بسم الله الرحمن الرحيم في بلاد المشركين يبصق المرء بوجه الحاكمين فيجازى بالغرامة وعندنا نحن اصحاب اليمين يبصق المرء دما تحت اقدام المخبرين ويري يوم القيامة ,اذا رمى الورد سهوا بوجه امير المؤمنين , كان لابد ان اذكر الكلمات السابقة وانا استرجع الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلال السودان الممتد من حلفا الى نمولي ومن الجنينة الى سواكن . اصبت بحالة من الحزن العميق وانا الازهري والمحجوب جنبا الي جنب يرفعون علم السودان الثلاثي الالوان -الاصفر والاخضر والازرق الذي كان يحكي قصة بلادي الزرقاء بنيلها والخضراء بزرعها والصفراء بصحرائها ومنذ ان القي به في خزانة التاريخ تجنيا وتعديا على حقيقة هذه البلاد ومكوناتها .عندما حدث ذلك التغيير في ذلك اليوم قلت ان السودان دخل في نفق مظلم وسيضيع في عالم من التيه والضياع وما زالت دواخلي تردد باي حق وباي منطق يطوى علم البلاد الذي رفع الى عنان السماء ليخلف علم المستعمر امام الحاكم العام وامام ممثلي كل الامم وامام كافة الشعب السوداني وامام الامة الافريقية جمعاء _الحكومة والمعارضة (الازهري والمحجوب)يدا واحدة وقلبا واحدا ينبض بحب هذا التراب ويعمل لارساء دعائم النهضة في ظل الديمقراطية وسيادة الشعب . كانوا ورهطهم يضربون اروع الامثال في النزاهة والعفاف والصدق والامانة لا يطمعون في عرض الدنيا الزائل ولا يستبد بهم طغيان السلطة الزائف . فيا ايها السادة (المهدي والميرغني )ارجعوا بعقارب الساعة الى الوراء الى ذلك الزمن الجميل واعيدو قراءة تاريخ نضال الشعب السوداني من اجل الحرية والانعتاق والتقدم والتطور والرفاهية والسؤدد قيل ان تتسلموا الانواط والنياشين والوشاحات . استاذ بالمعاش محمد عثمان عبدوت [email protected]