خلدت الذاكرة الفنية السودانية مدينة جوبا في أغاني أطربت الكل، وكانت تمثل في الذهنية السودانية عروس غامضة يتغنى لها الفطاحل " الحوت، والجيلاني" وررد السودانين كلمات تلك الاغاني كثيرا تعبيرا عن المكانة المعنوية لجوبا " رمز الجنوب" في أذهان السودانيين، وكانت جوبا عبر التجارة النهرية تعيل كثير من الأسر والشباب، وكانت في وقت ما بديل للأغتراب عن الوطن. جوبا، مالك علّي ، أستطيع ان اقول ان تلك النغمة عائدة ولكن بلسان حال " الطغمة الشريرة" وأقصد بها النظام الحاكم، الذي انتبه بعد مرور يومين الى وجود شي ما في امر جوبا واحداثها الاخيرة، شي يعكر صفو " الدكتاتور" ويمنعه النوم، وشي يعكر صفو"وزير المالية" ويجعل ميزانيته التي أودعها البرلمان في مهب الريح، وشي كبير " خالص" يمنع تنظيم الاسلاميين النوم. ماهي الاشارات الواردة من احداث جوبا وابرزها قبل قليل " مقتل مدير مكتب ريك مشار" ..؟؟ لا احد كان يتوقع ان تتصاعد الامور لتكل الدرجة، والناظر للامر في يومه الثاني كان يمكن ان يقول ان الامر أنتهى وعاد الهدوء ولكن تصرفات سفارات غربية ودول غربية اعاد التوتر للمنطقة، تصرفات غريبة تحمل اشارات الى الخرطوم وهي اشارات واضحة لا لبس فيها. من عادة الدول الغربية حين حدوث امر ما في ركن من اركان الدنيا ان تتريث وتفحص الامر تماما قبل الدعوة الشهيرة لمواطنيها " بالبقاء في مناطق أمنة" او عدم مغادرة منازلهم،وأحيانا تطالب بعدم السفرلتلك الدولة، ولكن الامر الغريب في أحداث جوبا انه منذ اليوم الثاني طالبت الدول الغربية رعاياها بالخروج من " جنوب السودان" بل اجلت تلك الدول نصف او ثلاث ارباع طواقهما العاملة في السفارات في جوبا.!! أي نظام ينظر لذلك التصرف من دول بعينها " امريكا، فرنسا، برطانيا" يدرك ان في الامر شي ما وهو لا يخرج من أثنين أما وفرة معلومات لتك الدول اكدت لها ان الامر سائر الى التوسع والاشتعال اكثر وبالتالي عليها ان تستبق الاحداث وتضمن سلامة رعاياها،أو أن تلك الدول لها يد في ذلك الامر وتدرك أبعاده تماما لذلك خطت تلك الخطوت.!! النظام في السودان الشمالي بنفسيته" المشوهة" قد يقرأ ان هنالك تدبير ما ضد الخرطوم اما مباشر بدخل قوات أممية لجنوب السودان لضمان الامن" وهذه دعوات انطلقت بالفعل بل ؟أوامر صدرت لجنود الاممالمتحدة الموجودين في جنوب السودان بحماية المدنين" ودخلو تلك القوات بلا شك يجعل النظام في السودان الشمالي يرتجف حتىأخمص قدميه لعدة عوامل ابرزها مسألة أبيي وعدم رضاء دول الغرب عن النظام ومحاولاتها المستمرة لتغييره، والامر الغير مباشر أو التهديد الغير مباشر هو أمكانية عودة " شلة" باقان للحكم، اما عنوة أو عبر التفاوض مع سلفا وهذا يعني اشتعال جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور في حروب كاد نظام الخرطون ان يجهز عليها بالتضييق على المتمردين من الشمال وعبر سلفاكير من الجنوب.!! وهنالك سناريو ثالث وربما يحدث بتخطيط او عفوا ويوقم على مسارعة الخرطوم بدعم سلفاكير وخوض حرب معه ضد " مشار" و" باقان" ودعمه بالطيران او بالمدفعية الثقيلة وهذا ما يجعل الخرطوم جزء مباشر في الحرب وبالتالي عودتنا الى نقطة " الصفر". هذه تاثيرات محتملة لما يجري في جوبا، وبالتأكيد ان مسالة البترول سوف تدخل بعد أيام قلائل في " زوبعة" وسوف ينقطع سريان بترول الجنوب والذي بناء عليه وزير المالية جزء من ميزانيته التي اودعها البرلمان بالامس، مما يشي الى إنعكاسات ضخمة للازمة في جوبا على الخرطوم. أعتقال البشير، إزاحة النظام، مسألة ابيي، عودة القوةللجبهة الثورية عوامل قد يدفع الخوف منها الى تورط مباشر للخرطوم في ما يجرب بجوبا وبالتالي إستمرار مسلسل كريه ظلت حلقاته تعاد طيلة " نصف قرن" [email protected]