حقاً هي( ليلة حمى السبت ) فلقد كان مساء السبت الماضي ليلة خالدة حيث اختلطت فيها دموع الفرح والحزن في أمسية ستبقى ذكراها مدى التاريخ. ليلة تدافع فيها أهالي الكدرو شيوخاص ونساء وشبابا وأطفالاً في احتفائية غير مسبوقة احتضنوا فيها فناناً وأستاذاً مبدعاً ورقماً مميزاً في دنيا الطرب وقبل كل هذا أنساناً رقيقاً اخو أخوان لكل من عاشره. ولم لا يتسابقون ليكونوا حضوراً لحظة دخول المحتفى بشفائه صاحب اللونية المتفردة في الفن والطرب الأستاذ النور الجيلاني الذي داهمه المرض فأدمى قلوب السودان كله من حلفا حتى(جوبا) . عظيم أنت يا نادي الكدرو وأنت تنظم هذا الاحتفائية بشفاء هذا الفنان المبدع الذي عم الفرح على شفائه كل السودانيين شماليين وجنوبيين مقيمين ومغتربين ومهاجرين فالنور شعلة لا تنطفئ وصوته لن يخبو وان حجبته الظروف إلى حين لأنه في الوجدان. والتحية لجمعية الهلال الأحمر التي عطرت ليلة الوفاء لمن أجزل العطاء في دنيا الإبداع بوسام التقدير من ارفع الدرجات وهى تعلن كيف إنها تخصص إسعافا بل تيم متخصص في الإسعافات باسمه لمدينة بحري ثم لكل السودان ليصبح (النور) في بيت كل من احتاج لإسعاف يقيه شر المرض. والتحية للشباب من معجبي الفنان ومنتدى النور الجيلانى الثقافي وان كان لي ما قوله هنا لهذا الشباب إن السودان كله من معجبى هذا العملاق الذي قدم للفن لونية متفردة لن يمحوها الزمان وستبقى خالدة مع إبداعات كرومة وسرور وكل نجوم الطرب الذين خلدهم تاريخ الفن والتحية لمن عطروا ليلة الفرح بشفاء هذا الرمز من أغنياته. والتحية قبل كل هؤلاء الحشود التي ضاق بها الحفل على سعة المكان والذين تسابقوا واصطفوا لتحيته و احتضانه وي الها من لحظة تاريخية وأنا اشهد النور يغالب دموعه وهو يهتز طربا لأغنياته يرددونها معجبوه لتختلط فيه دموع الفرح والحزن والمئات من معجبيه يمسحون الدمع عن عيونه مهللين لشفائه.كانت لحظات عشت فيها كل الظروف التي جمعتني بهذا المبدع الأسطورة الذي ما سئلت يوما عن فناني المفضل إلا وكان هو والمبدع خضر بشير واللذان يلتقيان في مدارسهم ولونيتهم الخاصة وأعادتني تلك اللحظات لنهاية السبعينات عندما طالعت في إحدى الصحف حديثا للأستاذ العملاق محمد وردى رحمة الله عليه وهو يوجه نقدا عنيفا له ويصفه (بطرزان) فتصديت له في صحيفة نجوم وكواكب بعنف حتى كان يوم التقيت بالأستاذ بعد سنة من تلك الواقعة فكان إن بادرني بكل تواضع قائلا إنني في حياتي لم أرتكب خطأ كما ارتكبته في حق هذا الفنان العظيم لأنني يومها لم استوعب لونيته المفردة التي أضافها للفن السودان وكنا احسبه وقتها مهرجاً فنشرت عنه ذلك التصريح الذي أثلج صدور كل محبي النور فتلك كانت الحقيقة التي سجلها الأستاذ وردى إن النور أضاف لونية متفردة للفن السوداني وقدم شكلا جديدا من أداء المجموعة على درب أعظم فناني العالم على رأسهم جيمس براون. ويا له من إنسان تجلت عظمته يوم خطف الموت احد أعضاء فرقته فأبقى عليه عضواً في الفرقة رغم رحيله بكامل استحقاقاته ليقدم نموذجا للوفاء لم يعرفه تاريخ الفن في السودان بل وفى أي بلد في العالم. التحية للنور وهو ينور تلك الليلة. أما نادي الكدرو الذي نظم هذه الاحتفائية فهذا النادي أيضاً متفرد عن كل أندية السودان بلا مجاملة فلأول مرة أجد نادياً تتواصل الأجيال فتجد رجال الكدرو وشيوخه بجانب شبابه وتجده حافل بالوجود النسوي ناديا شامل في كل شيء بل شعلة من النشاط المتنوع وتتسع دائرة نشاطه بتميز في كل المجالات خاصة الثقافية والاجتماعية فكان جديرا بان يحقق المركز الأول في الليالي الثقافية الرمضانية أكثر من مرة مع اتساع نشاطه الرياضي. فالتحية لكم أهل الكدرو وأمنياتي ى لكم بتحقيق المزيد من الانجازات وعقبال ما نجد الكدرو في طليعة الأندية الرياضية بالمنطقة تتويجا لهذا الرجل العظيم. حقا هو يوم متفرد احتفى فيه نادي متفرد بفنان مبدع متفرد.