورك يا صباح وسفينة (الإنقاذ) سارت لا تبالي بالرياح وحياتنا أنشودة صيغت على لحن الكفاح وطريقنا محفوفة بالشوك بالدم بالرماح يا دربنا يا معبر الأبطال يا درب الفلاح هكذا نردد معهم أيام ( الخم ) ونحن طلاب بالجامعة ولكن الواقع أصبح يكذب كل كلمة قالوها وكل شعار رفعوه فقد عاد الليل أليل مما كان عادت طوابير الخبز والبنزين وعاد القتل والنهب والسلب وجثمت جرائم الإبادة في دارفور نقطة سوداء في تاريخ السودان والدرب ما عاد دربا للفلاح ومعبرا للأبطال ولم نعد نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع إلا شخص واحد فقط أكل مما زرع وهو شاعر قصيدة نأكل مما نزرع الشاعر محمد عبدا لحليم الذي رمي به في زنازين الأمن متوسدا الحصير البلدي فقال مازحا ألان فقط تأكدت ( إننا نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ) وسفينة الإنقاذ أيضا كذبتهم فقد أصبحت تبالي بالرياح حتى النسيم العليل بداخلها إشارة إلى الإصلاحيين فقد أصبحت الإنقاذ تخاف من ((امرأة من كمبو كديس )) (( وأبكر العجلاتي )) بدلا من أن تخاف من أمريكا وإسرائيل فالخوف منهما قد يكون مشروعا للفارق الكبير . ولكن إلى متى الذل والهوان ؟ إلى متى الإنقاذ ؟ فلقد هرمنا من الخضوع . ولكني اشتم رائحة النهايات فقد بدأ زلزال الإنقاذ وبدأت تخرج أثقالها أسرارا وسوءات حتى هم الكيزان يقولون مالنا لانرى رجال كنا نعدهم أوفياء وأمناء . [email protected]